واشنطن تجدد تهديدها لنظام الأسد.. وغارات على حلب
متشددون من داعش يعرضون قطعة من حطام طائرة أسقطت في الرقة
اليوم,وكالات-عواصم
أوقعت فصائل ثوار القلمون الغربي، عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات "حزب الله" اللبناني وقوات الأسد خلال المعارك في جرد عسال الورد بالقلمون التي تواصلت أمس، ما اضطر قوات الأسد لسحب أربع دبابات، وعدة آليات إلى داخل مدينة يبرود، وتجددت الاشتباكات أمس، في دمشق وريفها، وفي المزارع الشمالية الشرقية لمدينة المليحة، وسط قصف عنيف على المنطقة، وأسقطت طائرة حربية تابعة للقوات النظامية السورية أمس، فوق مدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش" في شمال سوريا، بعد أن تعرضت لإطلاق نار خلال قيامها بقصف جوي للمنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وجرح عدد من الأشخاص بقذائف هاون سقطت على أحياء المالكي (مقر الرئاسة السورية) وباب توما والإحدى عشرية بدمشق، وضاحية جرمانا بريفها، غداة إعلان فصيل معارض سوري بدء مرحلة جديدة من قصف دمشق بصواريخ محلية الصنع.
وقالت سكان لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ): إن قذيفتي هاون سقطتا في حي المالكي الراقي بوسط العاصمة السورية دمشق، وسط أنباء عن سقوط قذيفة في محيط ساحة الأمويين الملاصقة للحي دون أن ترد معلومات عن إصابات.
فيما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر في قيادة الشرطة قوله: إن "قذيفة أطلقها إرهابيون سقطت في حي الإحدى عشرية ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح، كما لحقت أضرار مادية بأحد المحلات التجارية وعدد من السيارات جراء سقوط قذيفة ثانية في شارع أديب اسحاق بحي باب توما".
وأضاف المصدر: إن "قذيفة هاون أطلقها إرهابيون سقطت على مدخل مدينة جرمانا وأدت إلى إصابة 3 مواطنين بجروح وأضرار مادية بعدد من السيارات".
ويأتي ذلك بعدما أعلن "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" الاثنين عن بدء عملية لإطلاق صواريخ محلية الصنع اليوم تستهدف حيي المالكي والمزة 86، كرد على القصف الذي يطال "المناطق المحاصرة" بريف دمشق.
من جانبه، أعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا لدى الأمم المتحدة أمس، في جنيف أن "النزاع السوري لن تتم تسويته في ساحة المعركة".
وصرح بينيرو أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "نحن في لحظة حرجة من النزاع. وبينما تدعو المعاناة الهائلة منذ مدة طويلة لعمل دبلوماسي فإن نشوء تنظيم داعش يعزز ضرورة أن تجد الحكومة أرضية مشتركة مع أبرز حركات المعارضة والالتزام بالقيام بتسويات من أجل تسوية سياسية للنزاع"، من جانبها، جددت واشنطن انها لم ولن تنسق مع نظام الأسد في الإغارة على مواقع داعش، محذرة مجدداً دمشق من التعرض للطائرات الأمريكية.
وفي حلب، قتل أحد عشر شخصاً في غارات شنتها طائرات النظام على حي المرجة، استهدفت سوقاً لإصلاح السيارات، وألحقت دماراً كبيراً بالمكان. وقالت مصادر طبية: إن بعض الجثث قطعت أشلاء.
تدريب على مراحل
من جهته, قال العقيد ستيف وارن، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون،": إن تدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة ينقسم إلى ثلاث مراحل، هي تدريبهم على مهام الأمن والحماية بالمناطق المحيطة بهم، للمحافظة والدفاع عن المناطق التي تم تحريرها من قبضة "داعش"، والتدريب على مهام هجومية لزيادة الضغط على داعش والنظام السوري، اضافة الى تدريبهم على مكافحة الإرهاب، والتي من شأنها تمكينهم من القيام بعمليات مكافحة إرهاب في هذه المناطق.
