اللقاح يقلل من فرص الإصابة بنزلات البردإعداد: د. وليد البكر ـ د. سارة الورثان ـ د. مروان الوزة - مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر - جامعة الدمام 2014/02/28 - 03:00:00
بالرغم من تعدد أشكالها وأنماطها واختلاف درجة خطورتها الا ان الانفلونزا تعتبر اكثر امراض الجهاز التنفسي انتشارا بين كافة سكان الكرة الارضية، فبالرغم من سهولة الشفاء منه في أغلب الحالات الا ان تمحوره في اشكال مضاعفة قد يجعله قاتلاً، كما يصيب فيروس الانفلونزا الأنف والحنجرة والقصبات الرئتين أ حيث تدوم الاصابة عادة، أسبوعاً واحداً او اسبوعين .. ومن سماتها: ظهور الحمى بشكل مفاجئ والإصابة بألم في العضلات وصداع وتوعّك شديد وسعال غير منتج للبلغم والتهاب في الحلق والتهاب في الأنف..و فيما يلي يجيب مختصون عن اهم التساؤلات المتعلقة بالتهابات الجهاز التنفسي .
1) الانفلونزا
ـ الأنواع والوقاية
كيف تنتشر الإنفلونزا؟
ـ يسري الفيروس بسهولة بين الأشخاص عن طريق الرذاذ والجسيمات الصغيرة التي يفرزها المصاب بالعدوى عندما يسعل أو يعطس فيعرض من يستنشقه لمخاطر الإصابة بالمرض، ويمكنها اقتحام المدارس ومراكز الرعاية الخاصة والبيوت أو المباني التجارية والمدن. كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الأيدي الملوّثة به. ولتوقي سريان العدوى ينبغي للناس تغطية أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال وغسل أيديهم بانتظام. والمُلاحظ انتشار الإنفلونزا بسرعة أثناء الأوبئة الموسمية خاصة في فصل الشتاء، وتدوم الفترة التي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض، والتي تُعرف بفترة الحضانة، يومين تقريباً.
ما أنواع فيروسات الإنفلونزا؟
ـ هناك ثلاثة أنماط من الأنفلونزا الموسمية- A و B و C. وتتفرّع فيروسات الأنفلونزا من النمط A كذلك إلى أنماط فرعية، فالنمطان الفرعيان A(H1N1) و( A(H3N2 هما اللّذان يدوران حالياً بين البشر. والجدير بالذكر أنّ فيروسات الأنفلونزا تدور في كل منطقة من مناطق العالم. أمّا حالات الأنفلونزا من النمط C فهي أقلّ حدوثاً من النمطين الآخرين.
من الاشخاص الأكثر عرضة للخطر وللمضاعفات؟
ـ يتماثل معظم المصابين للشفاء في غضون أسبوع أو أسبوعين دون الحاجة إلى علاج طبي,غير أنّ الأطفال الذين لم يبلغوا عامين من العمر والبالغين من الفئة العمرية 65 سنة فما فوق والأشخاص من جميع الفئات العمرية المصابين ببعض الأمراض المزمنة المعيّنة، مثل أمراض القلب أو أمراض الرئة أو أمراض الكلى أو أمراض الدم أو السكري أو حالات ضعف المناعة نتيجة لأي مرض أو علاج معين، هم أكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بمضاعفات العدوى والتي يمكن أن تكون متمثلة في الالتهاب الرئوي وربما الوفاة لا قدر الله.
معدلات الإصابة والإحصائيات العالمية
ما حجم المشكلة، ومضاعفاتها حول العالم؟
ـ تتسبّب الحالات المرضية الناجمة عن تلك الأوبئة في دخول العديد من الناس إلى المستشفيات وفي وفاة بعض منهم، لا سيما أشدّهم اخطاراً (صغار الأطفال أو المسنون أو المصابون بأمراض مزمنة). وتتسبّب تلك الأوبئة السنوية، في جميع أنحاء العالم، في وقوع نحو ثلاثة ملايين إلى خمسة ملايين من الحالات المرضية الوخيمة ونحو 250000 إلى 500000 حالة وفاة سنوياً.
