![واي فاي على عجلات: كيف ستتحول السيارة إلى آي فون Sg11_612078933](http://www.alyaum.com/News/files.php?file=2010/11/sg11_612078933.jpg)
في الوقت الذي تضيق فيه الفجوة بين أفضل وأسوأ السيارات من حيث النوعية، تصبح السيارة المتصلة بالإنترنت هي الساحة المقبلة التي ستتميز الشركات نفسها من خلالها
كيث نوتون 2014/01/14 - 03:00:00
حين جاءت سفيتلانا فريدمان لشراء سيارة فورد جديدة قبل 3 أشهر، كان لديها شرط واحد: «أريد أن تكون سيارتي متصلة بالهاتف الجوال، والأي باد، وحياتي الرقمية. لا يهمني إن كانت حمراء أو سوداء أو بيضاء، طالما كانت قادرة على الاتصال الرقمي. فهذا بالتأكيد سيجعل الحياة أسهل بالنسبة لي».
الآن لا يهتم معظم الناس كثيراً بقدرة السيارة بالحصان. السيارة المتصلة بالإنترنت هي الموضة السائدة في معارض السيارات. قال 39 في المائة من الراغبين بشراء سيارة إن وجود التكنولوجيا الحديثة داخل السيارة هو أهم نقطة تجتذبهم نحو السيارة، في حين أن 14 في المائة فقط قالوا إن همَّهم الأول هو الأداء التقليدي مثل السرعة والقدرة بالحصان. وهذا هو السبب في أن السيارات التي تستطيع التحدث وتبين الطريق للسائقين وتبعدهم عن الأذى ستملأ ساحة العرض في معرض السيارات الذي سيقام الأسبوع المقبل في ديترويت.
قال ثيلو كوسولوفسكي، وهو محلل لصناعة السيارات لدى شركة جارتنر للأبحاث: يبحث المستهلكون بشكل متزايد عن الحلول التي تسمح لهم بالبقاء متصلين بحياتهم الرقمية أينما كانوا. وهذا في الواقع سيجعل السيارة هي أحدث جهاز جوال موجود الان.»
آفاق جديدةستسعى شركات صناعة السيارات في المعرض لتقديم أشياء تتجاوز ما هو موجود على الطريق اليوم، مثل الموديل «إس» من تيسلا، التي يوجد في مقدمتها عند لوحة القيادة كمبيوتر لوحي كبير يعرض نسخة ضخمة من خرائط جوجل، في حين تعرض فورد نظام Sync، الذي تقول الشركة إنه السبب في اجتذاب الزبائن رغم الجوانب السلبية التي ما تزال موجودة في النظام.
وفي الوقت الذي تضيق فيه الفجوة بين أفضل وأسوأ السيارات من حيث النوعية، تصبح السيارة المتصلة بالإنترنت هي الساحة المقبلة التي ستميز الشركات نفسها من خلالها.
وستعرض جنرال موتورز موديل شيفي متصل بالجيل الرابع من الإنترنت، المعروف باسم 4G LTE، حيث يمكن أن تصل سرعة تنزيل البيانات فيه إلى مستوى يقل قليلاً عن 300 ميجابت في الثانية، في حين ستُدخِل فورد المزيد من التطبيقات التي تعمل مع نظام Sync المشغَّل بالصوت، بما في ذلك تطبيقات تسمح للسائق بالاتصال من سيارته بنظام الأمن الموجود في البيت.
وستعرض شركات الأجهزة وشركات السيارات موديلات تقرأ حركات اليد من أجل توجيه نوعية الموسيقى، أن تمسح حركات العين حتى تقوم بتعديل مكان وجود العدادات، وتستمع وتستجيب بالوضوح الذي تجده في نظام الصوت «سيري» في هواتف الأيفون.
المزيد من الاتصالات والروابطفي الوقت الحاضر يبلغ عدد السيارات المتصلة بالإنترنت في العالم 23 مليون سيارة، وبحلول العام 2020 سيتضاعف هذا الرقم أكثر من 6 مرات ليصل إلى 152 مليون سيارة، وفقاً لشركة أبحاث السيارات IHS Automotive. وقد كشفت كل من جنرال موتورز وأودي عن أحدث خططها هذا الأسبوع لعرض اتصالات الإنترنت في سياراتها، بما في ذلك نقاط اتصال واي فاي من أجل الأجهزة اللوحية واللاب توب داخل السيارة.
قال ألان بيتي، رئيس قسم شيفروليه في جنرال موتورز: «يقضي الناس وقتاً طويلاً في السيارة، بالتالي أصبح من المطلوب كثيراً أن يكونوا متصلين بحياتهم خارج السيارة بمنتهى السلاسة. إن الإنترنت يربط الناس الذين ربما لم يفكروا في السابق في اقتناء سيارة شيفروليه.»
يتسابق التنفيذيون في ديترويت لرؤية أي شركات السيارات التي تتصرف مثل شركة تكنولوجيا، وبالتالي فإنهم يتباهون الآن حول التطبيقات والإنترنت السريع، بالإضافة طبعاً إلى العزم وقدرة السحب في السيارة.
قال راج نير، نائب الرئيس في فورد لتطوير المنتجات: «أصبحت السيارة مجرد جهاز آخر في الإنترنت الشامل الذي يربط جميع الأشياء. بصورة متزايدة تجد شركة السيارات أن عليها أن تصبح شركة تكنولوجيا حتى تحتل موقعاً رائداً في صناعة السيارات.»
