الجمل: مؤامرة تمزيق الخريطة العربية مستمرة ونعيش زمن الفرز الإقليمي

نائب رئيس الوزراء المصري السابق يؤكد لـ اليوم أن دور المملكة في دعم العمل العربي رائد
حوار: أحـمـد بـديــوى - القاهرة 2014/03/28 - 03:00:00               

ثمّن نائب رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق، د. يحيى الجمل، الدورَ السعودي في دعم العلاقات العربية، والعمل العربي المشترك. وأكد في حديث خصَّ به "اليوم" أن المملكة قامت بدور رائد في دعم الثورة المصرية بعد30 يونيه 2013م "في ظل الشواهد الكارثية التي تشهدها المنطقة العربية، لا سيما حالة التمزق الليبي، والوضع المتردي في كل من سوريا واليمن". وأوضح "الجمل" أنه "مع الغيوم التي تظلل العلاقات السعودية-الأمريكية، فإن واشنطن لا غنى لها عن الرياض". وقال: إن الاصطفاف العربي "ضرورة تسهم في توازن القوى العربي مع دول الجوار الإقليمي، وعاملُ ردعٍ في مواجهة أى أطماع في المنطقة".
وكشف عن أن "طهران تحاول التموضع في منطقة المصالح الاستراتيجية، وأن يكون لها دور في نطاقها الإقليمى"، بينما "تسعى أنقرة لتبييض سمعتها، وإعادة الانطلاق مجددًا بعد الإخفاقات التى شهدتها حكومة أردوغان واتهامات الفساد التى تطاردها".
ونبه "الجمل" إلى أن "التحكيم والاتفاقات الدولية يدعمان حق مصر في مياه النيل".. رافضًا اللجوء لخيار الحرب مع الجانب الإثيوبي، كون "العقيدة العسكرية المصرية ضد الحرب مع دولة إفريقية"، وأن حل أزمة سد النهضة "يتطلب مطاردة إسرائيل في القارة السمراء".
ولفت إلى أن "الفوز المرجح" للمشير عبدالفتاح السيسي بالرئاسة المصرية، و"استكمال خريطة الطريق يفتح الباب أمام الاستقرار الدائم في مصر".. وحذر القوى المدنية المصرية من التشرذُم "كي تقطع الطريق أمام عودة جماعة الإخوان للمشهد السياسي"، مبشرا بأن "الإرهاب في النَفَس الأخير"، ولم يستبعد صدور أحكام بالإعدام في محاكمات الإخوان الحالية، لكن علق مصير رقبة الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي على شرط وحيد.
وتاليا نص الحديث...
العمل العربي المشترك
•كيف ترى التعاون العربي المشترك في وضعه الراهن؟
-أعتقد أن المملكة العربية السعودية قامت بدور رائد في دعم التعاون العربي المشترك بعد ثورة 30 يونيه 2013، بانحيازها إلى ثورة الشعب المصرى.. وأعتقد أن هذا الموقف "شدَّ ظهر مصر"، وتبعها في ذلك الإمارات والبحرين والكويت، وتأتى هذه المواقف في ظل الشواهد الكارثية التي تشهدها المنطقة العربية، لا سيما حالة التمزق الذي تشهده ليبيا، وسوريا، واليمن.
•إذن، نحن أمام متغير مهم؟
- أعتقد أننا نعيش زمن الفرز الإقليمي؛ حيث ظهر للجميع الموقف الإيجابى للدول الخليجية، باستثناء (قطر)، التي تعمل لحساب الأمريكان والصهاينة عبر تعاونها الوظيفي، وهو الدور نفسه الذى تلعبه جماعة الإخوان المسلمين.
•مقابل الاستفادة المصرية من الدعم العربي (سياسيًّا، ودبلوماسيًّا، وماليًّا).. في رأيك ما الرهان الخليجي والعربي على الدور المصرى؟
- الاصطفاف العربي ضرورة، ونداء شعبي.. التقارب والتعاون يعني توازن القوى العربي مع دول الجوار الإقليمي، وهو بمثابة عامل ردع في مواجهة أي أطماع في المنطقة.. مصر هي الأم، والدول العربية الشقيقة والصديقة تعرف أهمية ذلك وتحرص على استقرار مصر؛ لأنه استقرار للمنطقة.. نحن لا نمنُّ على أحد عندما نقول: "لا يوجد شخص متعلم في الوطن العربى إلا وعلَّمه مصري أو علَّم معلمه مصري".. هذه حقيقة، كما أنها واجب على مصر تجاه الأشقاء، قبل أن تكون واجبًا من الأشقاء تجاه مصر.
