مارك ميليان 2014/03/06 - 03:00:00
المؤتمر العالمي للجوال، مثل أي معرض تجاري، هو معرض سنوي لاستعراض المنتجات التي تبين تقدم الشركات على منافسيها. ومؤتمر الأسبوع الماضي لم يكُن استثناءً، لكنه لم يكُن عن أجهزة استشعار البصمة أو الكاميرات بشدة وضوح عالية تبلغ 4K. مجال المنافسة بين الشركات كان في الواقع حول نوع الهواتف الذكية التي تشتمل على مميزات أقل.
ما لا يقل عن خمسة علامات تجارية للتكنولوجيا الأكثر تميزاً في العالم قضت الأسبوع في تسليط الضوء على هواتفها الذكية الرخيصة التي تستهدف الأسواق الناشئة، وفقاً لبحث أجرته شركة البيانات الدولية IDC، من المتوقع أن يتباطأ نمو الهاتف الذكي هذا العام لأن الأجهزة بدأت تصل مرحلة الإشباع في البلدان المتقدمة في أمريكا الشمالية وأوروبا.
لذلك، فإن صناعة الهاتف الخلوي تتطلع للصين، وأمريكا اللاتينية وغيرها من الأجزاء في البلدان النامية في العالم من أجل المزيد من التميّز.
لكن سوق المنتجات الفاخرة لم تغب كلياً عن المؤتمر العالمي الجوال، حيث قامت سامسونج للإلكترونيات لأول مرة بإظهار جالاكسي S5 المقاوم للماء مع خاصية البصمة الآمنة، كما تباهت سوني بهاتف إكسبيريا Z2 مع كاميرا بإمكانها تسجيل فيديو بوضوح عالي الجودة يبلغ 4K. لكن عملياً لم يعد من الممكن أن تسير 50 قدماً في مركز المؤتمرات بدون المرور بمكان عرض الهواتف الرخيصة.
تسعى مايكروسوفت جاهدة للتعافي من بداية متأخرة في مجال الهواتف الذكية. لذلك فهي تركز عدداً من جهودها على أماكن من المتوقع أن يقوم الناس فيها قريباً بشراء هاتف ذكي لأول مرة. فقد تعاونت مايكروسوفت مع كوالكوم لتصميم مكونات غير مُكلفة يمكن استخدامها لصناعة هواتف ويندوز من أجل الأسواق الناشئة.
ذلك الجهد، إلى جانب تحديث نظامها للتشغيل الذي ينبغي أن يسمح للبرامج بالعمل بفعالية أكثر على الأجهزة الرخيصة، كان معروضاً في المؤتمر العالمي للجوال.
وفي مقابلة مع جو بلفيور، نائب الرئيس في مايكروسوفت، في برشلونة أخبر وكالة أنباء بلومبيرج: «يمكن أن تكون مايكروسوفت أكثر صحةً من خلال توسيع نظامنا البيئي. فنحن نهتم كثيراً بشأن الأسواق الناشئة».
كما كانت نوكيا، التي ستمتلكها مايكروسوفت قريباً، أيضاً تتباهى ببعض الهواتف الرخيصة الأسبوع الماضي. وستعرض مجموعة «نوكيا اكس» بتشغيل إصدار من نظام تشغيل جوجل المجاني، الذي يساعد على تقليل التكلفة النهائية للجهاز لكن ربما لا يفوز بمعجبين في مايكروسوفت، الشركة الجديدة المسيطرة على الشركة الفنلندية. فقد قال شخص مطلع على المسألة لوكالة أنباء بلومبيرج الشهر الماضي: إن مايكروسوفت لا تخطط لإبقاء الهواتف العاملة بنظام تشغل أندرويد موجودة لمدة طويلة بعد الموافقة على عملية الاستحواذ.
واضاف: إن الشركة ربما تكون تخطط لاستخدام هواتف نوكيا العاملة بنظام أندرويد لتعزيز المبيعات في سوق الأجهزة الرخيصة؛ حتى تتمكن من إنتاج هواتف ويندوز لتلك الشريحة من السوق.
قال توني كريبس، وهو محلل في أوفيوم، في تصريح عبر البريد الإلكتروني: «إن الهواتف الذكية من نوع نوكيا اكس الجديدة توفر بدائل مرغوبة للأجهزة الرخيصة العاملة بنظام أندرويد بالنسبة للزبائن في الأسواق المتقدمة والنامية على حد سواء. كما أن قوة نوكيا في الأسواق النامية ستكون حافزاً رئيسياً لمبيعات هاتف نوكيا اكس، الذي يُضيف مستوى من التصميم وجودة البناء إلى شريحة الهواتف الذكية منخفضة السعر والتي نفتقرها اليوم إلى حد كبير».
