![سباق الرئاسة المصرية .. هل يخلو من «النصّاب» و«الحانوتي» وهلمّ جرّا؟! Sbag_247357925](http://www.alyaum.com/News/files.php?file=2012/sbag_247357925.jpg)
المعلم فرغل.. كما بدا في قهوته، مقره الدعائي قبل سنتين
محمد هجرس ـ القاهرة 2014/02/09 - 03:09:00
كالعادة، مع قرب فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية، والمفترض بعد أسبوعين تقريباً، تتوالى المفاجآت غير المتوقعة، حيث تضج الساحة بمرشحين من نوعية خاصة، تثير السخرية قبل أن تجلب الضحك.
ربما يكون التعديل المقترح على قانون الانتخابات الرئاسية، بقصر الترشح على حاملي المؤهل العالي، قد يتسبب في حجب العديد من الصور الكاريكاتيرية على الساحة الانتخابية، التي سبق لها أن شهدت في الماضي وخاصة في الانتخابات الرئاسية السابقة، إعلان شخصيات «متواضعة» ثقافياً وفكرياً ترشحها للمنصب، بعضها لجذب الانتباه وتحقيق «شو» إعلامي، وبعضها ربما يعتقد بإمكانية فوزه بالمنصب الوثير.
من المسحراتي والحانوتي إلى «القهوجي» كان هناك طابور طويل من المواطنين، يرى في نفسه إمكانية اللعب مع الكبار.. قد يكون الطموح مشروعاً، في غياب ضوابط قانونية، كما حدث في الانتخابات التي أوصلت الرئيس السابق محمد مرسي، ليتندر المصريون عقب الإطاحة به إلى أن من كان يحكمهم ليس إلا «من أرباب السوابق». وكأن انتخابات 2012 كانت مسرحاً للكوميديا الهزلية، قبل أن تنتهي بكارثة، لا تزال مصر تدفع ثمنها البائس حتى الآن.
مئات، احتلوا أرصفة الشوارع، يوزعون منشورات تحض الناس على انتخابهم، وآخرون يقتربون منك للسلام، وإعطاء كروت شخصية لامعة، عليها أسماؤهم مذيلة بلقب مرشح الشعب، هذا عدا من حفلت بهم شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد، تحدثوا عن مواهبهم في إمكانية إدارة البلاد، دون أن يدركوا أنهم كانوا مادة دسمة من السخرية والشفقة في ذات الوقت.
أحدهم خرج في إحدى الفضائيات، واعترف بأنه كان «نصاباً» وتاب إلى الله، وبات يبحث عن لقمة عيش شريفة، ليس أقلها وظيفة رئيس جمهورية.
هذا طبعاً غير الأسطى حمادة الميكانيكي، الذي اعتقد أن بإمكانة إصلاح «عربة» البلاد، عبر نفخ «إطارات» الإرادة فيها، وإجراء «عمرة» شاملة لـ«موتور» المؤسسات فيها.
المعلم فرغل
ولا يمكن أن ننسى المرشح الشهير، المعلم فرغل أبو ضيف عطية، صاحب مقهى «الحرية» الذى يمتلكه بمنطقة ابو قتاتة بجوار جامعة القاهرة، والذي سبق أن التقته (اليوم) ورحب بها، مقدماً نفسه بأنه «مرشحكم لرئاسة الجمهورية»، معتبراً أنه يكفي أن يكون «صعيدى.. مجدع ودكر»، ليكون رئيساً.
المعلم فرغل، بجلبابه وعمامته، يفتخر بأنه «متعلم» ويحمل الشهادة الابتدائية فقط ويسكن بأحد الأحياء الشعبية ببولاق الدكرور، ويعمل فى المقاولات والإنشاءات المعمارية، وصاحب مقر لخدمة المواطنين وقاضٍ بالمجالس العرفية.. معتبراً أنه بهذا أقرب ما يكون إلى الشعب.!
ومع بدء سباق الترشح للانتخابات المقبلة، المقررة بعد أسابيع، بدأت تظهر بوادر أسماء تعلن عن نفسها، أولهم كان الدكتور حامد طاهر عميد كلية دار العلوم ونائب رئيس جامعة القاهرة، الذي أعلن عن ترشيح نفسه للرئاسة، وهناك مجهولون آخرون، منهم رمضان عبد الحافظ، الذي علق لافتات في كورنيش الإسكندرية معنونة بعبارة «الثوار قادمون» للرئاسة، ومنهم أيضاً طارق حفيد الزعيم المصري التاريخي أحمد عرابي، والذى ذهب إلى لجنة الانتخابات بمحافظة الشرقية، أيام الاستفتاء على الدستور، بملابس جده عرابي، ممتطيا صهوة حصان «يتبختر» به وسط جموع المواطنين، وأكد أنه مرشح للرئاسة من أجل تطهير الوطن من الفساد والقضاء على البطالة، قائلاً «معايا مشروع مُحترم». ومنهم أيضا، شخص يدعى أحمد مختار، شديد الشبه بحازم صلاح أبو اسماعيل، المحبوس حالياً بتهم عديدة، وتنشر لافتاته على الطريق الدائري بالقاهرة، بشعار «أحمد مختار رئيسا لمصر».
فى النهاية، قد يكون صحيحاً أن من حق كل مواطن مصري الترشح للرئاسة، ولكن هل الشروط المرتقبة ستضع حداً لفوضى الترشيحات العشوائية، التي يمكن أن لا تفاجئنا بأنه رغم أن المعلم والأسطى والحانوتي والنصاب التائب هم مواطنون مصريون حقاً، لكن هل يمكن أن يكون أحدهم ـ وفي غفلة من الزمن ـ رئيساً لمصر؟
لا ندري؟!.