عمرو موسى أثناء اللقاء
نفى احتمالات ترشحه للرئاسة واعتبر أن «مرّة واحدة تكفي»محمد هجرس ـ القاهرة 2014/01/22 - 03:00:00
أعرب عمرو موسى، رئيس لجنة تعديل الدستور المصري، عن أمله في أن تكون خطوة إقرار الشعب للدستور، بهذه الأغلبية الكاسحة، مقدمة للاستقرار عبر تنفيذ خريطة الطريق.. مشيراً لضرورة الانتهاء من كافة الاستحقاقات في ظرف الأشهر الستة المقبلة.. وإنهاء المرحلة الانتقالية تماماً، وقيام الجمهورية الثالثة في مصر. مشيداً بالدور الخليجي في الوقوف مع الإرادة الشعبية المصرية.
وأوضح في لقاء بمقر مجلس الشورى بالقاهرة، اثناء ندوة مستديرة لنخبة من 5 صحف عربية، أول أمس، أن الدستور الجديد يقوم على مفاهيم الحرية والديموقراطية ومدنية الدولة والمواطنة والعدالة الاجتماعية المقرونة بالتنمية الاقتصادية، إضافة لسيادة القانون.
وأرجع وضع قرار التبكير بالانتخابات الرئاسية أولاً، بيد الرئيس، تلافياً للانقسام في لجنة الدستور، وقال: إنه شخصياً من أنصار "البرلمانية أولاً".
ورداً على سؤال، حول أن الوضع السياسي أمام معضلة حقيقية، خاصة وأنه ليس هناك مرشح واحد تم التوافق عليه، نفى موسى موضوع التوافق، لأن المطلوب انتخابات مؤكداً أن الديموقراطية تعني إتاحة الفرصة امام الجميع للترشح، ومن يكسب يكون الرئيس.
ونفى موسى، عزمه الترشح للمنصب حتى في حال إعلان وزير الدفاع عدم خوض الانتخابات الرئاسية، وقال :"مرّة واحدة كفاية" ورجح خوض الفريق السيسي السباق الرئاسي، وقال: إنه سيعطيه صوته.
طريق واحدورداً على سؤال لـ(اليوم) حول جدوى الحديث عن انتخابات رئاسية ديموقراطية، في ظل إعلان غالبية المرشحين المحتملين، عدم الترشح ودعم السيسي، خاصة وأن هناك حشداً كبيراً يُهيئ المناخ لذلك، قال موسى: إن هناك طريقاً واحداً يؤدي لتولي الفريق السيسي، وهو أن يُنتخب، بأغلبية 51 بالمائة، ورفض كلمة "حشد" بالمعنى المتعارف، معتبراً أن هناك حالة من الحماس الشديد له في الشارع المصري.. واعتبر موسى، أنه لا بدّ من برنامج شامل يقدمه الفريق السيسي، فيه حلول ورؤى للمشاكل والتعامل مع الأوضاع الراهنة، يؤكد من خلاله ترشحه، وقال: إن المسألة لا تتعلق بالشخص وإنما بالبرنامج أولاً.
لا للرئيس الديكتاتوروحول ما إذا كان انتخاب السيسي سيكون فرصة حقيقية لتحقيق الاستقرار، أم يعني استمرار السياسة الأمنية في تصفية المعارضين كما يرى البعض؟.. شدّد موسى على أن الدستور هو الوثيقة الحاكمة للجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية، وأن لا خروج عليه أبداً على الحقوق والحريات.، مشيراً إلى أن لا خوف من الخلفية العسكرية، لأنها مثل باقي الخلفيات الوظيفية الأخرى، والدستور مليء بالتكليفات والتوجهات التي تشمل جميع الملفات العسكرية. واعتبر أن الدستور الجديد، ينهي أسطورة الرئيس الديكتاتور، صاحب القول الفصل في أي شيء، لأن هناك مرجعيات دستورية وبرلمانية مهمة لا يمكن تجاهلها.
وعن أقوال بشأن أن النسبة التي شاركت في التصويت على الاستفتاء الأخير، مخيبة للآمال، رغم النتيجة القياسية له حضوراً وتأييداً، أعرب موسى عن ارتياحه بالمجمل، وإن اعترف أنه كان يطمح بوجود أعداد أكبر، مؤكداً أن عدد من شاركوا في الاستفتاء كان الأكبر عبر تواريخ الاستفتاءات المصرية.
لا للحساسيةوعن رأيه في موقف الإدارة الأمريكية، وتصريح وزير الخارجية جون كيري الأخير، بشأن أن تجربة الصندوق مرة واحدة لا تكفي، قال موسى: إن هناك تجربة صناديق أخرى مقبلة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مشيراً إلى وجود كثير من الملاحظات على الموقف الأمريكي، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تغيير النظرة خلال أسابيع أو أشهر.. ورجح تعديلاً قريباً في الموقفين القطري والتركي تجاه بلاده.. مشيراً إلى أن مصر تعاني في الوقت الراهن، ومشغولة داخلياً، داعياً لعدم الحساسية المفرطة عندما يختلف أحد معنا، أو يقول ما ليس على هوانا.
