أنصار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
أ ف ب - اسطنبول 2014/02/01 - 03:15:00
قبل شهرين من الانتخابات البلدية اخذ النقاش السياسي طابعا شديد العدائية في تركيا، حيث يتكثف الجدل والحوادث العنيفة في اجواء من التوتر تغذيها الفضيحة السياسية-المالية التي تعصف بالبلاد.
وخلال بضعة ايام، تعرضت ثلاثة من اكبر اربعة احزاب سياسية ممثلة في البرلمان لهجمات تكشف اهمية الاستحقاقات المقبلة وعصبية الاطراف التي تتواجه في الاقتراع.
ووقع الحادث الاخطر الاحد عندما فتح مجهولون النار على مقر لحزب الحركة القومية في اسطنبول، ما ادى الى سقوط قتيل وسبعة جرحى في صفوف ناشطيه.
وفي اليوم التالي قام مجهولون باضرام النار بسيارة مسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في محافظة هكاري (جنوب).
ومساء الاثنين فتح مجهولون النار دون وقوع ضحايا على مقر بلدية سيسلي في اسطنبول. وهذه البلدية تعتبر معقل مصطفى سريغول مرشح الحزب المعارض الرئيسي لتولي بلدية اسطنبول الذي يأمل في انتزاعها من حزب رئيس الوزراء الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان.
ووسط سلسلة الحوادث هذه انهالت التصريحات الهجومية من كل حد وصوب.
فقد اتهم زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي "اولئك الذين هم على عجلة من امرهم لاندلاع حرب اهلية في البلاد" باستهداف حزبه ذاكرا متمردي حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية.
كما وجه سريغول ايضا اصابع الاتهام الى النظام.
وقال: "نتقدم عليهم بنقطتين في استطلاعات الرأي. لقد تعرضت بلديتنا لهجوم لهذا السبب. يعتقدون ان بامكانهم ترهيبنا وحملنا على التراجع لكنهم لن ينجحوا في ذلك".
والمعركة للفوز ببلدية اكبر مدن البلاد تستقطب كل الاهتمام. ومهما كانت النتيجة الوطنية التي سيحققها حزب العدالة والتنمية في 30 مارس فإن انتقاله الى صفوف المعارضة ستكون له اصداء سياسية كبيرة. وقال دبلوماسي غربي: "سيكون لذلك وقع الصاعقة التي لن ينجح اردوغان وحزب العدالة والتنمية في النهوض منها".
وتولى اردوغان الذي كان رئيسا لبلدية اسطنبول، زمام العمليات. وبعد ان تراجعت شعبيته بسبب الفضائح المتعلقة بقضايا فساد، قرر اردوغان شن هجمات مضادة حول الموضوع نفسه.
وخلال اجتماعاته العلنية أدان امام الالاف من انصاره "فساد" مرشح المعارضة المتهم في قضية تسديد دين واتهمه بالتعاون "مع مافيا البناء".
ورد حزب الشعب الجمهوري باتهام بلال النجل البكر لاردوغان، الذي ورد اسمه في تحقيق لمكافحة الفساد، وتصدر اخبار الصحف التركية منذ 17 ديسمبر. وقال رئيس الحزب كمال كليتش دار اوغلو: "لم ار ابدا ابنا يعلم أباه السرقة. العكس هو ما يجري عادة".
والاجواء في ذروة التوتر في تركيا. وقال المحلل السياسي سينجيز اكتار من جامعة سابانسي التركية في اسطنبول: "كانت هناك دائما حوادث خلال الفترة الانتخابية، لكن هذه المرة بلغت العدوانية مستوى غير مسبوق لان الرهان كبير".
واضاف: "وتصريحات رئيس الوزراء تلعب دورا في ذلك".
وفي خطاباته يتهم اردوغان "عصابة" الداعية الاسلامي فتح الله غولن بالسعي الى اسقاط حكومته، والاعلام الاجنبي الذي أعطاه الفرصة لاسماع صوته، ورجال الاعمال الاتراك "الخونة" القلقين من الوضع الاقتصادي في البلاد.
وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري ان "اردوغان يتكلم كعراب للمافيا. لولا وعي ان لم يتصرف الناس بحكمة بعد الهجمات لكنا شهدنا حربا اهلية".
ووعدت الحكومة باتخاذ اجراءات امنية اضافية بعد الهجوم على مقر حزب الحركة القومية. لكنه لا يتوانى هو الآخر عن تأجيج التوتر مع تراجع شعبيته لحشد الناخبين.
وقال نائب رئيس الوزراء بولند ارينج: "قد تسعى بعض المنظمات غير المشروعة إلى التأثير على الاقتراع واثارة القلاقل".
وذهب رئيس بلدية انقرة مليح كوكجك من حزب العدالة والتنمية المعروف بتصريحاته الهجومية الى ابعد من ذلك، وقال: "للاسف ستكون هناك اغتيالات في الاسبوعين السابقين على الانتخابات البلدية".