![مسؤول كردي يحذر الغرب من عواقب تقدم المتشددين في العراق Cde886c1afbb8e1535455c9233021e6e](https://2img.net/h/m.salyaum.com/media/cache/cd/e8/cde886c1afbb8e1535455c9233021e6e.jpg)
مسرور بارزاني في مقابلة مع (رويترز)
مقتل 11 مسلحا من الدولة الإسلامية في بعقوبةرويترز - أربيل
قال مسؤول أمني كردي كبير في مقابلة مع رويترز إن الدول الغربية ستقاتل المتشددين المسلحين الذين اجتاحوا مساحات كبيرة في العراق على أعتابها في نهاية المطاف ما لم تتدخل للتصدي لهذا الخطر في المنبع.
وأضاف مسرور البرزاني مستشار مجلس الأمن الوطني في اقليم كردستان انه يشك في قدرة الجيش العراقي على دحر ما حققه المتشددون من مكاسب بدون مساعدة من الخارج، وان العالم غير جاد على ما يبدو في مواجهة التشدد.
واختفت قوات الجيش العراقي التي تلقت التدريب والمعدات من الولايات المتحدة بتكلفة نحو 25 مليار دولار إلى حد كبير في الشمال بعد سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل الشهر الماضي.
ومن الموصل انطلق المتشددون المسلحون للسيطرة على معظم المناطق ذات الأغلبية السنية دون مقاومة كبيرة، الأمر الذي جعل بقاء العراق دولة موحدة معرضا للخطر بينما يتجادل السياسيون في بغداد بشأن تشكيل الحكومة.
وقال البرزاني إن اقليم كردستان الذي نجح حتى الآن في تحصين نفسه في مواجهة العنف في باقي العراق وسوريا المجاورة هو "خط المواجهة مع الارهاب" في الشرق الأوسط وإن تقاعس الدول الغربية سيعرضها للخطر.
وأضاف في مقابلة مع رويترز أول أمس السبت "لديهم خيار: إما أن يأتوا (الغرب) ويواجهوهم هنا أو ينتظروا عودتهم إلى بلادهم ليواجهوا الارهاب على أعتابهم".
ويشترك الأكراد الذين شكلوا قوات مسلحة خاصة بهم تعرف باسم البشمركة في حدود اقليم كردستان كلها باستثناء 15 كيلومترا مع المتشددين الذين أعلنوا قيام دولة خلافة اسلامية في العراق وسوريا.
وحتى الآن ينشغل المتشددون المسلحون بقتال ما تبقى من الجيش العراقي المدعوم من ميليشيات شيعية في الجنوب لكنهم قد يتحولوا في النهاية إلى الشمال حيث وسع الأكراد أراضيهم بنسبة وصلت إلى 40 في المئة.
واشتبكت قوات البشمركة بالفعل مع المتشددين المسلحين بما استولوا عليه من أسلحة الجيش العراقي والكثير منها من الولايات المتحدة. وحثت واشنطن الأكراد على مواجهة الدولة الاسلامية.
وقال البرزاني "تمتلك الدولة الاسلامية الآن الكثير من المعدات العسكرية الحديثة، ولقتالهم أعتقد أنه يجب أن يكون لدى البشمركة معدات أفضل بكثير منهم.
"ولهذا يجب أن تشعر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأكمله بالمسؤولية".
وأردف قائلا "أجرينا محادثات مع الولايات المتحدة ومع بعض الدول الأوروبية لكن دون خطوات عملية لتقديم المساعدة لحكومة اقليم كردستان خاصة في الجانب العسكري".
وقال البرزاني إن عدد مقاتلي الدولة الإسلامية الذين سيطروا على الموصل في العاشر من يونيو حزيران كان أقل من ألفي شخص لكن مجندين جددا ومقاتلين من سوريا واستسلام جماعات مسلحة أخرى أدى إلى زيادة العدد لما يصل إلى 12 ألف مقاتل.
وكان مسؤول أمني في بغداد قد قدر عدد مقاتلي التنظيم بأكثر من 20 ألفا بعد سقوط الموصل. لكن لا توجد وسيلة للتحقق من الأرقام بطريقة مستقلة.
وتضامنت عشائر وجماعات مسلحة مع الدولة الإسلامية في قتال رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي لكن توجد توترات في صفوفها مما سبب قتالا داخليا.
وفي مقارنة بين قوة هذه الجماعات بالنسبة للدولة الإسلامية قال البرزاني إنها "أضعف بكثير". وأضاف ان حكومة اقليم كردستان مستعدة للعمل مع العشائر "المعتدلة" والقوات التي تحمي مناطقها من الدولة الإسلامية.
