حاجز للمعارضة السورية على الحدود التركية (رويترز)
الوكالات - عواصم 2013/12/22 - 03:00:00
وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان أمس، عمليات القصف التي تقوم بها قوات نظام بشار الأسد على حلب منذ فترة، بأنها عشوائية، لا تميز بين مدني وعسكري، و"هذه جريمة"، وانها "تتعمد استهداف المدنيين".
ونقل تقرير اصدرته المنظمة عن الباحث اولي سولفانغ، قوله: ان "القوات الحكومية كانت تنشر الكوارث في حلب خلال الشهر الاخير، تقتل الرجال والنساء والاطفال بدون تمييز"، مضيفا: ان "سلاح الجو السوري اما غير كفء، الى حد الاجرام ولا يكترث لقتل اعداد كبيرة من المدنيين، واما يتعمد استهداف المناطق التي يتواجد فيها المدنيون".
وتنفذ الطائرات المروحية والحربية السورية منذ اكثر من اسبوع غارات مكثفة على احياء عدة في شرق مدينة حلب، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وعلى مدن وقرى في المحافظة، حصدت مئات القتلى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين، وتستخدم في القصف بانتظام "البراميل المتفجرة"، التي تحتوي على اطنان من المتفجرات، ويصعب التحكم بالهدف الذي تلقى عليه.
ونقل التقرير عن الشبكة السورية لحقوق الانسان: انها احصت سقوط 232 قتيلا بين 15 و18 ديسمبر، مشيرا الى ان التصعيد في المنطقة بدأ في 23 نوفمبر، لكن هذه الايام الثلاثة شهدت "القصف الجوي الاعنف على حلب"، منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011.
واشارت "هيومن رايتس ووتش"، الى ان "القوات الحكومية استخدمت وسائل واساليب حربية لا يمكن ان تميز بين المدنيين والمقاتلين"، مضيفة: "بدا في بعض الحالات ان القوات الحكومية تستهدف المدنيين وبناهم التحتية بشكل متعمد، او على الاقل لا تقصد هدفا عسكريا ظاهرا"، فيما توسعت قوات الاسد باستخدام البراميل المتفجرة.
وجاء في تقرير المنظمة الذي تضمن شهادات ووقائع عن القصف المستمر على حلب، لا سيما الجوي منه: "لا يجدر بالقادة العسكريين ان يعتمدوا سياسة تقضي بالامر باستخدام اسلحة متفجرة واسعة التاثير في مناطق سكنية؛ بسبب الأذى المتوقع الذي سينتج عن ذلك على المدنيين".
وذكرت ان حملة القصف الاخيرة التي نفذتها قوات النظام اصابت مدارس وقتلت اطفالا.
مستشفى الكندي ميدانيا، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام قصفت أمس ولليوم السادس على التوالي قرى وبلدات في ريف حلب بالبراميل المتفجرة والصواريخ، فيما نجحت المعارضة في السيطرة الكاملة على مستشفى الكندي.
وأضافت الهيئة: إن القصف تسبب في مقتل وجرح كثيرين بحي السكري في حلب، ومدن وبلدات حيان والباب وعندان بريفها، كما تعرضت مدينة دارة عزة في الريف الغربي لقصف خلف دمارا كبيرا.
تزامن ذلك مع نجاح المعارضة السورية المسلحة الجمعة في السيطرة الكاملة على مستشفى الكندي القريب من سجن حلب المركزي.
ويعتبر مستشفى الكندي الذي تتمركز فيه قوات النظام ذا أهمية عسكرية كبيرة واستراتيجية؛ نتيجة قربه من سجن حلب المركزي، آخر تمركز لقوات النظام في ريف حلب الشمالي.
وأفادت الأنباء بأن معظم عناصر قوات النظام المحاصرين داخل المستشفى قتلوا أثناء الاقتحام، واستولت قوات المعارضة على دبابة وكمية من الأسلحة والذخائر.
وفي ريف دمشق، تحدثت شبكة شام الإخبارية عن سقوط عدد من الصواريخ لقوات الأسد، استهدفت أطراف بلدة بيت سحم.
وأوضح ناشطون أن قوات الأسد شنت حملة مداهمات في حي الموازيني بدمشق، وسط انتشار أمني كثيف بالحي، فيما اعتقل أربعة شبان بمنطقة الصالحية، وسجل إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة بحي القدم الذي شهد سقوط صاروخ على منطقة بورسعيد.
وبحسب المصدر نفسه، فقد شهد حي القابون اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وقوات الأسد على أطراف الحي وسط قصف مدفعي، كما شهد مخيم اليرموك اشتباكات عنيفة عند مداخله، صد فيه الجيش الحر محاولات التسلل المستمرة من قبل قوات الأسد، كما تم إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة باتجاه شارع الثلاثين في المخيم ذاته.
وذكر المكتب الإعلامي للمجلس المحلي بمدينة داريا، أن المدينة شهدت قصفا مدفعيا متقطعا من جبال الفرقة الرابعة، حيث تم استهداف الأحياء المدنية، كما قصفت قوات الأسد بالمدفعية بلدة الغارية الشرقية بريف درعا.
إيران وجنيف 2 سياسيا، بحث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ووسيط الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي، موضوع مؤتمر السلام حول سوريا، الذي لم تدع اليه طهران حليفة دمشق، كما اورد الموقع الالكتروني للوزارة أمس.
وأوضح الموقع ان ظريف والابراهيمي اجريا محادثة هاتفية، "تناولت اخر المستجدات بخصوص المؤتمر"، المقرر عقده في 22 يناير في سويسرا.
وأعلن الإبراهيمي الجمعة ان المحادثات التحضيرية لمؤتمر السلام لم تفض الى اتفاق حول مشاركة ايران.
وصرح الابراهيمي للصحفيين: "بالنسبة لإيران، لم نتوصل الى اتفاق بعد، وليس سرا اننا في الامم المتحدة نرحب بمشاركة ايران، لكن شركاءنا في الولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بعد بأن مشاركة ايران ستكون امرا صائبا".
وأضاف: "اتفقنا على اننا سنجري مزيدا من المحادثات لنرى ما اذا كنا سنتوصل الى اتفاق حول هذا الامر".
وندد مسؤول اميركي الجمعة بالدعم العسكري الذي تقدمه ايران للاسد، وكذلك لحزب الله اللبناني، الذي يقاتل الى جانب القوات السورية ضد فصائل مسلحة معارضة.
وكان الإبراهيمي اعلن الجمعة لائحة البلدان المدعوة والتي تضم 26 دولة.