سارة فراير 2014/02/24 - 03:00:00
اتفقت فيسبوك، وهي أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم، على شراء شركة تطبيق التراسل الفوري الناشئة واتس آب مقابل 19 مليار دولار، بشكل نقدي وكأسهم، سعياً لتوسيع انتشارها بين المستخدمين على أجهزة الهواتف الخلوية.
وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرج، ستكون عملية الشراء أكبر صفقة في الإنترنت منذ عملية دمج تايم وورنر مع أمريكا أون لاين بقيمة 124 مليار دولار في عام 2001. وقالت فيسبوك في بيان لها اليوم إن الاتفاق يشتمل على 12 مليار دولار على شكل أسهم، و4 مليارات دولار نقداً، و3 مليارات دولار كأسهم حصرية. وأضاف أن تطبيق الواتس آب يملك أكثر من 450 مليون عضو، إلى جانب مليون مستخدم يتم إضافتهم يومياً.
تعتمد فيسبوك، التي قامت بشراء خدمة مشاركة الصور إنستاجرام بحوالي 700 مليون دولار في عام 2012، على تطبيقات أبعد من شبكتها الاجتماعية الرئيسية، مثل التراسل والأخبار، من أجل اكتساب المزيد من مستخدمي الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية. وتتنافس شركة تطبيق التراسل واتس آب مع شركة تطبيق سنابتشات، التي رفضت عرضاً بقيمة 3 مليارات دولار من فيسبوك في العام الماضي، إضافة إلى عروض من شركة تويتر وشركة كيك إنتر آكتيف.
وقالت ديبرا آهو وليامسون، وهي محللة في شركة إي ماركيتر، المختصة في تزويد البيانات: «يبدو أنهم قدموا بياناً قوياً جداً مع هذا الاستحواذ– بأنهم على استعداد لتوسيع محفظتهم من التطبيقات وليس الاستثمار في مجال واحد فقط. وقد أدركت فيسبوك أنها تحتاج إلى محفظة تطبيقات للوصول إلى أشخاص بحالات استخدام مختلفة، أو تركيبة سكانية مختلفة، أو التواصل بطرق اتصال مختلفة».
أكبر صفقةتعتبر هذه الصفقة هي الأكبر على الإطلاق بالنسبة لفيسبوك، وعملت على تسعير تطبيق الواتس آب بأكثر من نصف قيمة تويتر السوقية. انخفض سعر أسهم فيسبوك بمقدار 5.7 بالمائة في عملية التداول الممتدة بعد الإعلان عن عملية الاستحواذ مسجلاً سعر 64.18 دولار للسهم. ثم ارتفع 1.1 بالمائة ليصبح 68.06 دولار عند إغلاق بورصة نيويورك، ثم ارتفع السهم بعد ذلك بنسبة 2.3 بالمائة.
قال بول سويني، وهو محلل في بلومبرج، عبر بريد إلكتروني: «من الواضح أن فيسبوك يستحوذ على واحد من منافسيه الرئيسيين. حيث قام بشراء 450 مليون مستخدم مخلص وقصة نمو استثنائية، لكن بتكلفة مذهلة». (لمعرفة قيمة هذه التكلفة، علينا أن نعلم أن عدد موظفي واتس آب يبلغ 55 موظفاً فقط. معنى ذلك أن فيسبوك دفعت 345 مليون دولار مقابل كل موظف. أما إذا أردتَ مقارنة الرقم بعدد المشتركين، فحيث ان لدى واتس آب 450 مليون مشترك، فإن السعر المدفوع يبلغ 42 دولاراً مقابل كل مشترك).
يسمح تطبيق واتس آب، وهو واسع الانتشار في أوروبا، للمستخدمين بإرسال الرسائل عن طريق خدمته الموجودة على أجهزة الهواتف الخلوية القائمة على أنظمة تشغيل مختلفة من ضمنها iOS من أبل، وأندرويد من جوجل، وهواتف وندوز من مايكروسوفت وبرامج بلاكبيري.