كيف يؤثر المرض على فاعلية المجتمع؟
ـ بإمكان هذا المرض أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات التغيّب عن العمل وبالتالي يؤثر على الإنتاجية، كما يمكن أن تصبح العيادات والمستشفيات في المجتمعات المحلية غير قادرة على تأدية وظائفها بشكل تام، عندما يقصدها المرضى بأعداد كبيرة لالتماس العلاج في فترات الذروة.
كيف يمكن الوقاية من الإنفلونزا؟
ـ التطعيم هو أنجع وسيلة لتوقي المرض أو نتائجه الوخيمة. ويمكن للقاح الأنفلونزا وقاية البالغين الأصحاء من المرض بنجاح تتراوح نسبتها بين 70% و90%. كما يمكنه الإسهام في الحد بنسبة 60% تقريباً من إصابة المسنين بحالات مرضية وخيمة ومضاعفات والحد من نسبة وفاتهم بنحو 80% بإذنه تعالى.
وللتطعيم أهمية خاصة بالنسبة للناس المعرّضين لمخاطر الإصابة بمضاعفات جرّاء الأنفلونزا والأشخاص الذين يعيشون معهم أو يعتنون بهم.
تحصين الجسد من الفيروس
من الأشخاص الموصى بتلقيحهم ضد الإنفلونزا؟
ـ توصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الفئات التالية (الوارد تسلسلها حسب درجة الأولوية):
•المقيمون في مراكز الرعاية الخاصة (المسنون أو اصحاب الإحتياجات الخاصة).
•المسنون من الفئة العمرية 65 سنة فما فوق.
•المصابون بحالات مرضية مزمنة.
•الفئات الأخرى، مثل الحوامل والعاملين الصحيين ومن يؤدون وظائف أساسية في المجتمع فضلاً عن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وعامين.
ما المدة الزمنية المحددة لتلقي اللقاح؟ وهل يلزم تكرار الجرعة؟
ـ يوصى بتلقي اللقاح عند بداية فصل الخريف، وذلك في شهر أكتوبر، ويلزم تكرار الجرعة بشكل سنوي.
لماذا ينبغي تلقي الجرعة سنويا؟
ـ المُلاحظ أنّ فيروسات الأنفلونزا تتغيّر بانتظام،فتوصي منظمة الصحة العالمية بتلقي اللقاح كل عام، حيث يتم إنتاج لقاح جديد كل موسم لتبلغ نجاعة التطعيم ضد الأنفلونزا أكبر مستوياتها عندما تتوافق الفيروسات الدائرة في الجو بشكل جيّد مع فيروسات اللقاح.
2) الالتهاب الرئوي
ما الالتهاب الرئوي؟
ـ هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين. وتتشكّل الرئتان من أكياس صغيرة تُدعى الحويصلات، وتلك الأكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص الصحيح. وعندما يُصاب المرء بالالتهاب الرئوي تمتلئ حويصلات رئتيه بالقيح والمواد السائلة، ممّا يجعل التنفس مؤلماً ويحدّ من كمية الأكسجين فيها, و ينتج عادة الالتهاب الرئوي من ميكروبات مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات بحيث تتكاثر هذه الميكروبات في الحويصلات الهوائية .
ما الأعراض؟
ـ تختلف الأعراض بحسب نوع الجرثومة المسببة ففي الالتهاب الرئوي البكتيري قد يعاني المريض من:
•ارتفاع درجة الحرارة
•قشعريرة
•ألم في الصدر
•وسعال مصاحب ببلغم سميك لونه أخضر أو أصفر.
أما في الالتهاب الرئوي الفيروسي فيعاني المريض من :
•صداع
•ارتفاع في درجة الحرارة.
•سعال جاف مصاحب ببلغم خفيف أبيض اللون.
•ألم عضلي.
•إعياء عام وضيق النفس.
