مقاتل من الجيش الحر في حالة استعداد بريف دمشق (رويترز)
الوكالات - عواصم 2013/12/18 - 03:10:00
قتل 13 شخصاً على الأقل في قصف بالطيران على حي تسيطر عليه المعارضة في حلب أمس، فيما اعلنت الامم المتحدة ان مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المعروف باسم «جنيف 2» سيعقد في بلدة مونترو السويسرية لاسباب «لوجستية».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: «استشهد 13 شخصا بينهم طفلان وفتى وسيدة في قصف بالطيران الحربي على مناطق في حي الشعار» الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في شرق حلب كبرى مدن شمال سوريا.
وكان عشرة اشخاص بينهم اربعة اطفال قتلوا الاثنين في قصف ب «البراميل المتفجرة» من الطيران الحربي على حي الانذارات في حلب، غداة مقتل 76 شخصا بينهم 28 طفلا في احياء اخرى من المدينة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالطريقة نفسها.
وقتل الاحد 76 شخصا بينهم 28 طفلا في قصف «بالبراميل المتفجرة» نفذته قوات الأسد على ستة احياء في حلب على الاقل، في حصيلة هي من الاكثر دموية منذ لجوء النظام الى سلاح الطيران في مواجهته مع المقاتلين المعارضين قبل 18 شهرا، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد السوري ان النظام «غالبا ما يلجأ الى البراميل المتفجرة» في حملات القصف الجوي. ويتقاسم نظام بشار الاسد ومقاتلو المعارضة السيطرة على احياء حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا.
قصف بالصواريخ والطيران
وفي ريف درعا، قالت شبكة سوريا مباشر: إن خمسة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام بالصواريخ والطيران الحربي على ريف المحافظة.
وأضافت الشبكة أن قوات النظام ركزت قصفها على بلدات إنخل وجاسم وسملين في منطقة الجيدور بريف المدينة، بينما ذكر ناشطون أنهم رصدوا استخدام صواريخ تحدث دمارا كبيرا في أماكن سقوطها، فيما يعتقد أنها صواريخ أرض أرض يستخدمها النظام للمرة الأولى.
وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق قال متحدث باسم المعارضة المسلحة: إن قوات المعارضة قتلت عددا من عناصر جيش النظام، وسيطرت على عدد من آلياتهم.
وأضاف المتحدث أن المعارضة قصفت خط الدفاع الأول للنظام والذي يمتد أكثر من ثمانية كيلومترات في محيط الغوطة. وأكد أن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على مساكن عدرا العمالية وقرى مجاورة تمتد على مساحة 40 كلم2.
وفي مدينة الضمير أفاد مركز مسار الإعلامي بأن عدد القتلى الذين سقطوا جراء الغارات التي شنتها قوات النظام على المدينة بلغ 24.
من جهتها، ذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام جددت قصفها بمدافع الـ57 للأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مدينة دير الزور.
وفي حماة، تحدثت الشبكة عن أصوات صراخ وضجيج سمعت من السجن المركزي، ويعتقد أنها ناتجة عن حالة عصيان في أوساط السجناء.
«جنيف2» في مونترو
سياسيا، اعلنت الامم المتحدة الثلاثاء ان مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المعروف باسم «جنيف 2» سيعقد في بلدة مونترو السويسرية بسبب عدم وجود فنادق شاغرة في جنيف.
وقالت خولة مطر الناطقة باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي: «المؤتمر الدولي حول سوريا سيعقد في مونترو لأسباب لوجستية».
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حدد الشهر الماضي موعد المؤتمر الذي تأجل عدة مرات منذ يونيو، في 22 يناير.
واضافت المتحدثة باسم الابراهيمي: ان اعمال المؤتمر ستتوقف لبعض الوقت بعد ذلك «على ان تستأنف في 24 يناير في قصر الامم في جنيف» حيث سيعقد وفدا النظام السوري والمعارضة لقاء ثنائيا لبدء مفاوضات السلام الى جانب الابراهيمي.
وتابعت: ان الابراهيمي يحبذ ان تبقى الدول الضالعة في حل الازمة السورية متواجدة لكن الا تشارك مباشرة في المفاوضات.
واوضحت ان مدة المفاوضات سيحددها وفدا النظام السوري والمعارضة مع الابراهيمي خلال لقاء 24 يناير في جنيف.
وكانت دمشق اعلنت رسميا مشاركتها في المؤتمر مؤكدة انها لا تفعل ذلك من اجل تسليم السلطة، في موقف متناقض تماما مع مطلب المعارضة من المؤتمر وهو استبعاد بشار الأسد من العملية الانتقالية.
ووافق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على المشاركة في جنيف2 على ان يؤدي الى عملية انتقالية لا يكون للأسد أو لأركان نظامه دور فيها.
وذكرت الأمم المتحدة عند إعلانها موعد المؤتمر بأن هدف الاجتماع هو تطبيق الخطة التي اعتمدت في 30 يونيو 2012 من قبل القوى الكبرى والدول المجاورة لسوريا اثناء اول مؤتمر في جنيف بدون مشاركة سوريا.
واثناء مؤتمر جنيف-1 اعتمد وزراء القوى الكبرى ودول مجاورة لسوريا خطة لتسوية النزاع، تقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تضم مختلف المكونات السياسية السورية وتتمتع بكامل الصلاحيات. وتكلف بالتحضير للانتخابات وتعديل الدستور. لكن النص الذي اعتمد انذاك لا يحدد بشكل واضح مصير الأسد.
تحضيرات
وفي سياق متصل، اتهم تيار «التغيير الوطني» السوري المعارض الذي يقوده الحقوقي عمار قربي كل من يشارك في مؤتمر «جنيف 2» ولا يلتزم بـ»مصالح الشعب ومطالب الثورة السورية» بـ»الخائن».
وذكر التيار، في بيان أمس :»يرى التيار أن على من يتصدّى لمهمة تمثيل الثورة في هذا المحفل الدولي، أن يكون متيقنا تمام اليقين أنه ذاهب لانتزاع مطالب الثورة كاملة دون انتقاص وبضمانات دولية مؤكّدة وإلا فإن كل من يدّعي تمثيل الثورة في جنيف2 ويعود بأي اتفاق دون سقف مطالب الثوّار الأصلية أو باتفاق مع النظام على اقتسام السلطة سيعتبر شريكاً للنظام وعدواً للشعب وخائناً للثورة».
من جهة أخرى، شهدت مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق اجتماعات للاطراف الكردية السورية لبحث مسألة توحيد الخطاب خلال مؤتمر جنيف-2، وذلك بإشراف رئيس الإقليم مسعود بارزاني.
ووقعت مؤخرا خلافات بين المجلس الوطني الكردي السوري ومجلس الشعب لغربي كردستان، وصلت الى حد القطيعة بعد اعلان حزب الاتحاد الديموقراطي، الذي يمثل التيار الرئيسي في مجلس الشعب لغربي كردستان، تأسيس ادارة محلية بشكل منفرد في شمال سوريا.
ويدعم اقليم كردستان العراق الاحزاب الكردية السورية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي السوري، في حين يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني.
وقال بهجت بشير عضو المجلس الوطني الكردي السوري: ان «اجتماعات الاحزاب الكردية بدأت الثلاثاء باربيل، وذلك عقب اجتماع عقد الاثنين بإشراف بارزاني».
واضاف ان «هذه الاجتماعات هي من اجل توحيد البيت الكردي وخطابه السياسي في كردستان الغربية والاستعداد لمؤتمر جنيف بحيث تكون المشاركة الكردية قوية في هذا المؤتمر».