• ..وما تأثير هذا التقارب على الخصومة الإيرانية-الخليجية؟
- سيكون مؤثرًا.. نعم، نحن لا نرغب في العداء مع إيران، لكن انحيازنا الحقيقي والأصيل للعرب.
• إلى أي مدى يؤثر التحالف الأمريكى-الإيرانى-التركي على الأمن القومي العربي؟
- بغض النظر عن هذا التحالف الذى تجمعه مصالح إقليمية ودولية، فالمؤكد أن الأمريكان يهتمُّون أولًا وأخيرًا بمصالحهم وفق سياستهم النفعية.. أما طهران فتحاول أن تتموضع في منطقة المصالح الاستراتيجية وأن يكون لها دور ووجود واضح في نطاقها الإقليمي.. أما أنقرة التي فشلت فيها تجربة الإسلام السياسي بفعل ديكتاتورية حكومة أردوغان والفساد الذى يطارد مقربين منه، فتحاول "تبييض" سمعتها، وإعادة الانطلاق مجددًا بعد الإخفاقات التي شهدتها حكومة أردوغان.
•ماذا حدث للعلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والرياض؟
- رغم الغيوم التي تظلل العلاقات، لكن لا غنى لواشنطن عن السعودية.. الأمريكان عندما شرعوا في مؤامرتهم لتقسيم المنطقة، راهنوا على إمارة قطر، باعتبارها النموذج الأصغر الذى يجب تعميمه على دول المنطقة، وهو ما تبدى لاحقًا في مشروع التفتيت المعروف بـ"الشرق الأوسط الكبير"، وقد وجدوا في قطر دولةً تبحث عن دور وليس لديها سوى المال، وقد جرى توظيف هذا المال ضد الأمة العربية ودورها.
•..وملف سحب سفراء المملكة والإمارات والبحرين من الدوحة؟
- لقد كانت هذه الخطوة (إلى جانب القرار المصري بتجميد العلاقات الدبلوماسية مع قطر) بمثابة عملية تعرية وعزل لـ"الدوحة"؛ لأنها خطر على الأمة العربية.. هذه حقيقة.
•كيف تنظر لعملية مد الجسور بين القاهرة وموسكو في ضوء التقارب العربي؟
- هي نوع من التحرك على أكثر من محور، والعلاقات مع روسيا تخدم بالقطع التقارب العربي، وقد ذهبتُ إلى روسيا في زيارة تمهيدية سبقت مجيء وزيري الخارجية (سيرجي لافروف)، والدفاع (سيرجي شويجو) الروسيين إلى مصر، وقد التقيتُ كبار المسئولين هناك، والحمد لله العلاقات بين البلدين في تقدم مستمر، وهذا ليس على حساب دول أخرى؛ حيث يعتقد البعض أن التقارب الروسي المصرى يعني ملء الفراغ الأمريكي، لكن لا يوجد فراغ حتى يملأه أحد، وإن كان هناك فراغ فالذى يملؤه هم العرب، لكن روسيا والصين وأمريكا دول قوية في العالم، ويجب أن تكون هناك علاقات معهم بالقدر الذي يحقق مصالحنا.. هذه طبيعة العلاقات الدولية التي تخدم المصالح الوطنية. 
•هذا عن رؤيتنا، وتوجهاتنا العربية.. فماذا عن الأمريكان أنفسهم؟
- الأمريكان يرغبون في الاستحواذ على المنطقة بالكامل، ولا يريدون أن يشاركهم فيها أحدٌ، لكن مصالحنا المصرية والعربية تقول إنه لا بد من علاقات متوازنة وقوية مع الدول الكبرى في العالم.
المشهد المصري
•من الإقليمي للشأن الداخلي.. ما تقييمك للمشهد الراهن في مصر؟
- بلا شك، المشهد الراهن لا يخلو من الارتباك، فمصر مرَّت بثورتين في ثلاثة أعوام فقط، لكن في تقديرى أن الوضع آخذ في التحسُّن والتقدُّم الملحوظ، وأنه بمجرد انتهاء استحقاق الرئاسة المصرية، التي أرجح فوز المشير عبدالفتاح السيسي (وزير الدفاع المصري) بها، أعتقد أنه ستبدأ مرحلة أخرى من الاستقرار، وأعتقد أن مصر إذا عاد لها الأمن والاستقرار ستزدهر إلى أبعد الحدود، في ضوء إمكاناتها السياحية والاستثمارية.
•ما أولى الخطوات التي بمقدورها أن تُخرج مصر من أزمتها الراهنة؟
- بالقطع، لا بد من اقتلاع الإرهاب من جذوره وتجفيف منابعه.. هذه مسألة حيوية وضرورة لا تقبل النقاش.. هذا الإرهاب يقوم به فلول الإخوان المسلمين الذين خسروا المشهد فزادت شراستُهم ويحاولون الآن هدم المعبد على مَنْ فيه.
•تحدثتم في سياق رؤيتكم للمشهد عن استقرار مقبل في مصر.. السؤال: ما مؤشراته؟
- هذا الشعب العظيم الذي عمره 7000 عام، قام بثورة أزاح فيها حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأتبعها ثورته الثانية التي أزاح فيها حكم الإخوان المسلمين.. هذا شعب حي- استثنائي، قابل للنماء، قادر على التنمية والخروج بمصر من أزمتها الحالية.. كلامي مبني على دراسة للواقع، وليس مجرد أمنيات وأحلام.
•كنت قبل فترة وجيزة في قمة السلطة في مصر، نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، ومن ثمَّ فالسؤال الملحُّ: ما مستقبل الأزمة الاقتصادية في مصر؟
- عندما تستكمل مصر خريطة الطريق السياسية (الانتخابات الرئاسية، ثم البرلمانية، بعد الانتهاء من كتابة الدستور) أعتقد أن المستثمر سيشعر بالأمان، والأمان يعني اجتثاث موجة العنف التي تعيشها مصر منذ شهور.. أيضًا، لا بد من إصلاح الجهاز الإدارى؛ لأننا أمام فرصة ذهبية للنمو والاستثمار.
•حذَّرتَ منذ قليل من تأثير الأوضاع الأمنية على الاقتصاد وعلى الدولة المصرية عمومًا.. ما مستقبل عملية الحرب على الإرهاب التي تخوضها مصر حاليًّا؟
- الإرهاب في النَفَس الأخير.. أنا متأكد من ذلك تمامًا، بوعي الشعب لما يحدث، وبجهود الجيش والشرطة في هذا الشأن.. وأقول إن الإرهاب صناعة إسرائيلية-قطرية، تنفِّذه جماعةُ الإخوان المسلمين.. مشاركةُ الشعب في مواجهة الإرهاب لافتة ومعبرة عن الوعي الذى أتحدث عنه، ومن ثم فالإرهاب سيُقضى عليه في وقت ليس ببعيد.  
• هذا عن النطاق المصرى.. لكن ماذا عن الإرهاب الذي صار يشكِّل ظاهرة عالمية.. كما أنها تتمدد في بلدان عربية عبر تنظيم القاعدة والمنظمات والجماعات المرتبطة بها (فكريًّا، لا تنظيميًّا)؟.. ما الحل؟
- أنتَ لمستَ لبَّ المشكلة.. الذى يجب أن يعرفه الجميع في هذا الشأن أنه لا صلة للدين بالسياسة (وفق ما تتصوره هذه التنظيمات الإرهابية).. فالدين يقوم على المطلق، والسياسة تقوم على المصالح المتغيرة، وخلط الدين بالسياسة على هذا النحو المخلِّ يؤذي الدين ويؤذي السياسة معًا.
• تطرحون دائمًا ما مفاده أن الحل يجب أن يكون فكريًّا قبل أن يكون أمنيًّا في معالجة ظاهرة الإرهاب في مصر.. فهل تنسحب الرؤية نفسُها على معالجة الظاهرة عربيًّا؟
- يجب أن يكون الحلُّ والتوجهاتُ كذلك.. هذه الثنائية مهمة، ولا يمكن لإحداها أن تكون بمعزل عن الأخرى في مواجهة ظاهرة الإرهاب (مصريًّا، وعربيًّا).
•تنظيم القاعدة.. ما مستقبله عربيًّا؟
- قارب على الانتهاء.
• ما المؤشرات؟
- وعي الناس بخطورة هذا التنظيم.. الأمر الآخر يكفي أن ترى موقف المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين فيما يختص بدعمهم لمصر، ونبذهم لقطر باعتبارها داعمة وراعية للإرهاب.. هذا يؤكد أن الوعي العربي بصفة عامة آخذ في التنامي.. أنا مؤمن بأن العروبة حقيقة، وليست كلامًا.
•وهل الوعي وحده كافٍ لتجفيف منابع الإرهاب في المنطقة؟
- أعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح.. نعم، الطريق صعب، لكنه ممكن.
•على ذكر الإرهاب، يُعلَن تباعًا عن قوائم اغتيالات لشخصيات عامة.. تقييمك لهذا الملف وهل ورد اسمُك في إحدى هذه القوائم؟
- فيما يتعلق بي، نعم ورد اسمي في إحدى القوائم (مبتسمًا)، لكن واضح أنه ليس جديًّا حتى الآن.. ما يعلنون عنه تفكير طفولي وساذج، ويدل على العقليات التي تدير ملف العنف الذي يشهده المجتمع، فمن يفكر في القتل حقيقة لا يعلن قبلها عن الشخصيات المستهدفة!
•ملف الاغتيالات (تحريضًا، وتنفيذًا) يعلَّق في رقبة مَنْ حاليًّا؟
- الإخوان وتفريعات الإخوان.. أقصد التنظيمات التي خرجت من عباءة الجماعة، ممن يعملون تحت راية الإسلام السياسي، وكلَّ مَن ارتبط بالجماعة فكرًا، وتنظيمًا.
•تنظيميًّا.. كيف ترى واقع الإخوان في المشهد حاليًّا؟
- الإخوان نجحوا فيما فشل فيه جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك على امتداد ما يربو على ستين عامًا، عندما كرَّهوا الشعب المصري فيهم، فأصبحتِ الجماعةُ منبوذةً ومعزولةً في ستة أشهر فقط.. نعم، صنعوا حالةً من الاكتئاب في المشهد المصري، لكنهم أصبحوا خارج الحسابات، ولم يعد أحد يتقبلهم.
• تقصد أن العزل أصبح شعبيًّا.. دون الحاجة لقانون سياسي؟
- بالطبع، هذا ما حدث بالفعل.
•هذا العزل الشعبي هل هو كافٍ لعرقلة مسيرة الإخوان في أى استحقاقات انتخابية مقبلة؟
- لا بد من توحُّد القوى المدنية والتقائها.. هذه ضرورة، ومسألة حيوية؛ لقطع الطريق أمام عودة الجماعة.. الجماعة قادرة على التنظيم والتجميع.. قوتها تكمن في هذه النقطة.
•إذن الخطورة قائمة.
- نعم، الخطورة قائمة.
•إلى أى مدى؟
- ليس إلى حد كبير.
•مما يكتسب الإخوان قوتَهم؟
- من تحالفاتهم الإقليمية المرتبطة بالأمريكان.
• ما حدود علاقة الجماعة بواشنطن!
- الأمريكان يبحثون عن مصالحهم.. هم لا يعنيهم الإخوان ولا غيرهم.. واشنطن كانت تتصور أن التنظيم السياسي الإخوانى قادر على تنفيذ المخطط الأمريكي في تقسيم المنطقة.. بدأوا بالعراق.. فتتوه، وهو ما تحقق في السودان، وفلسطين التي أصبحت دولتين، وسط تغييب متعمد لاسم فلسطين، ما يعني فتح الطريق أمام الدولة اليهودية الخالصة.. هذه جريمة مَنْ رسَّخ الانقسام الفلسطيني.
•هل التعاطف الأمريكي مع الإخوان يؤثر على مستقبل الدولة المصرية؟
- الرهان على الشعب المصري الذى لن يسمح للإخوان بالعودة مجددًا لحكم مصر، ما يعني قطع الطريق على أي عراقيل تهدد النظام السياسي الجديد في مصر.
•كنتَ شاهدَ عيان (بحكم منصبك) على اتصالات جرت بين الإخوان وواشنطن بعد ثورة 25 يناير 2011.. هل تعتقد أن هذه الاتصالات كانت ضارة بالأمن القومي المصري؟
- يقينًا، كانت ضارة بالدولة المصرية.. هل تتصور أن اتصالات تتم بين أمريكا والإخوان ستراعي مصر ومصالحها؟!.. الأمريكان وإسرائيل يعرفان أن مصر الدولة الأم في المنطقة، وأن تحطيمها يعني تقسيم المنطقة.. أتذكر موقفًا سمعته بنفسي من جلالة الملك فيصل (رحمة الله عليه)، والأمير طلال بن عبدالعزيز، مفاده أن الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) قبل موته جمع أولادَه وأعطاهم مجموعةً كبيرةً من النصائح، من بينها نصيحة مهمة كان حريصًا على أن تصل لجميع أبنائه مفادها: إياكم مصر تطيح.. إذا طاحت مصر طِحنا جميعًا.
•ونحن في حضرة فقيه قانوني ودستوري.. فالسؤال الذى يطرح نفسه: ما مستقبل محاكمات الإخوان؟
- عادةً، لا أحب الكلام عن القضاء أو الخوض في قضايا محاكمات، لكن ما أستطيع أن أقوله إن القضاء المصرى محايد ونزيه وكفء، والعيب الأساس هو البطء، والعدالة البطيئة غير كافية أو ناجزة.
•هل الإعدامات واردة في أىٍّ من القضايا الحالية التى يُحاكَم فيها إخوان؟
- طبيعى.. الإعدامات واردة إذا قامتِ الأدلةُ والشواهدُ على تلك الجرائم التي ارتُكبت بحقِّ المجتمع والشعب المصري.
• هل يمكن أن تطال الرئيس المعزول محمد مرسي؟
- يجوز، لكن عامل السن قد يحول دون إعدامه.
• بالمناسبة.. ماذا لو ظل الرئيس المعزول محمد مرسي في السلطة حتى الآن؟
- كانتِ الدولة عمَّها الخراب من كل ناحية.. هذه حقيقة مؤكدة.
•ونحن في حضرة فقيه دستوري ساهم في كتابة معظم الدساتير العربية ودساتير خارج الإقليم.. أيهما أكثر تعبيرًا عن الشعب: دستور 2012 أم دستور 2014؟
- لا، ليس هناك وجه للمقارنة بين هذا وذاك.. الدستور الحالي لا يسبقه سوى دستور عام 1971، قبل أن ينقضَّ عليه "مبارك"، عبر التعديلات التي أدخلها عليه.. نعم، كنتُ أفضِّل أن تقوم لجنة منتخبة بكتابة الدستور، لكن الظروف الاستثنائية هي التي فرضت هذا الوضع، ومع ذلك فالدستور معبِّر بشكل كبير عن طموحات المصريين.
• الدستور بوصفه عاملا مساعدا.. هل يسهم في الانطلاق نحو المستقبل؟
- بالقطع، هو عامل مهم في الانطلاق، لكن لا بد من الأمن والاستقرار.
• قلتَ في بداية الحوار.. الانتهاء من خريطة المستقبل، لا سيما انتخابات الرئاسة، عامل مهم في الاستقرار.. ترى ما مواصفات الرئيس المصري المقبل، واضعين بعين الاعتبار التباين حول المرشح المدني والمرشح المدني بخلفية عسكرية؟
- نحن نحتاج في هذه المرحلة إلى القبضة القوية.. إلى عدالة ناجزة.. إلى حرية مقننة لا حرية منفلتة.. وأعتقدُ أن المشير عبدالفتاح السيسي هو أصلح المرشحين وأفضلهم في هذه المرحلة، وإن كنتُ أخشى عليه؛ لأن الناس تتصور أن المشكلات ستُحلُّ في يوم واحد، لكنها لن تُحلَّ غدًا ولا بعد غد، بل تحتاج إلى تكاتف الناس والتفافهم حول الرئيس المقبل حتى يتمَّ التصدي لهذه المشكلات وحلُّها.
• قد ينبري أحدهم قائلًا: لكن هذا التوجه لم يكن مطروحًا في فترة حكم «مرسي»؟
- مَنْ قال هذا؟.. لقد التفَّتِ الناسُ حول الرئيس المعزول منذ إعلان فوزه؛ أملًا في مستقبل مشرق، لكنه اختار الانحياز لجماعته على حساب مصالح الشعب.. هو رئيس كان يخرِّب ولا يعمِّر، ومن هنا خرج عليه الناس. 
• في الختام.. ما مستقبل ملف سد النهضة؟
- التحكيم الدولي يدعم حق مصر في مياه النيل، بحكم الاتفاقات والدراسات الدولية في هذا الشأن.. أعتقد أن إثيوبيا تتجاوز في حق مصر بهذا المشروع.
• تقول التحكيم الدولي هو الحل، بينما يطرح آخرون خيارات أخرى لا يُستبعد منها الخيار العسكري.
- عقيدة مصر العسكرية ليس فيها الحرب مع دولة إفريقية.. الرئيس أنور السادات الذى اعتبر حرب أكتوبر آخر الحروب أثير أيامه موضوع السدود الإثيوبية على نهر النيل، فقال بحسم: أنا مستعد أحارب علشان السد العالي.. مع ذلك أنا لست مع خيار الحرب، وأتمنى حلَّ الأزمة بالطرق السلمية، وهذا لن يتأتى إلا بمطاردة إسرائيل في إفريقيا؛ لأنها تدعم مشروع سد النهضة.

اشكرك درة على الاخبار اليومية


والمتابعه المستمرة

تحياتي