د. شوقي علام
قال إن العلاقات بين المملكة ومصر نموذج يُحتذى بهمحمد الشريف ـ القاهرة 2014/06/13 - 03:00:00
أشاد أ.د. شوقي علام مفتي الديار المصرية بمواقف المملكة الداعمة لمصر في حربها ضد الإرهاب، مؤكداً أن العلاقات الأخوية التي تربط بين المملكة ومصر نموذج يُحتذى في العالمين العربي والإسلامي. وحيا مفتي مصر في حديث خاص لـ «آفاق الشريعة»: موقف المملكة في مساندة مصر ومعركتها ضد الإرهاب، مثمناً المواقف التاريخية والمشرفة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- تجاه مصر في هذه المرحلة العصيبة من عمر الوطن العربي، مؤكداً أن مصر شعباً وحكومة لن تنسى أبدا من يقف بجانبها في محنتها. وأكد مفتي مصر على أن مثل هذه المواقف الإنسانية والوطنية العديدة من الشقيقة السعودية ليست بغريبة على أرض الجود والكرم وتؤكد دوما على اعتزازنا بهذا الانتماء والأصالة العربية، كما تطرق مفتي مصر في حديثه إلى العديد من القضايا الراهنة، مثل انتشار الفتاوى التي تدعو إلى التشدد والإرهاب والقتل، والسبيل لمواجهتها، وغير ذلك.. وفي الحديث التالي نتعرف على المزيد من آرائه..
عمل مشترك• كيف ترون واقع العلاقات بين المملكة ومصر؟العلاقات الأخوية التي تربط بين المملكة ومصر يربطها المصير المشترك والمصالح المتبادلة والتاريخ والتراث والدين، فهي تمثل نموذجا يحتذى في العالمين العربي والإسلامي في تجسيد معاني الأخوة الإسلامية الصادقة، وهذا التميز في العلاقات ينعكس على شعبي البلدين بشكل خاص وشعوب المنطقة بوجه عام، لأن المملكة ومصر دولتان رائدتان في العالمين العربي والإسلامي، فالجميع يدركون أهمية العلاقات الثنائيّة بين البلدين وأهمية العمل المشترك.
موقف لا ينسى• وماذا عن الدعم الذي تقدمه المملكة للشعب المصري في ضوء الأحداث التي تمر بها مصر؟لاشك أن دعم المملكة للشعب المصري ووقوفها بجانب مصر للخروج من أزمتها الاقتصادية أو في حربها ضد الإرهاب، ليس بغريب على المملكة التي تقف دائما بجانب أشقائها، وأننا نقدر لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب المبادرات والمواقف الإنسانية التي لا ينساها له الشعب المصري في الوقوف بجانبه في هذه الظروف الطارئة التي تمر بها مصر، فالمملكة كانت من أولى الدول التي اتخذت موقفا واضحا، وأعلنت وقوفها بجانب الشعب في ظل هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر، وفي هذا تجسيد حقيقي لروح الإخوة وترابط العلاقات بين البلدين الشقيقين.
شقاق متعمد• لعلكم تلاحظون في الفترة الأخيرة انتشار الفتاوى المسيّسة التي تدعو إلى التشدد والإرهاب والقتل، ما السبيل لمواجهة هذه القضية؟من المؤكد أن استخدام الفتاوى الدينية في تعميق الشقاق بين أبناء الوطن هو أمر ممقوت ومحرم شرعا، كما أننا ندين العنف والإرهاب بكل أشكاله ونربأ بالمصريين اللجوء للعنف والتورط في الاقتتال الذي لا شرعية له في أي دين، وأن دار الإفتاء المصرية تقوم بدور كبير في مواجهة الفكر المتشدد والفتاوى الشاذة التي تعكر صفو المجتمع المصري، وقد أنشأت الدار مرصداً لرصد الفتاوى الشاذة والغريبة التي تدعو لنشر الفوضى، كما تقوم الدار بالرد عليها وتفنيدها بالدليل من القرآن والسنة ونشرها للمسلمين حتى يأخذوا حذرهم.
