[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]منتخب كوستاريكا حقق مفاجأة مدوية في المونديال
حذارٍ من التوقعات لأنه مونديال الغرائباليوم - الوكالات 2014/06/24 - 03:00:00
حذارٍ من التوقعات؛ لأنه مونديال الغرائب فعلا؛ حيث الكبير لا يبقى كبيرا، والصغير ينمو ويقترب من الكبار.
وتجذب منتخبات النخبة في اوروبا وامريكا الجنوبية النسبة الاكبر من عشاق كرة القدم في الكرة الارضية، بحكم التاريخ والمواهب والفنيات والامكانات ونوعية اللاعبين المحترفين في افضل الفرق، وتحديدا في القارة العجوز.
ويأتي الجواب سريعا لدى سؤال اي شخص عن المنتخب الذي يشجعه، البرازيل والارجنتين في اميركا الجنوبية، والمانيا وايطاليا واسبانيا وهولندا في القارة الاوروبية، وبنسبة اقل فرنسا والبرتغال وانجلترا.
واللاعبون الكبار يأتون بالجمهور معهم، لكن النتائج لا تأتي من تلقاء نفسها طبعا، والوقائع على ارض الميدان تثبت انه لا كبير في كرة القدم بعد الآن.
في مونديال العجائب بالبرازيل، انتفض الجميع على الجميع، وفعلا، باستثناء مباريات معدودة طبعا، لم يعد التكهن بهوية الفائز إلا من ضروب الخيال او السحر، وكل الدلائل تشير الى عولمة حقيقية لكرة القدم، شقت طريقها في غابر الايام وتأكد نضوجها بالجرم المشهود في مونديال البرازيل، الذي لم يبخل عليه عدد من اساطير هذه اللعبة بالقول: انه من اروع نهائيات كأس العالم على مر التاريخ حتى الآن، خصوصا من ناحية الإثارة وغزارة الاهداف وتعدد الاسماء التي يجب متابعتها في عدد لا بأس به من المنتخبات.
وأول الغيث كان ثبات كرواتيا امام البرازيل وتقدمها بهدف، وربما لو لم يحتسب الحكم ضربة الجزاء غير الصحيحة التي سجل منها نيمار الهدف الثاني للبرازيل لكانت النتيجة مخالفة، ونحن نتحدث هنا عن سحرة البرازيل على ارضهم وبين جماهيرهم وبوجود نخبة لاعبيهم في ايامنا الحالية، لأن التوقعات كانت تشير الى عرض سهل امام كرواتيا، فإذا بالمباراة تأخذ منحى آخر يشرف الكروات، خلافا لما انتهت اليه النتيجة.
وإليكم المثال الثاني، الاوروغواي بصفوفها التي تعج بنجوم من الطراز الرفيع تقابل كوستاريكا التي اعتبرها البعض جسر العبور في مجموعة حديدية مع ايطاليا وانجلترا، لكن ما حدث ان الكوستاريكيين فازوا بثلاثة اهداف مقابل هدف، مقدمين أمثولة يجب ان تدرس في مدارس هذه اللعبة الكثيرة.
وانتظر الجميع دخول الارجنتين على خط المنافسات، وطبعا أراد مئات الملايين حول العالم مشاهدة العبقري ليونيل ميسي الذي يبحث عن تألق في كأس العالم، لكي يصبح في مصاف مواطنه الاسطورة دييغو ارماندو مارادونا، لأنه دون ذلك سيبقى الافضل في العالم، لكن دون ان ينتزع من قلوب الارجنتينيين والملايين غيرهم صورة مارادونا بطل مونديال مكسيكو 1986.
احتاجت الارجنتين الى نيران صديقة لكي تفوز على البوسنة بهدفين مقابل هدف، لكنها لم تقنع بأنها قادرة على الذهاب بعيدا في هذه البطولة، ما وضع اكثر من علامة استفهام حول اداء ميسي ورفاقه.
وأيضا، انتظر الجميع من البرازيليين ان يكشفوا عن وجههم الحقيقي امام المكسيك، لكن الصورة كانت معاكسة وعاشوا اكثر من ستين دقيقة تحت ضغط المكسيكيين، وأفلت مرماهم من اكثر من هدف قبل ان يحاولوا حفظ ماء الوجه في الدقائق الاخيرة، لكن المباراة انتهت سلبية بعرض باهت للسامبا. والغريب ايضا ان هولندا التي دمرت اسبانيا تدميرا يحتاج اعادة بنائه الى سنوات بخماسية في المباراة الاولى، والتي ارتفعت لدى الملايين الى المرتبة الاولى في الترشيحات، كادت تكون ضحية الكانغورو الاسترالي. اجل تقدم الاستراليون مرتين، واحتاج اريين روبن وروبن فان بيرسي الى تقديم افضل ما لديهما ليقودا الطواحين الى فوز صعب جدا بثلاثة اهداف مقابل هدفين. هل تذكرون ما فعلته تشيلي امام اسبانيا عندما هزمتها بهدفين بعد عرض رائع، وهل تابعتم كيف تلاعبت الاوروغواي بالانجليز وجعلت ضعفهم على كل شفة ولسان بهدفين من عالم آخر لسواريز، أو هل فك احدكم شفرة الهبوط الايطالي المفاجئ امام كوستاريكا وخسارتها بهدف في احدى صدمات هذا المونديال الغريب العجيب. وأخيرا وليس آخرا، خرجت الارجنتين بنجومها بثلاث نقاط امام ايران بعد هدف خاطف في الدقيقة الثانية من الوقت الضائع لميسي، لكن الحق يقال ايضا ان منتخب ايران خرج بدوره باحترام الجميع؛ لأنه صنع العديد من الفرص وكان على وشك انتزاع التعادل، كما استعانت المانيا بجيش الاحتياط لإبعاد ورطة غانا قبل ان تتعادل معها بهدفين لمثلهما.
وماذا بعد؟!! كم مباراة سنشاهد لنتأكد من ان عولمة كرة القدم الحقيقية كتبت شهادة ميلادها في مونديال البرازيل الذي يقول لنا على ما يبدو: انتظروا المزيد