ورسم اقليم كردستان لنفسه صورة مستقرة نسبيا في جوار مضطرب رغم تفجير مقر أجهزة الأمن في مدينة اربيل عاصمة الاقليم في سبتمبر أيلول في مؤشر على أن المنطقة ما زالت مستهدفة.
وقال البرزاني إن أجهزة الأمن الكردية تمكنت من احباط "عدد قليل" من الهجمات منذ ذلك الحين وإن تدفق مئات الالاف من العراقيين النازحين من أجزاء أخرى بالبلاد إلى كردستان يمثل تحديا اضافيا.
وأضاف "الأمر يجعل عمل قواتنا الأمنية أصعب بكثير لمحاولة متابعة ومراقبة الوضع.. نفعل ما بوسعنا لضمان عدم وجود الخلايا النائمة".
هجمات السبت
من جهة أخرى تبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق الأحد الهجمات الدامية بسيارات مفخخة التي وقعت السبت في بغداد وأدت إلى قتل نحو ثلاثين شخصا وإصابة عشرات بجروح.
وأكد التنظيم الذي نشر بيانا على مواقع جهادية أن الهجمات نفذت بأربع سيارات مفخخة، اثنتين لانتحاريين، استهدفت مناطق تطوع وحواجز تفتيش.
وتعد الهجمات التي وقعت بفارق زمني بسيط بين كل تفجير، الأعنف منذ عدة أسابيع.
وقال البيان "انطلق فارسان من فرسان الإسلام هما أبو القعقاع الألماني وأبو عبدالرحمن الشامي ليدكا حواجز وأوكار الحكومة المجوسية".
وأضاف "نفذ الأول على سيطرة لعناصر الجيش والشرطة ومتطوعي السيستاني في أبو دشير (جنوب غرب) والثاني على سيطرة في الكاظمية في ساحة عدن" في شمال بغداد.
واضاف "رافق ذلك تفجير سيارتين مفخختين في السيدية والبياع".
وأشار البيان إلى "أن هذه الغزوة ضمن حملة تنسيقية بين خلايا بغداد واحزمتها من الخارج".
وكانت مصادر أمنية وطبية أكدت مقتل ثلاثين شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجروح في هجمات متفرقة بينها خمس بسيارات مفخخة السبت في بغداد وشمالها.
وتتزامن الهجمات مع العملية العسكرية التي يشنها الجيش العراقي شمال بغداد لاستعادة السيطرة على مناطق سقطت بيد تنظيم الدولة الاسلامية وجماعات مسلحة اخرى.
مقتل 18 في بعقوبة
ميدانياً، أفادت مصادر امنية عراقية أمس الأحد ان 18شخصا قتلوا بينهم عناصر من الدولة الاسلامية (داعش سابقا) وأصيب 6 عمال بناء آخرين في حوادث عنف متفرقة في مدينة بعقوبة (57 كم شمال شرقي بغداد).
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن القوات الامنية نفذت عملية عسكرية على القرى الشمالية لقضاء المقدادية وتمكنت من قتل 11 مسلحا من الدولة الاسلامية وتدمير 4 عجلات كانت تستخدم في العمليات الارهابية.
وأوضحت أن عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق عند المدخل الشمالي الرئيسي لناحية السعدية شمال شرق بعقوبة انفجرت لدى مرور سيارة باص يستقله عمال بناء اسفر عن مقتل ستة واصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة.
وقتل ضابط برتبة نقيب بنيران مسلحين مجهولين عند مروره من قرية الاحيمر في المقدادية شمال شرقي بعقوبة.
إصابة 9 بقصف صاروخي
ذكرت الشرطة العراقية أن تسعة مدنيين أصيبوا اليوم الاحد بجروح جراء سقوط صاروخ كاتيوشا على حي سكني بناحية تازة جنوبي محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد).
وقالت مصادر في شرطة كركوك لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن صاروخا من نوع كاتيوشا سقط بعد منتصف الليلة الماضية على منطقة الحي العسكري وسط ناحية تازة، وأدى الى إصابة تسعة مدنيين غالبيتهم نساء وأطفال بجروح.
يذكر ان معظم اهالي بلدة تازة نزحوا منذ الاسبوع الثالث لشهر يونيو الماضي عقب سيطرة مسلحي داعش على قرية بشير الواقعة جنوبي الناحية.