وأضاف أن مجلس الشيوخ الأميركي سينظر إلى طلب تدريب خمسة آلاف عنصر خلال مدة زمنية محددة بعام واحد.
وحول من سيقوم بقيادة هذه العناصر بعد الانتهاء من تدريبها، بين وارن أن هذه المعلومات ليست متوافرة حالياً، لافتاً إلى أن المعارضة السورية المعتدلة متنوعة بشكل كبير.
لا تنسيق
وفي واشنطن، نفت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية ماريا هارف، مجدداً وبشكل قاطع أن تكون الولايات المتحدة قد نسقت استخبارياً مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة أن ذلك "لم يحصل مباشرة أو عبر طرف ثالث"، وذلك رداً على تقرير صحفي سوري أكد وجود التنسيق عبر جهة وسيطة تقوم بنقل المعلومات.
وقالت هارف لشبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية :"أنفي ذلك تماما، لا يمكن لنا العمل مع نظام الأسد ولا تبادل المعلومات الاستخبارية معه. لن ننسق مع نظام الأسد، هذا أمر نهائي، لا يمكن أن أكون أكثر وضوحا من ذلك ".
وقال مسؤولون امريكيون بارزون: ان الدفاعات الجوية للجيش السوري ستواجه ضربة انتقامية إذا حاولت دمشق الرد على ضربات جوية امريكية من المتوقع ان تستهدف مواقع داعش في سوريا.
وقال مسؤولون امريكيون كبار تحدثوا الى الصحفيين يوم الاثنين: انه ينبغي للأسد ألا يتدخل لأن الولايات المتحدة لديها معرفة جيدة بمواقع الدفاعات الجوية السورية ومنشآت القيادة والسيطرة.
وقال أحدهم: إنه إذا اظهر جيش الأسد انه يمثل تهديدا للقدرة الامريكية للعمل في المنطقة فإنه سيضع الدفاعات الجوية السورية في خطر.
وأكدت الولايات المتحدة انها لن تنسق مع حكومة الاسد بأي طريقة في قتالها ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وموقف اوباما المعلن منذ وقت طويل هو انه يريد ان يرى رحيل الأسد عن السلطة خصوصا بعد استخدامه اسلحة كيماوية ضد شعبه العام الماضي.
وفي السياق، واصل قادة جمهوريون إقناع أعضاء مجلس النواب الاميركي بالسماح للبنتاغون بتدريب وتسليح مسلحي المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة المتطرفين مع التدقيق في صلاحيات الرئيس باراك اوباما باستخدام القوة.
ويغادر اعضاء الكونغرس واشنطن في وقت لاحق هذا الاسبوع، ولن يعودوا قبل 4 تشرين الثاني/نوفمبر موعد انتخابات الكونغرس ما يترك وقتاً محدوداً لتمرير الخطة. ويتوقع ان يحصل تصويت اليوم.
حزب الله باق
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن قوات حزب الله لن تخرج من سوريا، معتبراً أن المرحلة تفرض على الحزب ذلك أكثر من أي وقت مضى.
وقال قاووق، خلال احتفال تأبيني: "إن ما بيننا وبين داعش وكل التكفيريين لا يمكن أن يكون حرباً كلامية، بل إن ما بيننا وبينهم هو الميدان فقط الذي نهزمهم ونسحقهم فيه، فلن نستدرج إلى حرب بيانات معهم ولا إلى سجالات سياسية"، لافتا إلى أنه "يوماً بعد يوم يتضح للجميع في لبنان وللعالم العربي والإسلامي والدولي عظيم الحاجة للبنان لبقاء حزب الله في سوريا".
وأضاف قاووق: "إن المرحلة اليوم تفرض على حزب الله أن يبقى حيث هو في سوريا، أكثر من أي يوم مضى، لأن لبنان فُرضت عليه معركة تكفيرية ودخل مرحلة جديدة، ما بعد عرسال ليس كما قبلها، وبات في قلب المعركة التي فرضت عليه، وبالتالي هذه المعركة تستوجب تغييراً في الأولويات الوطنية".