الأمم المتحدة: نحو 15 مليون شخص في اليمن بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية
عدد من خريجي أكاديمية الشرطة في حفل تخريجهم يوم أمس
وكالات- صنعاء، نيويورك
أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن، جمال بن عمر، توقيع جماعة الحوثي، على ملحق وثيقة السلم والشراكة الوطنية المتعلق بالحالة العسكرية والأمنية والقضايا المتعلقة بمحافظات عمران والجوف ومأرب وصنعاء. ورحب المبعوث الأممي بهذه الخطوة، موضحاً أنه لم يكن هناك ضرورة للتوقيع على الملحق، بوصفه جزءاً من الوثيقة التي وقعت عليها جميع الأطراف. وقال بن عمر في تصريح صحفي أمس: إن توقيع جماعة الحوثي على ملحق وثيقة السلم والشراكة الوطنية المتعلق بالحالة العسكرية والأمنية جاء لرفع أي التباس وبعد أن أجمعت الأطراف السياسية كلها على ذلك، وأكد أن التوقيع اليوم يوضح بشكل قاطع ولا يترك أي مجال للبس بخصوص وضع الوثيقة وملحقها، واصفاً الوثيقة بالمتكاملة التي لا تقبل التجزئة. وأوضح بن عمر أن الأطراف السياسية اليمنية التزمت -كما هو منصوص عليه في البند 16 من وثيقة اتفاق السلم والشراكة- بحل أي خلافات تتعلق بتفسير هذا الاتفاق وتنفيذه عبر الحوار المباشر من خلال لجنة مشتركة تؤسس بدعم الأمم المتحدة.
وقالت مصادر أمنية وسكان: إن مسلحين من الحوثيين هاجموا منزل رئيس جهاز الأمن القومي اليمني علي الأحمدي في صنعاء أمس السبت مما يسلط الضوء على هشاشة اتفاق تقاسم السلطة الذي أخفق في وقف القتال في العاصمة.
وسيطر الحوثيون على أجزاء كثيرة من صنعاء الأسبوع الماضي قبل ساعات من توقيع اتفاق مع فصائل سياسية أخرى يمهد لتشكيل حكومة جديدة.
لكن اشتباكات عديدة اندلعت بين الحوثيين وقوات الأمن في صنعاء منذ توقيع الاتفاق يوم الأحد.
وقالت المصادر الأمنية لرويترز: إن المسلحين هاجموا منزل الأحمدي في حي حدة بصنعاء في وقت مبكر من صباح أمس السبت وإن اشتباكات استمرت لمدة ساعتين.
وأضافت أن جنديا واثنين من المسلحين قتلوا في الاشتباكات كما أصيب 15 شخصا هم ستة جنود وتسعة من الحوثيين.
وينص اتفاق تقاسم السلطة على أن يكون الحوثيون جزءا من الحكومة لكن لم يتضح إن كان هذا الأمر يلبي مطالبهم أم أنه سيدفعهم إلى طلب المزيد من السلطات.
وما زال الحوثيون ينظمون دوريات في مناطق عدة بصنعاء خاصة حول المباني الحكومية ويفتشون المارة.
ويضم حي حدة العديد من البعثات الدبلوماسية ويعيش فيه الأجانب. وأغلقت قوات الجيش والشرطة المنطقة بعد القتال أمس السبت.
عروض عسكرية في صنعاء
يأتي ذلك فيما شهد ميدان العروض في قيادة قوات الأمن الخاصة بصنعاء أمس حفلاً خطابياً وعرضاً عسكرياً مهيباً بمناسبة تخرج الدفعة 49 من الكلية الحربية والدفع 31 من كلية الطيران والدفاع الجوي والدفعة 41 من كلية الشرطة ودفعة من المعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ52 لثورة الـ26 من سبتمبر.
منظمة التعاون تدعم اليمن
أعلنت دول منظمة التعاون الإسلامي عن دعمها لليمن من أجل استكمال المرحلة الانتقالية وبناء اليمن الجديد من خلال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
جاء ذلك خلال الاجتماع التنسيقي لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد اليوم في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة وزير الخارجية جمال عبدالله السلال.
