الجيش السوري الحر في دير الزور
روسيا تؤكد مشاركة النظام في جنيف وأمريكا لم تغير استراتيجيتهاالوكالات - عواصم 2014/02/05 - 03:00:00
قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أمس: إن الحكومة السورية ستحضر الجولة التالية من محادثات السلام التي تعقد في جنيف في العاشر من فبراير, فيما تواصل القصف بالبراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران المروحي التابع للقوات النظام السوري على مدينة حلب وجوارها في شمال سوريا للأسبوع الثالث على التوالي، .
وفي التفاصيل، قال بوجدانوف للصحفيين: «ليس لدينا اي شك في ان وفد الحكومة سيشارك في الجولة الثانية من المحادثات الدولية في جنيف». بينما، قال النائب الآخر لوزير الخارجية جينادي جاتيلوف: إن سوريا تعتزم إرسال شحنة كبيرة من المواد السامة إلى خارج البلاد هذا الشهر، وإن بإمكانها استكمال عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية بحلول أول مارس.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن جاتيلوف قوله: "بالأمس أعلنت سوريا حرفيا أن إزالة شحنة كبيرة من المواد الكيماوية مقررة في فبراير. هم مستعدون لاستكمال العملية بحلول أول مارس."
الجربا ولافروف
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في موسكو أمس، الصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات.
وقال لافروف في بداية المحادثات بدار الضيافة التابعة لوزارة الخارجية الروسية: "نحن نقدر فرصة الحوار التي سنحت لنا ومهتمون بالإبقاء على الاتصالات المنتظمة مع قيادة الائتلاف الوطني." وقال لافروف الذي سعى طويلاً لإحضار الجربا إلى موسكو لإجراء محادثات: إن روسيا تعمل مع جميع الأطراف على إيجاد حل، وكانت تفعل ذلك منذ بداية الصراع. وحث جميع الأفراد على تأييد تسوية سلمية للصراع.
وقال: "لم يكن الأمر سهلاً، مازال هناك البعض الذي يساند ويستمر في مساندة رفض أي حوار، مراهناً على الخيار العسكري."
وأضاف: "نحن نحث شركاءنا الأوروبيين والأمريكيين ودول المنطقة على انتهاج الأسلوب نفسه. نحن على قناعة انه يتعين علينا العمل مع جميع اطراف الصراع السوري دون استثناء- أعني بالطبع الأطراف السياسية وليس الجماعات الارهابية".
وأكد الجربا أن المعارضة ستشارك في الجولة الثانية من محادثات جنيف2.
وقال: إنه أثناء الجولة الأولى من المحادثات التي انتهت يوم الجمعة الماضي، لم يوضح وفد الحكومة انه سينفذ خطوات منصوص عليها في اتفاق توصلت إليه القوى العالمية في يونيو عام 2012، في إشارة على ما يبدو للبيان الختامي لمؤتمر جنيف الذي دعا إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية باتفاق الطرفين وهو ما تقول المعارضة انه يعني استبعاد الرئيس بشار الأسد.
وتقول روسيا: إن تخلي الأسد عن السلطة يجب ألا يكون شرطاً مسبقاً لأية تسوية سياسية، لكنها ترفض اتهامات الغرب لها بأنها تحمي الرئيس السوري.
السياسة الامريكية
وفي سياق متصل، دافعت الولايات المتحدة عن سياستها حيال سوريا، نافية أن يكون وزير الخارجية جون كيري دعا إلى تغيير في الاستراتيجية وإلى تسليح مقاتلي المعارضة.
وفي وقت سجل النزاع في سوريا أعنف شهر في يناير، أوردت بعض وسائل الإعلام الأميركية أن كيري أقر بأن سياسة واشنطن في هذا البلد أخفقت وينبغي تغييرها.
وذكرت التقارير نقلاً عن جمهوريين نافذين في مجلس الشيوخ أن كيري أدلى بهذا الرأي أثناء لقاء على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في نهاية الأسبوع الماضي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي: إن "لا أحد في الإدارة يعتقد إن ما نقوم به كاف ما لم تحل الأزمة الإنسانية ويوضع حد للحرب الأهلية".
وأوضحت انها حضرت الاجتماع الذي استمر ساعة بين كيري وعشرين عضواً في مجلس الشيوخ بينهم الجمهوري جون ماكين على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، مؤكدة ان كيري "لم يعلن في اي وقت ما اعتقد انه نقل عنه لجهة ان العملية أخفقت".
وتابعت: "لقد بحثوا مجموعة من الخيارات لطالما كانت متاحة للإدارة".
وفيما يتعلق بمسألة تسليح مقاتلي المعارضة أكدت المتحدثة أن كيري "لم يطرح المسألة في أي وقت، ولم يتعهد بها ولم يقل إنه أمر يجري العمل عليه، وبالتالي فهذا نقل خاطئ للكلام الذي جرى".
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن جون ماكين الذي يعتبر من أشد المؤيدين لتسليح المعارضة السورية أن كيري أقر له ولزميله ليندسي غراهام في ميونيخ بأنه "وصلنا الآن إلى نقطة، حيث سيترتب علينا تغيير استراتيجيتنا".
لكن البيت الأبيض رد على هذه المعلومات أن ذلك "يعكس رأي السناتور غراهام والسناتور ماكين في سياستنا وليس رأي كيري بها".
وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن اوباما على قناعة بأنه "من الضروري بشكل مطلق المضي في تسوية سياسية بالتفاوض لهذا النزاع، لا بديل لذلك".
لكن واشنطن تقدم مساعدة عسكرية "غير قاتلة" مباشرة إلى المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية.
وأوردت وسائل إعلام أميركية الأسبوع الماضي أنه تم نقل أسلحة خفيفة إلى مقاتلي المعارضة، ولو أنه لم يرد أي تأكيد لهذه المعلومات.
براميل للأسبوع الثالث
ميدانياً، تواصل القصف بالبراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران المروحي التابع للقوات النظام السوري على مدينة حلب وجوارها في شمال سوريا للاسبوع الثالث على التوالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون امس الثلاثاء.
وقال المرصد في بريد الكتروني: "قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة منطقة دوار الصالحين في مدخل حي المرجة، ومنطقة دوار الحاووظ ومناطق في حي الجزماتي وأنباء عن شهداء وجرحى". كما تعرضت مناطق في أحياء القطانة والشعار ومساكن هنانو لقصف بالبراميل المتفجرة.
وذكر مركز حلب الاعلامي المعارض ان احد البراميل اصاب "جامع عثمان بن عفان الذي يضم مدرسة للأطفال في منطقة العمالية بحي مساكن هنانو"، ما اوقع قتلى بين الاطفال. وقال: ان القصف "خلف دمارا واسعا في الجامع المستهدف فانهار معظمه".
واشار المركز الى استمرار "حالات النزوح الواسعة" التي تشهدها الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة "هربا من البراميل المتفجرة".
وقال: إن "أحياء الميسر والمرجة والجزماتي والمعصرانية باتت أحياء أشباح، حيث أغلقت معظم المحال التجارية، وهرب الأهالي من بيوتهم"، وعم الدمار.
وكان 30 شخصا هم 14 رجلاً و13 طفلاً وثلاث نساء، قتلوا الاثنين، بحسب المرصد، في قصف بالبراميل استهدف أحياء حلب الشرقية بالإضافة إلى مناطق في حيي الفردوس والصالحين