رضوان السيد
أكد أن منطقة الخليج الباقي والثابت من النظام العربي القديمصفاء قره محمد ـ بيروت 2014/02/28 - 03:00:00
المستقبل العربي ليس واضح المعالم، لدينا ثلاثة تحديات. التحدي الأول، هو غيابنا الطويل عن المسرح الشرق أوسطي والمسرح العالمي، موت النظام العربي بغزو العراق ومنذ ذلك الحين هجم علينا الايرانيون والاتراك والروس والاميركيون والهنود، ليس هناك طرف قريب او بعيد إلا وحاول أن يحوّل جهة أو قطراً من أقطار المشرق والمغرب إلى منطقة نفوذ، ولذلك ما بدأنا الخروج أو الانتقال إلى مرحلة أخرى إلا بعد بدء الثورات في العام 2011. يقدم الكاتب والمفكر اللبناني رضوان السيد عبر صحيفة «اليوم» تحليلاً دقيقاً وواضحاً للتحولات الكونية وتأثير العالم العربي عليها، من خلال نظرة استراتيجية ـ عربية ـ لبنانية، حيث يعتبر ان «العالم يشهد الآن نظاما متعدد القطبيات»، بعد زوال الأحادية القطبية، معرباً عن اعتقاده بأن «وضعنا في المستقبل القريب سيكون احسن بكثير مما كان عليه الوضع قبل قيام الثورات العربية».
ويشدد على «عدم العودة الى الحرب الباردة»، الا انه يؤكد ان «التجاذبات مستمرة، الا ان هذا عهد وزمن جديد».
ويقول السيد: «صحيح ان الباقي والثابت من النظام العربي القديم هو منطقة الخليج، ولكن هناك وعيا كبيرا متجها للسيادة والاستقلالية في ظل الانظمة الحرة الجدية».
ويوضح أن «الهدف من الثورات العربية كان تثبيت دولة المواطنة عندما قامت الثورات «عايزين حريات ومكافحة الفساد، وعايزين تداول سلمي للسلطة» وهذه جميعها شعارات دولة مدنية، ولكن حصلت تدخلات ايرانية وروسية وصينية».
وهنا نص الحوار:
الأحادية القطبية هل يمكن القول: إن الأحادية القطبية انتهت؟، وما مدى تأثير ذلك على بلدان المنطقة؟ـ بدأت نهاية الاحادية القطبية بحدود العام 2005 ولكن لم تنفذ فعلياً الا بعدما تحولت الى سياسات للولايات المتحدة الاميركية بعد عام 2010، فهناك الآن نظام متعدد القطبيات، روسيا تحاول أن تظهر نفسها أكثر من الآخرين كأنما هي استعادة لما كان عليه الامر قبل سقوط الاتحاد السوفياتي. في الحقيقة الأمر بعد الولايات المتحدة في نظام متعدد الاقطاب هو الصين وليس روسيا، ولكن على كل حال هناك اوروبا الاتحادية والصين وروسيا الى جانب الولايات المتحدة التي لا تزال الأكثر قدرة وغنى ولكنها لم تعد قطباً أوحد.
أين المستقبل العربي من التطورات في المنطقة؟ـ المستقبل العربي ليس واضح المعالم، لدينا ثلاثة تحديات. التحدي الاول هو غيابنا الطويل عن المسرح الشرق أوسطي والمسرح العالمي، موت النظام العربي بغزو العراق ومنذ ذلك الحين هجم علينا الايرانيون والاتراك والروس والاميركيون والهنود، ليس هناك طرف قريب او بعيد الا وحاول ان يحوّل جهة او قطراً من اقطار المشرق والمغرب الى منطقة نفوذ، ولذلك ما بدأنا الخروج او الانتقال الى مرحلة اخرى الا بعد بدء الثورات في العام 2011. تبدو الثورات سبباً اضافياً من اسباب الضعف، لكن الحقيقة غير ذلك ولقد تحركت كل احجار الشطرنج، وهناك تحد عام من الآن للغزو الايراني وللاستعمار الاسرائيلي وتحد عربي الآن للسياسات الروسية والاميركية الجديدة. صحيح ان الباقي والثابت من النظام العربي القديم هو منطقة الخليج، ولكن هناك وعيا كبيرا متجها للسيادة والاستقلالية في ظل الانظمة الحرة الجدية، وهذا الوعي كان مأزوماً جداً وغير موجود، ولكن هناك تحديات كثيرة، وأفق المستقبل العربي يحتاج الى سنتين او ثلاث سنوات، وانما رغم التحديات الكبيرة، فأنا على ثقة ان وضعنا في المستقبل القريب سيكون احسن بكثير مما كان عليه الوضع قبل قيام الثورات العربية.
