ملهمة السلام الإسبانية تحتج على إسرائيل منذ عام 1981 أمام البيت الأبيض
حسام الوكيل - واشنطن 2014/02/01 - 03:10:00
تواصل الاسبانية "كونسبسيون توماس"، منذ 33 عاما وقفتها امام البيت الابيض تنديدا بإسرائيل.
ورغم الاعتقاد السائد بأن الرئيس الأمريكي يقطن بالبيت الأبيض، إلا ان القليلين يعرفون أنه المقر الرئيسي والرسمي لعمل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والمفارقة ان الجميع يدرك أن المبنى رمز للحرية وإزالة الحدود بين الرئيس الأمريكي مهما تغير اسمه، والشعب.
ولم يتمالك محمد الملهم (24 عاماً، سوري الجنسية)، شعوره الرائع بالسعادة انه يقف امام البيت الأبيض الكائن بشارع بنسيلفانيا بالعاصمة واشنطن، ويلتقط الصور كيفما يشاء دون اعتراض رجال الشرطة. وقال لـ(اليوم): إن سعادته بأصالة المبنى التاريخية عريقة، ولكنه يشعر بالفارق الكبير بين الحرية في الولايات المتحدة وفى وطنه، حيث يتمنى ان تسمح السلطات السورية بالتقاط الصور كيفما يشاء الناس أمام حديقة أحد الوزراء، وليس أمام مقر عمل الرئيس السوري.
وبينما يتميز المبنى باللون الأبيض الناصع المحاط بالأشجار والمساحات الخضراء الشاسعة، ويتوافد الآلاف من مختلف "الألوان" لزيارة المبنى والتقاط الصور التاريخية، تقف "كونسبسيون توماس" منذ عام 1981م للتنديد بخطر إسرائيل وانتهاكها لمواثيق المعاهدات النووية.
وتابعت: "أحتج منذ سنوات عديدة على سياسات البيت الأبيض تجاه القضايا المتعلقة بفلسطين، فأمريكا ودعمها لإسرائيل مكنها من قتل الآلاف وغابت رسالة البيت الابيض والحرية".
"اوقفوا تمويل الإرهاب الاسرائيلي" و"الصمت جريمة حرب"، كان هذا أبرز لافتات كونسبسيون توماس، الاسبانية الجنسية، والتي يشيرون إليها باعتبارها "ملهمة للسلام"، والتي تقف من الصباح إلى المساء، داخل خيمتها المتواضعة المرصعة بالأوراق والمنشورات الثورية اعتراضاً على صنع الاسلحة النووية التي تقتل الاطفال والابرياء.
وتطالب العجوز الاسبانية، السلطات الأمريكية برفض الحرب وفرض السلام في الدول التي طالها الدمار جراء اتاحة الاسلحة الفتاكة، بالإضافة إلى التنديد بالمجازر النووية على غرار هيروشيما ونجازاكي باليابان.
رسالة السلام
ورغم ان السلطات لا تسمع بتواجد اي مخيمات أمام البيت الأبيض، إلا ان كونسبسيون أنشأت خيمتها قبل اصدار اي قوانين، ما سمح لها بالتواجد.
ويوجد داخل الخيمة المتواضعة لافتات أخرى لكلمة السلام بكل لغات العالم، بالإضافة إلى رسومات لحمامة السلام التي نفتقدها في الشرق الأوسط. ولم يؤثر الجو البارد والثلوج المتساقطة على حياة كونسبسيون التي ظلت طيلة ثلاثة وثلاثين عاماً تقريباً تناضل من أجل السلام العالمي ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل، لتعتبر مصدراً لإلهام النشطاء من جميع انجاء العالم، لتثير تساؤلات جدوى الاعتقاد السائد أن أمريكا الدولة العظمى تدعم السلام بمختلف انواعه، وضد المجازر الانسانية في شتى بقاع الأرض، لتؤكد ان مصطلح "الحرية" و"حقوق الانسان" شعارات واهية بمثابة بالونة هواء كبيرة لا ينالها سوى الحلفاء المقربين لراعي الحريات في العالم