الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة
الوكالات - الجزائر 2014/02/15 - 03:15:00
دعا حزب "جبهة التغيير" الجزائري الذي يتبنى اطروحات إسلامية، الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى تحديد موقفه من الانتخابات الرئاسية "لتحريرها من حالة الاحتباس والارتهان حماية للديمقراطية وضمان لانتخابات حرة ومفتوحة حتى لا يجد الجزائريون أنفسهم أمام خيارات كلها مرة".
وذكر الحزب في بيان سياسي أمس الجمعة ان ما جاء منسوبا للرئيس بوتفليقة من موقف تجاه التصريحات "التي استهدفت الجيش وحاول به إعادة ترتيب الأمور وإرجاع المتطاولين إلى أحجامهم الحقيقية لم يعد كافيا في ظل استمرار الغموض والتوظيف المزدوج لهذا الموقف"، داعيا الرئيس أن "يتبع القول العمل ويقدم تطمينات أكثر للشعب تزيل عنه المخاوف وتحفظ هيبة وسمعة الجزائر".
وجددت جبهة التغيير دعوتها للأحزاب من مختلف التيارات السياسية "التخلي عن الأنانيات الحزبية والتمسك بالمصلحة الوطنية، والتنازل من اجل التوافق على مرشح يحقق انتقالا ديمقراطيا سلسا، ويصلح ما تم إفساده ويحترم الإرادة الشعبية ومقتضياتها ويتعهد بإصلاح دستوري وحكومة وحدة وطنية وانتخابات تشريعية ومحلية مسبقة".
وأكدت ان إنجاح تحضير الانتخابات الرئاسية المقبلة، "يفرض على الحكومة تهيئة الأجواء السياسية والاجتماعية والتعامل إيجابيا مع مطالب أسرة التعليم وإعادة الهدوء والأمن إلى ولاية غرداية ومنع التلاعب بمطالب العمال والتوظيف الانتخابي لمآسي الشعب وعدم استعمال العنف مع المتظاهرين السلميين".
وطالبت ايضا بالابتعاد عن أي قرار أو تصرف أو إجراء يمكن أن يكون سببا في تعريض العملية الانتخابية إلى الزيف أو النسف أو يفقدها المصداقية والشفافية.
صراع
وتشهد الجزائر صراعا عبر وسائل الاعلام في هرم المؤسسة العسكرية التي تلعب دورا سياسيا مهما حول دعم ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، وذلك قبل شهرين من الانتخابات المقررة في 17 ابريل.
وخرج الرئيس بوتفليقة عن صمته، في وقت كثر فيه الحديث عن استمراره في السلطة، منددا بـ"التكالب" و"محاولة المساس بوحدة الجيش، واستقرار البلاد.
وهذه اول ردة فعل رسمية لرئيس الجمهورية، القائد الاعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع، على اتهامات الامين العام للحزب الحاكم لمدير المخابرات والرجل القوي في السلطة الفريق محمد مدين المكنى بالجنرال "توفيق".
وكان الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الداعم القوي لاستمرار بوتفليقة في الحكم، طالب في مطلع فبراير الجاري مدير المخابرات الجنرال توفيق، بالاستقالة، متهما اياه بـ"التقصير" في مهام حماية البلد كما حدث في هجوم تيقنتورين اضافة الى تدخله في كل مفاصل الدولة.
وبحسب سعداني فإن هدف توفيق هو منع بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999 من الترشح لولاية رئاسية رابعة، بينما يدعم الفريق قايد صالح رئيس اركان الجيش ونائب وزير الدفاع ذلك.
وقال: "نحن في جبهة التحرير لا نريد ان يتدخل الجنرال توفيق في شؤون الحزب. في الحقيقة هو غير قادر على قول نعم او لا لترشح بوتفليقة في الانتخابات المقبلة".
وبعد اتهمات سعداني ضد الجنرال توفيق اصبحت الحرب غير المعلنة، حول بقاء بوتفليقة في الحكم بعد قضاء 80 يوما في باريس للعلاج من جلطة دماغية، ظاهرة للعيان.
وتسببت هذه التصريحات في اضرام النار في اعلى هرم السلطة خاصة ان هذه اول مرة تتم فيها مهاجمة مدير المخابرات (دائرة الاستعلام والامن) الذي لم يسبق له ان ظهر في العلن كما انه لم يدل بأي تصريح.