ما أسباب الالتهاب الرئوي؟
هناك أسباب كثيرة منها:
•البكتريا
•الفيروسات وتسبب الالتهاب الرئوي في جميع المراحل العمرية، ومعظم الحالات في الأطفال.
•الفطريات وتسبب عادة التهابات رئوية في المرضى الذين يعانون من نقص في المناعة.
•استنشاق بعض الغازات والمواد الكيميائية .
كيف تنتشر العدوى؟
ـ يمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عدة. فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في الأنف أو الحلق أن تصيب الرئتين إذا ما استنشقها الشخص. وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطاس. ويمكن ان ينتشر كذلك عبر الدم، ولاسيما أثناء ولادة الطفل أو بعدها بقليل.
من الأشخاص الأكثر عرضة للخطر والمضاعفات؟
بعض من هذه التهابات خفيفة جداً ويتعافى منها المريض باستخدام علاجات فموية. أما بعض التهابات الرئوية فإنها خطرة جدا، ويمكن أن تؤدى إلى الوفاة خاصة في المسنين والأطفال الصغار والذين يعانون من أمراض مزمنة لقلة المناعة لديهم.
كيف يتم علاج الالتهاب الرئوي؟
ـ يمكن علاج الالتهاب الرئوي الذي تسببه الجراثيم بالمضادات الحيوية. ويتم وصف تلك الأدوية في أحد المراكز الصحية أو المستشفيات، ويمكن تدبير حالات الالتهاب الرئوي التي تصيب الأشخاص من فئة الشباب والذين لا يعانون من امراض أخرى بفعالية في البيت باستخدام مضادات حيوية فموية، بينما يوصى بالإدخال الى المستشفى للأطفال الصغار المصابين خاصة الرضّع الذين لا يتجاوزن شهرين من العمر، وكذلك المصابين من المسنين ومن يعانون من أمراض مزمنة ونقص المناعة.
كيف يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي؟
•يجب غسل اليدين باستمرار وخاصة قبل الأكل.
•الابتعاد عن المرضى المصابين وترك مسافة معهم.
•التخلص من المناديل الورقية المستعملة مباشرة.
•الغذاء الجيد وممارسة الرياضة يساعد على تحفيز الجهاز المناعي مما يساهم في تقليل الإصابة .
•يجب على الاهل الاهتمام والالتزام بجدول التطعيمات للأطفال.
•يوصى بلقاح ضد البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي للفئة العمرية 65 سنة فما فوق، أو لمن هم دون ذلك، ولكن يعانون من أمراض مزمنة في القلب أو الكلى أو الرئتين أو لديهم نقص في المناعة لأي سبب.
3) السل الرئوي (الدرن)
العدوى وانتقالها
السل مرض معد ينتشر عبر الهواء شأنه شأن الإنفلونزا العادية. ولا ينقل السل إلاّ الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين. فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسبّبة للسل والمعروفة باسم «العصيّات». ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيّات ليُصاب بالعدوى.
ويمكن للشخص المُصاب بالسل النشط،، إذا تُرك بدون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام, ولا يزال مرض السل يعد مشكلة حول العالم.
دور المناعة ومراحل الدفاع
ما دور جهاز المناعة في الوقاية من مرض السل؟
يلعب جهاز المناعة دوراً مهماً وضرورياً في الوقاية من مرض السل، فأعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يُصاب بتلك العصيّات، لأن النظام المناعي يقاوم تلك العصيّات ويمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام في الجسم، دون أن تشكل أدنى خطر على الشخص أو من حوله، وعندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيّات نتيجة لأي سبب، تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.
ما السل الخافي؟
ـ حوالي ثلث سكان العالم لديهم سل خافٍ، مما يعني أن هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا بالعدوى بجرثومة السل لكنهم غير مصابين بالمرض (بعد)، لأن جهازهم المناعي قد احتوى الجرثومة وتمكن من السيطرة عليها، وهؤلاء لا يمكنهم أن ينقلوا المرض.
من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة ؟
ـ الأشخاص الذين لديهم عدوى بجرثومة السل معرضون خلال حياتهم لخطر الوقوع بمرض السل بنسبة 10%.
