إسعاف ضحايا الغارات الجوية على أحياء حلب (رويترز)
الوكالات-نيويورك 2013/12/20 - 03:00:00
خطف وتعذيب وقتل معتقلين في سجون سرية، ممارسات كانت تنسب سابقاً لنظام بشار الأسد، لكن معاناة السوريين تتضاعف بعد تبني تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» أساليب النظام في التعامل مع معارضيه. في وقت يكتفي المجتمع الدولي بقرارات إدانة وشجب لا قيمة لها على الأرض. فالولايات المتحدة تقود حملة لدفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار بيان يدين تصاعد العنف في سوريا.
وبعد معاناة السوريين لسنوات من وحشية نظام البعث، يعاني أهالي الرقة (شرق) وحلب الآن من طغيان فرضته «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
حيث اتهمت منظمة العفو الدولية (امنستي) المجموعة الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة، بعمليات خطف وتعذيب وقتل معتقلين في سجون سرية أقامتها على الأراضي التي تسيطر عليها في سوريا.
وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان: إن بين السجناء لدى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أطفالاً بالكاد يصل عمر بعضهم إلى ثماني سنوات، وإن قاصرين تعرضوا للجلد والسجن مع بالغين في ظروف «قاسية وغير إنسانية».
وأضافت: إن رجالاً مقنعين أقدموا على خطف السجناء ووضعهم لعدة أسابيع في الحبس الانفرادي، وتمت محاكمتهم أمام محاكم تطبق الشريعة الإسلامية.
وروى سجناء سابقون: إنهم تعرضوا للضرب بأسلاك، كما تعرضوا للصدم بالكهرباء أو أيضاً البقاء في شكل مؤلم يعرف باسم «العقرب»، حسب ما جاء في بيان للمنظمة.
وقال فيليب لوثير المسؤول عن منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا «بعد أن عانوا لسنوات من وحشية النظام، يعاني أهالي الرقة (شرق) وحلب الآن من طغيان فرضته الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وأوضحت المنظمة ان بعض الاشخاص اعتقلوا بتهمة ارتكاب جرائم وآخرين بتهمة التدخين أو إقامة علاقات جنسية خارج الزواج أو لأنهم ينتمون إلى مجموعات مسلحة أخرى.
وخلال الأشهر الماضية، خطفت الدولة الإسلامية في العراق والشام عشرات الناشطين والصحافيين السوريين وكذلك صحافيين أجانب، حسب البيان.
وأشارت المنظمة إلى حالة قاض أقام «نظام رعب»: يصدر أحكامه وهو يضع حزاماً ناسفاً على وسطه ويوزع الأحكام في دقائق.
وذكرت المنظمة ايضا حالة مراهقين يبلغان ال14 من العمر حيث أُدينا بالجلد وحالة أب أرغم للاستماع لصراخ ابنه الذي كان يتعرض للتعذيب في غرفة مجاورة.
تحرك أمريكيوتقود الولايات المتحدة حملة لدفع مجلس الامن الدولي الى اصدار بيان يدين تصاعد العنف في سوريا، وفق ما نقل دبلوماسيون الاربعاء.
ووفق ما نقل دبلوماسيون الاربعاء يعرب مشروع البيان الامريكي الذي اعده دبلوماسيون اميركيون عن «استياء» المجلس من الهجوم الذي يشنه الطيران السوري النظامي على مدينة حلب في شمال البلاد، حيث اسفرت الغارات عن 189 قتيلا و879 جريحا منذ الاحد بحسب منظمة «اطباء بلا حدود».
ولم تعلق روسيا، العضو الدائم في مجلس الامن والداعم الابرز لنظام الرئيس بشار الاسد، حتى الان على الوثيقة التي تتطلب موافقة الدول ال15 الاعضاء في المجلس لتبنيها. لكن دبلوماسيين اوضحوا ان موسكو قد تطلب تعديل النص.
واورد مشروع القرار ان مجلس الامن «يعرب عن قلقه البالغ حيال تصاعد العنف في النزاع السوري ويدين العنف من كل الاطراف».
واضاف المشروع ان الدول الاعضاء «تعرب عن استيائها من الغارات الجوية التي لجأت اليها الحكومة السورية وخصوصا استخدام الاسلحة الثقيلة، وبينها صواريخ سكود و(براميل المتفجرات) التي القيت على حلب بين 15 و18 ديسمبر واسفرت عن اكثر من مئة قتيل بينهم العديد من الاطفال».
وتدعو الوثيقة ايضا كل الاطراف «وخصوصا الحكومة السورية» الى احترام بيان سابق صدر في الثاني من اكتوبر وطالب دمشق بتسهيل وصول المساعدات الانسانية.
وتقول الامم المتحدة: ان اكثر من مائة الف شخص قتلوا منذ اندلاع النزاع في سوريا في مارس 2011، فيما اجبر ثلاثة ملايين سوري على اللجوء الى الخارج.
ورغم استمرار انقسام مجلس الامن حيال النزاع السوري، تبنى اعضاؤه في سبتمبر قرارا شكل اطارا لتدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري