الثوار يطردون قوات الأسد من مورك بحماةاليوم- القاهرة، الوكالات- حلب 2014/03/10 - 03:00:00
قال نبيل العربي أمين جامعة الدول العربية: إن التفاوض بشأن تشكيل حكومة انتقالية تهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا يواجه عقبات، وندد بموقف مجلس الأمن الدولي من الأزمة السورية وعجزه عن وقف المأساة. جاء ذلك في كلمة ألقاها في افتتاح اجتماع لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة للتحضير للقمة العربية التي ستستضيفها الكويت في وقت لاحق الشهر الجاري. ورأس وفد المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ويناقش الاجتماع مختلف قضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والإدارية والأمنية.
من جهته، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا أمام وزراء الخارجية العرب: إن «الخطب التي نلقيها لم تعد قادرة على التعبير عن جزء من المجازر اليومية التي يعانيها شعبنا ولا عادت بيانات الشجب والتنديد من جانبكم الكريم كافية لترفع شيئًا من مأساة متناسلة يقودها جزار العصر مستعينًا بمرتزقته مدعومًا بقرار مشغليه الإقليميين والدوليين وأعتى أسلحتهم، إن سوريا تتعرض لمجزرة متواصلة وغزو فاضح والصمت صار عارًا، لكن الكلام لم يعد يكفي ولا يشفي».
وأكد «دخلنا جنيف٢ متجاوزين عقبات لا تحصى، لكننا خضنا غمار التفاوض مدعومين بضمانات دولية وغطاء عربي ومستندين الى شعبنا المظلوم الصامد وكلكم شاهدتم ومعظمكم لمس ما قام به نظام الاسد من ممارسات على الارض وخلال التفاوض أسهمت في الإجهاز على أي امكانية لإنجاح جنيف٢».
وقال: قبلنا التفاوض والبراميل الحارقة تمطرنا وأعداد الشهداء كانت تزداد بشكل مرعب وتسابقها أعداد المرتزقة التي تضاعف شحنها الى أرضنا خلال (انعقاد مؤتمر) جنيف٢ في سابقة يمكن أن تُحفر في سجل العار للأسد ولحزب الله والحرس الثوري الإيراني ومرتزقة العراق في آن واحد معًا.
وتساءل الجربا: إلى متى يا سادة سنظل نكتفي بالكلام المدبج، ونختبئ خلف جدران اللوم والشكوى، لم يعد من متسع في قلب عالمنا العربي لمزيد من السهام، فقد تكسرت النصال على النصال، وكان ثمة من يقول سابقًا: اليوم لبنان وغدًا غيره، فلم يكن أحد يصدق، ولكن الامر اليوم صار في لبنان وسوريا والعراق وكل ديار العرب، فمن يشكك في ذلك؟
وجدد رئيس الائتلاف السوري دعوته الجامعة العربية «بضرورة وضع منظمات حزب الله بكل فروعه والمنظمات العراقية الفاشية مثل ابو الفضل العباس وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وما شاكلها في لائحة الارهاب العربية ورفعها الى العالم وإعلان هذه الجماعات ككيانات غازية لدولة عربية عضو في الجامعة العربية والتعاطي معها على هذا الاساس. كما نجدد دعوتنا للجميع من دون استثناء بضرورة دعمنا او الطلب الى المجتمع الدولي الإسراع بدعمنا بالسلاح النوعي الذي وعدنا به وأن يزداد الدعم بكل ما تيسر».
وأكد أن «الشارع العربي لا يمكن أن يفهم أي تردد في هذا الموضوع، فلو تمت معالجة هذه الآفة في مهدها اللبناني لما تفشت بين ظهرانينا، وإذا لم نثبت بأسنا لن نأمن شرهم، وقد جربها الشعب السوري قبل الجميع فتحنا لهم (لحزب الله اللبناني) بيتنا الكبير وبيوتنا في عدوان تموز (الاسرائيلي) الغاشم (على لبنان صيف 2006) فاستباحوا هذه البيوت وحرماتها يوم آتاهم التكليف (الايراني) بدعم الاسد ضد شعب عربي أعزل».
واستطرد الجربا قائلًا: أيها السادة، كوانا الجمر واليوم قرار وأمر، لم يعد بعد انتكاسة جنيف٢ والغزو الحاقد لـ(مدينة يبرود) وما قبلها أي مساحة للغة الدبلوماسية أو الحلول السياسية، لقد ردوا على كل هذا المناخ الإيجابي من جانبنا برسالة واضحة برفض الحل السياسي أساسها اطلاق قذائف الدبابات والقاء براميل الطائرات فوق رؤوس المدنيين العزل، والرد على الرسالة يكون من صنفها او بما يوازيها او لن يكون ولن نكون ولن تقوم للعمل العربي المشترك قائمة، إنهم قوم لا يفهمون الا بالقوة. ولا يرتدعون الا بالقوة ولم يتعاطوا معنا يومًا الا بالقوة. فلنرهم بأسنا او عزمنا وهذا أضعف الإيمان.
وألمح رئيس الائتلاف السوري إلى غياب الإجماع العربي في المسألة السورية، لكنه طالب باتخاذ القرار العربي بشأنها بغالبية الأصوات، قائلًا: أيها السادة، أعرف ان بينكم من يساند الحزب الحاكم في حكومة نظام الارهاب الإقليمي وأدواته. وأعرف ان بينكم من في «فيه ماء» ولا يريد ان يصير دمًا. طلبي منكم أن تأخذ الغالبية قرارها، وأن يعتصم صاحب الماء بصمته ويحكّم من ينتصر للقاتل ضميره، لنخرج بقرار عربي غالب وليس بالضرورة جامع لردع العدوان عنا جميعًا انطلاقًا من سوريا، وإن لم نفعل الآن فغدًا سيكون الى جانب سوريا دول من المحيط الى الخليج في عنق الزجاجة، بفعل سرطانهم».
وأعرب عن شكره للدول والشعوب التي تستضيف ملايين اللاجئين الذين هجرتهم آلة النظام الدموي في وطنهم وخارج وطنهم، داعيًا إلى «زيادة الدعم والإسراع به».
ميدانيًا، أكد مقاتلون من قوات المعارضة السورية سيطرتهم على بلدة مورك في وسط محافظة حماة بعد اشتباكات استمرت أسبوعين حول هذه البلدة الهامة التي كانت تتشبث بها قوات بشار الأسد بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يمكنها من استخدام طرقها لنقل الامدادات والتعزيزات العسكرية، فيما تدور الاشتباكات في مختلف أنحاء البلاد خاصة حلب وحمص وحماة ودرعا. وقال ضابط منشق عن الجيش السوري برتبة نقيب ويعمل حاليًا في صفوف الجيش السوري الحر ويدعى أحمد علي: «الطريق في مدينة مورك هو عبارة عن خط إمداد للمنطقة الشمالية ووادي الضيف وحلب. والمناطق المركزية فيها جيش قوي. وبعون المجاهدين تم قطع الطريق في مدينة مورك سرمدا شي 38 يومًا مقطوع الامداد عن المنطقة الشمالية».