فتاوى شاذة• من وجهة نظركم، ما السبب وراء ظهور هذه الفتاوى؟هذه الفتاوى تصدر عن غير المتخصصين وخاصة الفتاوى التي تبيح التكفير والقتل وغيرها من الفتاوى الشاذة في الوقت الراهن، وقد حذرت دار الإفتاء المصرية من التجرؤ على الفتوى والتقول على الله بغير علم، وتصدّر غير المتخصصين لعملية الفتوى وما يجلبه ذلك من خلق فوضى وتضارب في عملية الفتوى، وأكدنا مرارا وتكرارا أن الإفتاء ليس بالعملية السهلة حتى يتجرأ عليه كل أحد ويتسرع غير المتخصصين في ادّعاء القدرة عليه، وإنما هو علم يدرس وصناعة تكتسب ومهارة تعتمد على كيفية إنزال الحكم الشرعي على كل واقعة بعينها، ولا يتأتى ذلك إلا بكثرة التدريب على الإفتاء وممارسته عمليا على أيدي المتخصصين في الفتوى.
تكاتف وتراحم
• ماذا تقول للشعب المصري بخصوص الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ يجب أن نهدف جميعا إلى بناء دولة المؤسسات التي تقبل مختلف الأطياف والآراء، كما أن المشاركة وتداول السلطة والمسئولية والمحاسبة تمثل المبادئ الأساسية التي تضمن صلاح البلاد والعباد، وأن الأوطان تبنى بالتكاتف والتآزر والتراحم ولا تبنى بالتناحر والشقاق.
نسيج واحد• نجد هناك من يريد أن يعكر صفو العلاقة بين المصريين، فما تعليقكم؟مصر عبر تاريخها لم تفرق بين أحد من أبنائها، فهم يعيشون كجسد واحد ونسيج واحد، وأن الذي يحكم الجميع هو القانون، كما أننا نعيش في مصر نتيجة جهد مشترك بين جميع الأطياف وعلى كافة المستويات، فمثلا على المستوى الاقتصادي نتعاون فيما بيننا للارتقاء بمصر، ويكون الناتج القومي قسمة بيننا، وكذلك على المستوى العلمي فمنذ أن تعلمنا في المرحلة الابتدائية إلى أن تخرجنا من الجامعة ونحن ندرس سويا، ولم يحتكر العلم لطائفة معينة، وكل ما يطرح على الساحة من توترات هو في الحقيقة أمر مفتعل، لأن الواقع الذي عايشناه أطفالا وعاشه آباؤنا وأجدادنا يؤكد ذلك، وعلينا أن نحافظ على هذه الروح الطيبة بيننا ومنذ إنشاء دار الإفتاء المصرية وعلى مدار ما يزيد على 120 عاما لم تصدر فتوى تفرق بين أبناء الوطن الواحد.
نموذج للتعايش• ماذا تقول لمن يزعمون بأن هناك تفرقة في مصر في الحقوق والواجبات؟مصر لديها نموذج للتعايش بين شركاء الوطن، جدير بالدراسة، وهو أمر ليس وليد اللحظة بل هو نتاج قرون من الألفة والتسامح بين أبناء الوطن الواحد، وكما قلت وأكرر دائما إن المصريين نسيج واحد، وإنه لن يفلح أحد في التفرقة بينهم.
السيرة الذاتية• شوقي إبراهيم عبدالكريم علام.
• ولد في محافظة البحيرة الدلنجات في قرية زاوية أبو شوشة في الثاني عشر من أغسطس 1961.
• متزوج ولديه 4 أولاد.
• حصل على الدكتوراة عام 1996 من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة جامعة الأزهر، في موضوع «إيقاف سير الدعوى الجنائية وإنهاؤها بدون حكم في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي دراسة مقارنة» بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
• حصل على الماجستير عام ١٩٩٠ من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة بتقدير جيد جداً في موضوع «دراسة وتحقيق القسم الثالث والرابع من كتاب البيوع من مخطوط الذخيرة للإمام شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي المالكي».
• حصل على بكالوريوس الشريعة والقانون من كلية الشريعة والقانون بطنطا عام 1984 بتقدير جيد جدا.
• له أكثر من 25 مؤلفا في الحقوق السياسية للمرأة المسلمة وغيرها.
• انتخب في يوم الاثنين 11 فبراير 2013م في اقتراع سري بمنصب مفتي الديار المصرية خلال اجتماع هيئة كبار علماء الأزهر برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ويعد أول مفتٍ منتخب بعد تعديلات قانون الأزهر
تصدّر غير المتخصصين للفتاوى جلب خلق الفوضى والتضارب في عملية الفتوى