وعلى خلاف الرسائل النصية التقليدية، التي يدفع المستهلكون مقابلها من خلال اشتراكات الجوال، فإن تطبيق واتس آب مجاني للسنة الأولى، ثم يبلغ اشتراكه بعد ذلك 99 سنتاً فقط في السنة. وهو يتنافس أيضاً مع برنامج وي تشات من إنتاج تينسنت في الصين، ومع برنامج كاكاو توك في كوريا، وبرنامج لاين في اليابان، إلى جانب تطبيق فيسبوك الخاص، وهو فيسبوك مسنجر.
تهديد أساسيقال جيم باترسون، الرئيس التنفيذي لخدمة التراسل للشركات كوتاب «لقد أزالوا للتو تهديدهم الأساسي ويدركون أنها ستجعلهم الرواد في مجال التراسل عبر الهاتف الخلوي بين عشية وضحاها. فقد كان من الواضح أنه تطبيق الهاتف الخلوي الأول باستثناء فيسبوك الذي كان يصل إلى مليار مستخدم».
قام جان كوم، الرئيس التنفيذي لشركة تطبيق الواتس آب، بتأسيس الشركة بمشاركة برايان أكتون، صاحب شركة سيكويا كابيتال لرأس المال المغامر، عام 2009 بعد عشرة أعوام تقريباً كمهندس في ياهو. واستثمرت الشركة 8 ملايين دولار في تطبيق الواتس آب عام 2011.
وفي حين أن فيسبوك قام بتعزيز تقدمه من خلال إضافة المزيد من عوائد الإعلانات على أجهزة الهواتف الخلوية، إلا أن كوم كان مصراً على إبقاء الإعلانات بعيدة عن تطبيق التراسل واتس آب.
وقال كوم في بيان له اليوم على موقع الشركة الإلكتروني إن شركة تطبيق الواتس آب ستبقى مستقلة وستعمل بشكل مستقل.
وأضاف: «ما كان من الممكن أن تكون هناك شراكة بين شركتينا إذا كان علينا المساومة على المبادئ الأساسية التي ستعمل دائماً على تحديد شركتنا، ورؤيتنا ومنتجنا».
يوم فالانتاينوفقاً لشخص مطلع على المسألة، حاول مارك زوكربيرج التخاطب أول مرة مع كوم في ربيع عام 2012، عندما التقى الاثنان لتناول القهوة في أحد المخابز الألمانية في لوس آلتوس في كاليفورنيا، وانتهى بهما الأمر للتحدث لأكثر من ساعتين. وقال هذا الشخص، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه لم تتم مناقشة العملية علناً، إنهما كانا يلتقيان باستمرار منذ ذلك الوقت، للذهاب إلى العشاء والتنزه سيراً على الأقدام.
عندما ذهب كوم إلى منزل زوكربيرج في بالو آلتو لتناول العشاء في يوم 9 من شهر شباط، أصبحت المحادثة أكثر جدية. حيث تحدث الاثنان عن كيفية العمل معاً بشكل وثيق على مبادرة زوكربيرج ’إنترنت.أورج‘ لربط العالم على أجهزة الهواتف الخلوية، ومن ثم تطورت المحادثة إلى محادثات عن عملية استحواذ في الأيام العشرة التالية، مع اقتراح زوكربيرج أن ينضم كوم إلى مجلس إدارة فيسبوك. وأضاف ذلك الشخص، أنه في يوم الفالانتاين، جاء كوم إلى بيت زوكربيرج ومعه فراولة مغطاة بالشوكولاته التي قاما بمشاركتها معاً عندما قاما بالتفاوض حول نقاط التسعير.
يشار إلى أن فيسبوك تلقت النصح والمشورة حول عملية الاستحواذ من آلن وشركاه، ومن وايل وجوتسال ومانج، في حين تلقت واتس آب النصح والمشورة من مورجان ستانلي وشركة فينويك أند ويست.