لكن الأشخاص الذين لديهم أجهزة مناعة منقوصة – كالأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة أو بسوء التغذية أو بالسكري - أو المدخنين ، معرضون أكثر بكثير لخطر الوقوع في المرض.
ما أعراض السل الرئوي؟
ـ عندما يصاب شخص ما بسل نشط (المرض)، فالأعراض هي:
السعال، الحمى، التعرق الليلي، فقد الوزن، بصاق به دم, وقد تكون خفيفة لعدة شهور. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تأخر في التماس الرعاية الصحية.
هل يمكن علاج السل؟
ـ هو مرض يمكن شفاؤه، حيث تتم معالجة مرض السل النشط بدورة علاجية مدتها ستة أشهر مؤلفة من أربعة أدوية مضادة للميكروبات، تقدَّم للمريض مع الإشراف على حالته من قبل الطبيب، والغالبية العظمى من حالات السل يمكن أن تشفى عندما تقدم الأدوية وتؤخذ بشكل صحيح.
ميكروبات مقاومة للعقاقير
هل يوجد سل مقاوم للأدوية ولا يمكن علاجه؟
ـ ان حالات السل المقاوم للأدوية ناجمة عن العلاج غير المناسب أو العلاج الجزئي، أي عندما لا يأخذ المرضى جميع أدويتهم بانتظام أثناء الفترة المحدّدة لهم بسبب شعورهم بتحسن حالتهم الصحية، ويعد ذلك من أكثر أشكال السل خطورة. وعلى الرغم من التمكّن عموماً من علاج حالات السل المقاوم للأدوية، فإنّ تلك الحالات تقتضي معالجة مكثّفة (قد تصل مدّتها إلى عامين) فتسبب الأدوية حدوث أعراض جانبية أكثر وخامة، ويكون المريض أكثر عرضة للمضاعفات، كما أن الأدوية البديلة المتوافرة قليلة وأقل فعالية
»» تذكر عن السل الرئوي ؟
• السل مرض معد ينتشر عبر الهواء. • لا ينقل السل إلاّ الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين. •يلعب جهاز المناعة دوراً مهماً في الوقاية من مرض السل، فاحرص على تعزيز جهاز المناعة لديك بالتغذية السليمة والرياضة. • الحرص على قواعد النظافة العامة أمر مهم جداً، فينبغي توجيه كل من يبصق في الشارع بخطر ذلك ولزوم تجنبه. • إذا كان الشخص مصاباً فينبغي أن يحرص على تناول الدواء بحسب الخطة العلاجية المحددة، وألا يتهاون في ذلك حتى لا يعرض نفسه لخطر المضاعفات الوخيمة
»» تذكر هذه الحقائق العلمية حول الإنفلونزا:
•الأنفلونزا عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة بين البشر •تنتشر الأنفلونزا في جميع أنحاء العالم ويمكنها إصابة أيّ شخص من أيّة فئة عمرية. •تتسبّب الأنفلونزا في وقوع أوبئة سنوية تبلغ ذروتها خلال فصل الشتاء . •الأنفلونزا من المشكلات الصحية العمومية الخطرة التي تتسبّب في حدوث حالات مرضية وخيمة وتؤدي إلى الوفاة إذا ما ألمّت بالفئات السكانية الشديدة الاختطار. •التطعيم هو أنجع الوسائل للوقاية من العدوى. •أن اللقاح هو أفضل من ألإصابة بالفيروس فلا تعرض نفسك للخطر. •توصي وزارة الصحة السعودية كل قادم للعمرة او الحج بالتطعيم بلقاح الأنفلونزا الموسمي، خصوصًا المصابين بأمراض مزمنة (أمراض القلب، أمراض الكلى، أمراض الجهاز التنفسي، أمراض الأعصاب، مرض السكري) ومرضى نقص المناعة الخلقية والمكتسبة، والحوامل، والأطفال أقل من 5 سنوات وذوي السمنة المفرطة