واعترف رئيس لجنة الدستور، بضعف الدور المصري، إقليميا، في المرحلة الراهنة، وأن هذا الدور سيقوى عندما ننتهي من ترتيب بيتنا الداخلي أولاً، والانتقال لوضع الاستقرار، باستكمال خطوات خارطة الطريق.
لا استعداد "إخواني"وعما يتردد من أقوال ودعوات للمصالحة مع جماعة الإخوان، قال موسى: إن أي مصالحة تعتمد على مدى استعداد الجماعة لذلك، مؤكداً أنه لا يرى لدى الجماعة أية مؤشرات للتخلي عن العنف، وانتهاج سياسات التخريب، أو على الأقل الانخراط في الجماعة الوطنية، وأشار إلى أن دستور 2014 لم يقص أحداً بعكس دستورهم 2012. وقال: إن على الجماعة، الدخول في العملية السياسية، إذا أرادت الاستمرار في الحياة المصرية.
واتهم جماعة الإخوان بـ"العمى السياسي" والصمم التام عن كل المقترحات والأفكار التي كان يمكن أن تساعدهم على الخروج من الأزمة، واعتبر أنه كان لدى الجماعة غشاوة جعلتها لا ترى معارضة، ولا صوت بالشارع، واعترف أن نائب رئيس المرشد السابق، خيرت الشاطر، قال له "وإيه يعني 30 يونيو.. سيأتي ويمرّ مرور الكرام".
جاء وراح وعن الحكم المرتقب الأسبوع المقبل، بشأن قضية تزوير الانتخابات الرئاسية السابقة، وما يُثار عن إمكانية الحكم لصالح الفريق أحمد شفيق، قال عمرو موسى رداً على (اليوم) بلهجة حاسمة :"الانتخابات هذه انتهت.. الرئيس جاء وراح.. هذا ماضٍ، الانتخابات المقبلة تعقد في ظروف مختلفة، وفي ظل شرعية جديدة". وعما يمكن أن يحدث في 25 يناير المقبل، الذكرى الثالثة للثورة، دعا موسي للحذر التام وعدم التقليل أبداً مما يمكن أن يحدث من موجة عنف تسود البلاد الآن، وشدد على ضرورة الجاهزية الأمنية لمواجهة الوضع، مع احترام وقبول التظاهر السلمي الحقيقي، وقال: إنه يجب أن يكون يوم السبت المقبل (25 يناير)، يوماً للاحتفال بذكرى ثورة عظيمة وليس يوم دماء أو صدام، معتبراً أن المعركة مع الإرهاب لم تنته بعد.
ليست معارضةورداً على سؤال لـ(اليوم) عن مصير جبهة الإنقاذ في الوقت الراهن، اعترف رئيس لجنة الدستور، أن الجبهة لم تعد "جبهة معارضة" وقال: إنها كانت جبهة إنقاذ من حكم ضعيف وغير ناجح للرئيس السابق، وأضاف أنها أصبحت مكاناً لتجمع عدد من الأحزاب ربما ينتهي الأمر بها لبعض التحالفات الانتخابية خلال الأسابيع المقبلة.
إدانة حماس من جهة أخرى، اعتبر عمرو موسى، القضية الفلسطينية قضية مصرية وعربية، لا ينبغي إهمالها من أجل حماية الشعب الفلسطيني وتنفيذ مبادرة الملك عبد الله للسلام بشكل واضح.. داعيا لانتظار ما يمكن أن يحققه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من اختراق لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. معتبراً أن التعامل مع القضية الفلسطينية، يجب أن يكون عبر حزمة كاملة، سياسيا واقتصاديا وليس مجرد "عمل خيري".
وألقى باللوم على قيادات حركة حماس، التي ساهمت في إضعاف الموقف الفلسطيني بشكل كبير في المرحلة الراهنة، داعياً لوحدة الشعب الفلسطيني، ومعالجة الانقسام الحالي، وقال: إن حماس انشغلت بمعادلات وتبعيات إقليمية على حساب القضية الأم، معتبراً أن وحدة الشعب الفلسطيني أهم من أن تكون حماس مع تنظيم الإخوان.. وأدان منظمات عديدة متهماً إياها بأنها لا تقيم أي دور للمصلحة الفلسطينية.
تشاؤم من جنيف 2 وعن سوريا، أبدى موسى تشاؤمه من مؤتمر جنيف 2، وقال: إنه سينتهي كما بدأ، دون أن ينجح في تقديم حلول حقيقية، في مسائل السيادة ونظام الحكم وانسحاب القوات الأجنبية والميليشيات الموجودة، وتساءل :"ح يعمل إيه؟" مضيفاً أن كل هذه الأمور مكانها مجلس الأمن وليس جنيف. كي لا تكسب الدول الكبرى وقتاً لتقول إنها فعلت شيئاً، إنما الحقيقة أنها لم تفعل شيئاً لإنهاء الأزمة المأساوية.
ورداً على سؤال، عما إذا كان يحبذ تدخلاً غربياً على غرار ما حدث في ليبيا؟، قال: إن المسألة ليست أن يحبذ أو لا، لكنها في الغرب الذي قرر ألا يتدخل عسكرياً ويترك الأمور هكذا.. وأضاف :"ريحونا من التعليق".. مشيراً إلى أنه لا خلاف روسياً أمريكياً بهذا الخصوص الآن