وركز الاجتماع على تنسيق مواقف الدول الأعضاء في المنظمة إزاء القضايا التي تناقشها الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى القضايا المعروضة على اجتماعات مجموعة اتصال منظمة التعاون الإسلامي.
السلال يشيد بالداعمين
من جانبه أشاد وزير الخارجية جمال عبدالله السلال باهتمام الدول والمنظمات الإقليمية والدولية ودعمها السخي لمسيرة التحول السياسي والتنموي في اليمن .
وقال في كلمة اليمن - خلال اجتماع رفيع المستوى نظمه مكتب الامم المتحدة للشئون الانسانية تحت عنوان "شراكة جديدة للعمل الانساني -التجربة في الصومال و اليمن" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك - "لقد شهدت الأيام الماضية في صنعاء وبعض المناطق أعمال عنف واعتداء على بعض المعسكرات والمؤسسات الحكومية وقطع للطرقات مما يشكل تحدياً على أمن واستقرار اليمن بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة.
وأكد أن تعزيز التنسيق والعمليات الإنسانية المشتركة من شأنه الحد من الوضع الإنساني المتفاقم والخطر مشيرا إلى أن 42 بالمائة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي منهم أكثر من مليون طفل يعاني من سوء التغذية الحاد، و13.1مليون شخص يفتقرون إلى المياه الآمنة ومرافق ملائمة للصرف الصحي، أضف إلى 8.6 مليون شخص لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.
وقال وزير الخارجية السلال "إن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها الحكومة اليمنية بالتعاون مع الأمم المتـحدة لم يتم تمويل سوى 49 بالمائة فقط منها رغم أن العام قد شـارف على الانتهـاء وللأسف كان هذا هـو مصـير الخطط للأعوام السابقة".
وأضاف "لا تزال البلاد تواجه تحديات أمنية ممثلة بمواجهة الإرهاب في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية والصراع المسلح بين المليشيات في بعض المحافظات الشمالية، مما أجبر المواطنين على الفرار من منازلهم وقراها والنزوح إلى أماكن آمنة وينتابنا القلق الشديد بسبب تأثير ذلك على الفئات الأشد ضعفاً وحاجة".
وتطرق الوزير إلى الصعوبات التي تعاني منها اليمن جراء زيادة معدلات النزوح بسبب النزاعات حيث سجلت خمسمائة وأربعة وأربعين ألف نازح ناهيك عن أكثر من 25 ألف نازح من محافظة عمران للفترة القريبة الماضية ونزوح عدد كبير من سكان العاصمة صنعاء وضواحيها بسبب التوترات الأخيرة التي شهدها اليمن. وأشار إلى ما يعانيه اليمن من استمرار تدفق اللاجئين الذين وصل عددهم إلى مائتين وأربعين ألف لاجئ وثمانية آلاف و148 مهاجرا في بلد يعاني من صعوبات في البنية التحتية.
من جانبها قالت وكيل الأمين العام للشئون لشئون الإغاثة الإنسانية وحالات الطوارئ فالري اموس: "إن أكثر من عشرة ملايين شخص بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية".
وأضافت إن "استجابة الأمم المتحدة محدودة كونها لم تتلق إلا 195 مليون دولار من أصل 529 مليون دولار كما تلقت 232 مليون دولار فقط من أصل 933 مليون دولار هي بحاجة إليها في الصومال".
وتابعت "الوضع الإنساني في اليمن ناجم عن حالة عدم الاستقرار السياسي، وانعدام الأمن والأزمة الاقتصادية التي دفعت بالبلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي".
وأشارت إلى أن "جميع المؤشرات تدل على تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، إذ إن 14.7 مليون شخص، أي نحو 58 في المئة من السكان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
وأوضحت فاليري اموس أن "مليون شخص فقط في اليمن يتلقون في الوقت الحاضر مساعدات غذائية".