منزل الشاب الفلسطيني الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي في بير زيت امس
الجيش الإسرائيلي يمارس نمطا مروعا من القتل غير المشروعمحمد ماهر, الوكالات - عواصم 2014/02/28 - 03:00:00
اعترف وزير الخارجية الامريكي جون كيري بأنه يأمل في أفضل الاحوال أن تتفق اسرائيل والفلسطينيون على إطار عمل لاتفاق سلام بحلول 29 نيسان لكن اتفاقا نهائيا قد يستغرق تسعة اشهر اخرى أو اكثر, داعيا في الشأن الايراني الى مواصلة المحادثات مع ايران قبل ان نفكر في الذهاب الى الحرب, فيما اتهمت منظمة دولية اسرائيل بقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ثلاث سنوات.
وكان كيري قال في التاسع والعشرين من يوليو الماضي عندما أعاد الطرفين الى المفاوضات بعد توقف استمر ثلاثة اعوام: هدفنا سيكون تحقيق اتفاق بشأن الوضع النهائي في غضون الاشهر التسعة القادمة.
ومع اقتراب تلك المهلة من نهايتها بدا ان المسؤولين الامريكيين قلصوا طموحاتهم قائلين انهم يحاولون صوغ اطار عمل للمفاوضات كخطوة اولى رغم انهم ما زالوا يأملون بالتوصل الى اتفاق شامل بحلول التاسع والعشرين من ابريل.
وقال كيري للصحفيين, فيما بدا أنه اعتراف صريح بانه ليس بالامكان التوصل لاتفاق نهائي بحلول التاسع والعشرين من ابريل إن الاطراف استغرقت سبعة اشهر للتوصل الي تفاهم بشأن مواقفها وانه لا يعتقد ان احدا سيشعر بالقلق اذا استغرق الامر تسعة اشهر اخرى للتوصل الى اتفاق نهائي.
وفي حين امتنع مسؤولون امريكيون عن التحدث عن التفاصيل المحتملة لاتفاق إطاري إلا انه من المرجح فيما يبدو انه يحدد نتائج محتملة بشأن المسائل الجوهرية وهي الحدود والامن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.
وامتننع كيري الذي اجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس الاسبوع الماضي عن تقديم تقييم لما وصلت اليه المحادثات.
وقال: آمل بشدة ان يكون بمقدورنا جعل الطرفين كليهما يقومان بما هو ضروري للدخول الى المرحلة الاكثر اهمية وهي المرحلة النهائية.. التفاوض على الوضع النهائي... حول اطار عمل يكون واضحا ومحددا.
مواجهات
ميدانيا, اندلعت مواجهات فجر امس في قرية النبي صالح قرب رام الله بالضفة الغربية بعد أن اعتقلت القوات الإسرائيلية مواطنا بعد اقتحام القرية ومداهمة منزله وتفتيشه والعبث بمحتوياته والاعتداء على أفراد أسرته وترويعهم قبل اقتياده لجهة مجهولة.
وذكرت وكالة «معا» الاخبارية الفلسطينية المستقلة أن مواجهات عنيفة اندلعت اثر ذلك بين أبناء القرية الغاضبين على الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات المتكررة للجيش الإسرائيلي بحق القرية وبين الجنود الإسرائيليين الذين سرعان ما انتشروا في شوارع القرية وباشروا باطلاق القنابل الصوتية قبل الانسحاب الاضطراري تحت أمطار من الحجارة التي ألقاها أهالي القرية على الجنود وآلياتهم.
وفي سياق متصل، ذكر شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي اقتحم أيضاً قرية دير نظام المجاورة للنبي صالح في نفس الوقت وأطلق عدداً من القنابل الصوتية في شوارع القرية.
من ناحية ثانية، قتل الجيش الاسرائيلي امس شابا فلسطينيا اثر تطويق الجيش الاسرائيلي لمنزل في بلدة بيرزيت القريبة من رام الله.
وقالت مصادر امنية فلسطينية: إن الجيش الاسرائيلي قام باطلاق "صواريخ باتجاه المنزل ما ادى الى تدمير واجهات منه".
اسرائيل تقتل
وفي السياق, قالت منظمة العفو الدولية امس إن القوات الإسرائيلية تستخدم العنف المفرط في الضفة الغربية المحتلة مما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين خلال السنوات الثلاث الماضية فيما قد يمثل جريمة حرب.
وفي تقرير بعنوان سعداء بالضغط على الزناد اتهمت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إسرائيل بالسماح لجنودها بالتصرف مع الإفلات من العقاب ودعت إلى مراجعة مستقلة لعمليات القتل.
ونفى الجيش الإسرائيلي الاتهامات وقال إن قوات الامن شهدت زيادة كبيرة في العنف الفلسطيني وإن منظمة العفو الدولية كشفت انعداما تاما لفهم الصعوبات التي يواجهها الجنود.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 45 فلسطينيا قتلوا في الضفة الغربية في الفترة بين 2011 و2013 بينهم ستة أطفال. وقالت منظمة العفو انها وثقت مقتل 25 مدنيا خلال هذه الفترة جميعهم في العام الماضي باستثناء ثلاثة.
وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمنظمة العفو الدولية يعرض التقرير مجموعة من الأدلة التي تظهر وجود نمط مروع من عمليات القتل غير المشروع وإلحاق الإصابات بالآخرين دون داع تمارسه القوات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقالت المنظمة إن كل الحالات التي راجعتها لم تظهر أن الفلسطينيين كانوا يشكلون أي تهديد وشيك للحياة. وأضافت في بعض الحالات ثمة أدلة تشير إلى أنهم كانوا ضحايا لعمليات قتل عمد قد ترقى إلى مصاف جرائم حرب.
وركز التقرير المكون من 87 صفحة على العنف فقط في الضفة الغربية وليس في قطاع غزة. وسلط الضوء على عدد من عمليات القتل منها لبنى حنش (21 عاما) التي تعرضت لإطلاق نار في الرأس يوم 23 يناير 2013 وهي تغادر الجامعة قرب مدينة الخليل المضطربة.
ونقلت المنظمة عن شهود ان جنديا فتح النار على بعد حوالي 100 متر من حنش. واصيبت قريبة لها بعيار ناري في اليد. ولم تشارك أي منهما في أي احتجاج.
وقبل أيام من تلك الواقعة تعرض سمير عوض (16 عاما) لإطلاق نار ثلاث مرات بما في ذلك في مؤخرة الرأس بعدما شارك في احتجاج قرب الجدار الإسرائيلي الذي يقسم قريته.
وقالت المنظمة إن وجيه الرمحي (15 عاما) قتل بإطلاق نار من الخلف من مسافة 200 متر في ديسمبر كانون الأول 2013 قرب مخيم الجلزون للاجئين.
ولم يشر بيان للجيش الإسرائيلي ردا على التقرير إلى أي حوادث محددة لكنه قال إن عام 2013 شهد زيادة حادة في حوادث الرشق بالحجارة التي أدى إلى إصابة 132 من المدنيين والعسكريين الإسرائيليين.
وقال البيان: كلما كان ممكنا تحتوي قوات الدفاع الإسرائيلية هذا العنف المهدد للحياة باستخدام وسائل فض الشغب.. بمجرد استنفاد هذه الوسائل وتبقى حياة الإنسان وسلامته مهددة يصرح باستخدام الذخائر الدقيقة.
وعلاوة على القتلى قالت العفو الدولية إن 261 فلسطينيا على الأقل بينهم 67 طفلا تعرضوا لإصابات خطيرة بذخيرة حية اطلقتها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقال التقرير إن ما يربو على ثمانية آلاف فلسطيني اصيبوا إصابات بالغة بوسائل اخرى منها الطلقات المطاطية منذ يناير 2011.
وخلال تلك الفترة أدين جندي إسرائيلي واحد بالتسبب في وفاة فلسطيني ظلما وهو جندي برتبة سارجنت قتل فلسطينيا بالرصاص بينما كان يحاول دخول إسرائيل بطريقة غير شرعية بحثا عن عمل.
وقالت العفو الدولية إن الجندي حكم عليه بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ لخمسة اشهر وسمح له بالبقاء في الجيش وإن كان في رتبة أقل.
وأغلقت ثلاثة تحقيقات أخرى على مدى السنوات الثلاث الماضية دون اتهام واغلقت خمسة تحقيقات أخرى دون الكشف عن النتائج ولا يزال 11 تحقيقا مفتوحا.
وقال لوثر لقد أثبت النظام الإسرائيلي الحالي أنه غير ملائم وغير كاف على نحو مؤلم... يجب إرسال رسالة شديدة اللهجة إلى الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيليين مفادها أن الانتهاكات لن تمر دون عقاب.
ومن ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ييغال بالمور ليس من العدل ان تصدر منظمة العفو مثل هذه الوثيقة دون تكلف نفسها عناء طلب رد منا او تعليق وبعدها تنتظر منا رد فعل في حين اننا رأينا التقرير للمرة الاولى قبل 24 ساعة من نشره.