ركز مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، في كلمته الرئيسية على كيفية ربط العالم الثالث. حيث أخبر أشخاص مطلعون على المسألة وكالة أنباء بلومبيرج الأسبوع الماضي، أنه سيحتاج مساعدة من شركات الاتصالات الجوالة، وربما لهذا السبب قام باستضافة حوالي 20 من مسؤوليها التنفيذيين لمأدبة عشاء في برشلونة. على الأرجح أن خطة زوكربيرج لتقديم إنترنت مجانية للأسواق الناشئة لن تكون مربحة لأعوام. وربما تواجه شركات الاتصالات مشكلة الوثوق بزوكربيرج بعد موافقة فيسبوك على دفع 19 مليار دولار مقابل الواتس آب، الذي يعمل على إضعاف أرباحها من الرسائل النصية. كما أن الواتس آب قام باستعداء هذه الشركات أكثر الأسبوع الماضي عندما وعد بخاصية الاتصال عبر الإنترنت.
قال زوكربيرج على المنصة في المؤتمر العالمي للجوال: «إذا قمنا بعمل بشيء يعتبر جيداً للعالم، في النهاية سنجد وسيلة لجني الأموال من ذلك. أريد أن أبيّن أن تلك الخطة ستنجح؛ لذلك فنحن نبحث عن شركاء جادّين بخصوص هذا الموضوع».
هناك شركة برامج واحدة تحبها شركات الاتصالات وهي موزيلا. كما أن دويتشه تيليكوم، وسبرينت وتليفونيكا هي من بين الشركات التي تدعم تطوير فايرفوكس OS، الذي يهدف لتحدي نظام التشغيل أندرويد.
في الأسبوع الماضي، أظهرت موزيلا أنها جادة بشأن عرض جهاز بسعر أقل من الجميع يبلغ 25 دولاراً. (هذا السعر بدون عقد الخدمة). فقد قامت الشركة التي وراء متصفح الإنترنت «فايرفوكس» بإظهار النموذج الأولي للجهاز بالشراكة مع شركة صناعة الشرائح سبريدتروم للاتصالات. وقال جاي سوليفان، كبير الإداريين التشغيليين في موزيلا، خلال الافتتاحية إن موزيلا تخطط لإضافة 12 سوقاً في آسيا، وأمريكا اللاتينية وإفريقيا هذا العام إلى الأسواق التي دخلتها بنهاية العام الماضي وعددها 15.
وقال كارثي: «إن أمريكا اللاتينية ربما ستكون الهدف الرئيسي لنظام فاير فوكس OS. حيث ستكون سوق البرازيل هائلة».
تعتبر الأسواق الناشئة واحدة من الأماكن البارزة القليلة التي بقيت أمام شركة بلاكبيري. كما تسعى الشركة الكندية لدخول إندونيسيا في نيسان (أبريل) مع جهاز Z3، وهو هاتف جديد معروف أيضاً باسم جاكارتا والذي سيتم بيعه بمبلغ 200 دولار (بدون عقد الخدمة). تتوقع بلاكبيري أن تقوم بتوسيع توزيع Z3 إلى بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا في وقت لاحق ومن ثم إلى بقية العالم. كما أن صفقة الإنتاج التي تم توقيعها مع مجموعة فوكسكون للتكنولوجيا في كانون الأول (ديسمبر) ينبغي أن تساعد على تخفيض التكاليف والحد من إمكانية تعرّض بلاكبيري لخطر البيع بسعر أقل من سعر التكلفة.
ورغم أن التنفيذيين في شركة إتش تي سي HTC قالوا: إن إنشاء علامة تجارية راقية سيكون هو الأساس في العودة إلى الربحية، إلا أن هذه الشركة التايوانية الصانعة للهواتف الذكية تعاني من صعوبات، وفي الأسبوع السابق استهدفت الهواتف الرخيصة.
وقال بيتر تشو، الرئيس التنفيذي للشركة: إن جهاز Desire 816 الرخيص سيكون متاحاً في الصين هذا الشهر وفي بلدان أخرى في الشهر المقبل.
وقال: «هناك فرصة هائلة في سوق الهواتف المتوسطة يريد كثير من الناس أن يكون لديهم هاتف ذكي بتكلفة ميسورة ولا يضحي بالميزات».
بطبيعة الحال، لن تكون هوامش الأرباح عالية أو جذابة في هذا الجزء من سوق الهواتف الذكية، لكن الشركات تنظر إلى الأسواق الناشئة على أنها استثمار للمستقبل. ويقوم تفكيرها على النحو التالي: إذا حققتْ علامتك التجارية نجاحاً كبيراً في إندونيسيا مثلاً؛ فإن هؤلاء الناس سيكونون على استعداد لدفع مبالغ أكبر لشراء هاتفك حين يتوفر لديهم المال.