الحروب الباردةباعتقادك، هل المرحلة المقبلة ستشهد شراكة دولية أم تنافساً يصل إلى استعادة روح الحرب الباردة؟ـ لن تعود الحرب الباردة، لكن يعتاد الناس والدوليون انفسهم على نظام متعدد الاقطاب، سابقاً كان ما تتفق عليه الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي يقر وما لا يتفق عليه لا يتم اقراره. الان الوضع ظاهراً كما كان عليه، بالواقع تتدخل عدة عوامل لا علاقة لها بالصواريخ النووية والقدرات النووية لأي بلد تجري في كافة هذا الامر او ذلك، لذا لا اعتقد انها عودة الى الحرب الباردة، التجاذبات ستستمر هذا صحيح، لكن هذا عهد وزمن جديد تماماً.
أين ستتجه البلدان التي شملها الربيع العربي: تفكيك كياناتها الوطنية، أم أنها ستخرج من النفق، وتتجه نحو تثبيت دولة المواطنة؟
ـ كان الهدف تثبيت دولة المواطنة عندما قامت الثورات «عايزين حريات ومكافحة الفساد، وعايزين تداول سلمي للسلطة» وهذه جميعها شعارات دولة مدنية، ولكن حصلت تدخلات ايرانية وروسية وصينيةـ واصبح نظام الاسد يستعين بأربع وخمس مليشيات من بلدان الجوار او من البلدان البعيدة. تطرق الشك الى بعض الناس في نجاح الثورات ام أنها تأتي بنظم حكم بديلة، وانا ارى انها ستأتي بأنظمة حكم بديلة.
سبق وكتبت أن هنالك حربا على العرب، باعتقادك، كيف ستنتهي هذه الحرب؟ـ قلت ذلك في مقابلة عام 2005، ان التحديات ثلاثة: تحدي النظام الدولي، تحدي النظام الاقليمي بتحدي ايران وتركيا والتحدي الثالث يكمن في النظام الداخلي العربي بين المسلمين والمسيحيين ولقد تقدمنا خطوات وان تكن وئيدة على كل هذه المسارات.
مشروع ولاية الفقيههل اضمحلال مشروع ولاية الفقيه في المنطقة مرتبط بسياسة الرئيس الايراني حسن روحاني المختلفة عن سلفه أم أن المشروع لا يزال قائماً وانما جمّد نتيجة للظروف السياسية؟
ـ المهم انه جمّد، بمعنى ان الايرانيين لن يستمروا بإنتاج اليورانيوم بمزيد عن 20 درجة مئوية وينبغي ان يبحثوا عن الاسواق، لكن بشكل أساسي اصبح التفاوض وليس اي امر آخر، لذا اصبح التهديد بالحرب لم يعد يفيد بربط مناطق النفوذ اكثر ما هي منطومة دون التوفيق بين الدول الكبرى.
الأزمة السوريةكيف ترى مستقبل الأزمة في سوريا؟ـ الوضع في سوريا صعب جداً ومعقد وطويل بنسبة معينة وهذا ألم كبير وخراب على الشعب السوري والشعب اللبناني الذي يتعرض للقصف في عكار والبقاع. إن الأمل كبير، والصبر مفتاح الفرج، وليس أي هياج