سقوط الكبار يهدد مصالح الفيفا ورعاة المونديال

اتهام الفيفا بمحاباة الكبار
وقد اتهم النجم الأرجنتيني دييجو مارادونا الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بمحاولة إنقاذ المنتخبات الكبيرة من فخ الخروج من المونديال لإرضاء الشركات الراعية. جاء ذلك على خلفية استدعاء الفيفا لـ7 من لاعبي منتخب كوستاريكا لإجراء اختبارات الكشف عن المنشطات بعد فوز كوستاريكا على إيطاليا بنتيجة (1-0)، علمًا أن الإجراء المعتاد في مثل تلك الحالات يقوم بإخضاع لاعبين اثنين فقط من كل فريق لاختبار المنشطات، إلا أن «الفيفا» استدعى 5 إضافيين من منتخب كوستاريكا لاختبار الكشف عن المنشطات الأمر الذي فاجأ المتابعين.
وبرر مارادونا قرار الاتحاد الدولي بأن الشركات الراعية لن تدفع الأموال التي وعدت الاتحاد الدولي بها في حال غياب المنتخبات الكبيرة مثل إيطاليا عن الدور ثمن النهائي، وقال: «يحصل ذلك فقط لأن البعض أحرجتهم كوستاريكا، ولأن المنتخبات الكبرى لن تتأهل (إلى الدور الثاني)، وعليه لن يدفع الرعاة ما وعدوا به».

 أخطاء تحكيمية
وقد ازدادت شكوك المتابعين بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم يحابي المنتخبات الكبيرة، بعد حصول أخطاء تحكيمية كبيرة وضربات جزاء مشكوك بصحتها في معظم المباريات التي يلعب فيها منتخب كبير كالبرازيل أو اسبانيا أو ايطاليا أو انجلترا أو ألمانيا أو الأرجنتين أو البرتغال، وغيرها من المنتخبات التي تشكل وزنًا اقتصاديًا كبيرًا للفيفا ولرعاة المونديال، لاسيما أن تلك الشركات قد وقعَّت قبل المونديال عقودًا بملايين الدولارات مع نجوم المنتخبات الكبرى لتسويق منتجاتها والترويج لها، أضف إلى ذلك العقود الإعلانية مع شبكات التلفزيون للإعلان خلال أوقات المباريات التي تجذب الجماهير، وهناك أيضًا شركات ومحال من مختلف النشاطات تحاول الترويج لمنتجاتها وخدماتها خلال فترة كأس العالم بطرح عروض خاصة بهذا الحدث، وبالتالي فإن خروج المنتخبات الكبيرة من الأدوار الأولى تشكل ضربة موجعة لتلك الشركات التي دفعت ما مجموعه 2 مليار دولار لرعاية اللاعبين والمنتخبات.

 أثر اقتصادي
ورغم أن التأثير الاقتصادي لن يكون مباشرًا على الجهات المستفيدة بشكل مباشر من هذا الضخ الكبير للأموال مثل الاتحاد الدولي أو الاتحادات المحلية وبدرجة أقل القنوات التلفزيونية؛ لأن جميع عقود الرعاية قد تم توقيعها مسبقًا قبل انطلاق المونديال إلا أن التأثير القوي سيكون للجهات التي صرفت تلك الملايين إذ إنها ستتأثر بإقبال الناس عليها، فعندما تعتمد شركة على النجم الإيطالي بوفون أو الإنجليزي جيرارد على سبيل المثال كواجهة لإعلاناتها ستتلقى ضربة قوية وستقل جاذبية الإعلان بخروجهما ومنتخباتهما مبكرًا من كأس العالم.
وأظهرت قراءات المختصين قبل البطولة أن مباريات كأس العالم يتوقع أن تزيد من عوائد الإعلانات في بريطانيا بنسبة 5%، ولكن هذه النسبة ستنخفض لعدم جدوى عرض إعلانات يتصدرها نجوم المنتخب الذين ودعوا المونديال مبكرًا، وستضطر الشركات لتدارك الوضع وانتهاج خط آخر للترويج لحملاتها.
وعلى الجانب الآخر نجد أن نجاح المنتخبات في مشوارها المونديالي يعزز من اقتصاداتها، ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال أدى المستوى الرفيع الذي قدمه الفريق في مستهل مشاركته ومنافسة المنتخب الألماني العريق على صدارة المجموعة إلى زيادة مبيعات المنتجات والملابس الرياضية خلال الأسبوع الأول من البطولة ليتجاوز مبيعات فترة بطولة كأس العالم 2010 كاملة في تأكيد آخر على ارتباط المستوى والانتصار بسلوك المستهلكين وإقبالهم على الشراء.

أرقام مشاهدة قياسية
وكان «الفيفا» قد تحدث على أن مونديال البرازيل قد حطم الأرقام القياسية في  مختلف أنحاء العالم من حيث المشاهدة، حيث تابع أنصار اللعبة بأرقام قياسية في دول مثل البرازيل واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة والأرجنتين وفرنسا وهولندا وكرواتيا وإيطاليا. وسُجل رقم قياسي أيضًا في المناطق الناطقة باللغة الفرنسية في بلجيكا. وأثبتت الأرقام التي تتعلق بنسبة المشاهدة زيادة لافتة في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، حيث ساهمت كأس العالم في جعل الاهتمام باللعبة يبلغ مستويات جديدة، وبالتالي زيادة في العوائد الإعلانية وزيادة أرباح الشركات التي تتمنى استمرار الكبار ونجومهم في مشوار المونديال.