موسيقى حسب المزاجأمضى نير الأسبوع الحالي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيجاس، حيث كشفت فورد النقاب عن تطبيق Habu، وهو جزء من نظام Sync ويبحث في قوائم الموسيقى والأغاني حتى يجد قطعة أو أغنية تناسب مزاج السائق، حين يشعر بالغضب أو يكون هادئاً أو يتنابه شعور رائع. وهناك تطبيقات جديدة تسمح لمالكي سيارات فورد بحجز مكان في ساحة وقوف السيارات من أجل أن يطلب بيتزا من دومينوز.
وقال نير: «حين جئنا للمرة الأولى إلى معرض الإلكترونيات في أوائل القرن الحالي، قال الناس لنا إننا شركة سيارات ’فماذا تفعلون في معرض للإلكترونيات‘؟ الآن هناك عدد لا يحصى من الناس الذين يريدون التحدث معنا إلى درجة أننا نعجز عن دخول القاعات.»
قال كوسلوفسكي إن إمكانيات الإيرادات والأرباح من السيارات المتصلة بالإنترنت لا تقتصر على بضعة آلاف من الدولارات تجنيها شركات السيارات مقابل هذه الخيارات من التكنولوجيا العالية. وهو يتوقع أنه بحلول عام 2017 ستجني ربع شركات السيارات المال من تعاملات التجارة الإلكترونية التي سيعقدها السائقون من سياراتهم. وقال إنه منذ الآن يقول 22 في المائة من أصحاب السيارات في الولايات المتحدة إنهم يريدون عقد مشتريات من الأغاني والكتب الصوتية والأفلام أثناء وجودهم في السيارة.
وقال كوسلوفسكي: «تستطيع شركات السيارات أن تجني حصة من هذه التعاملات لأنها تتم من خلال منصات أجهزتها».
إمكانيات الربحهذه الإمكانيات التي يمكن أن تستفيد منها الشركات في تحقيق الأرباح تفسر السبب في أن شركات صناعة السيارات تصب مليارات الدولارات في تطوير السيارات المتصلة، وفقاً لدراسة نشرت في الثامن من الشهر الحالي من قبل «مركز أبحاث السيارات». تشتمل السيارة العادية في المتوسط الآن على 60 معالِج دقيق وأكثر من 10 ملايين من أسطر برامج الكمبيوتر. ونحن نتحدث هنا عن السيارة، حيث أن هذا العدد من أسطر البرامج يزيد قليلاً على نصف عدد الأسطر في طائرة دريم لاينر من بوينج.
يعتبر هذا تغيراً كبيراً عما كانت عليه الأحوال قبل عقد من الزمن، حين كان جيمس جريس يعمل في تصميم ميزات المعلومات والترفيه في سيارات جنرال موتورز، وحينها كان التنفيذيون يقولون له: «لماذا تتعب نفسك. لا يهتم أحد بذلك».
وقال جريس، الذي يعمل الآن مديراً لقسم الهندسة المتقدمة في أنظمة باناسونيك للسيارات: «لكن لاحظ أنه بعد 10 سنوات من ذلك ستتعب لو حاولتَ العثور على شركة سيارات لا تشتمل على قسم ضخم بداخلها للسيارة المتصلة بالإنترنت.»
تدافُع شركات التكنولوجياعمالقة التكنولوجيا يتدافعون للدخول. في معرض الإلكترونيات أعلنت جوجل عن تحالف مع جنرال موتورز، وهوندا، وهيونداي، وشركة نفيديا لصناعة الرقائق، من أجل إدخال نظام أندرويد إلى السيارات. وتعمل أبل منذ الآن مع BMW ومرسيدس وجنرال موتوزر ونيسان وهوندا وغيرها من الشركات لإدخال نظام التشغيل iOS التابع لها إلى السيارات من خلال أجهزة مثل الآيفون. وكانت مايكروسوفت منذ فترة طويلة تزود نظام Sync إلى فورد، وحتى أنها حاولت توظيف ألان مولالي، الرئيس التنفيذي لفورد، الذي قال في السابع من هذا الشهر إنه لن يتولى إدارة مايكروسوفت.
هذا التقاطع بين شركات التكنولوجيا وشركات السيارات يمكن أن يكون مساراً يتطلب حذقاً ومهارة بدرحة فائقة بالنسبة إلى ديترويت. إذا أصبحت شركات التكنولوجيا هي التي تحدد الأحكام التي بموجبها تعمل السيارة المتصلة بالإنترنت، تخاطر شركات السيارات بفقدان السيطرة على مركز التحكم في سياراتها وخسارة الإيرادات التي يمكن أن تتحقق منها، كما قال مارك ويكفيلد، وهو مدير مكتب ديترويت لشركة الاستشارات أليكس وشركاه.
البحث عن التميزقال ويكفيلد: «أسوأ سيناريو هو أن تضع شركات السيارات واجهة بينية عامة (بدون علامة تجارية مميزة) تستطيع أن تضع فيها جهاز الآي باد إلى مركز المنصة. لكنهم يريدون تمييز سياراتهم. وهم يفضلون ألا يتنافسوا من باب أن سياراتهم هي أجهزة إلكترونية متميزة.»
في معرض الأسبوع المقبل في ديترويت سيبين «الثلاثة الكبار» كيف سيميزون أنفسهم في الوقت الذي يعرضون فيه أحدث مميزات التكنولوجيا العالية. بالإضافة إلى القدرة على الاتصال من خلال الجيل الرابع من الإنترنت 4G، تصنع جنرال موتورز سيارات تشتمل على محطة iHeartRadio وقناة الطقس و NPR (نظام الإذاعة الوطني).
تشتمل تطبيقات فورد الجديدة على تطبيقات تسمح للسائقين بحجز أماكن لوقوف السيارات أو لطلب البيتزا. وقالت فورد إن 94 في المائة من موديلات عام 2014 التي باعتها مزودة بنظام Sync وأن ثلاثة أرباع المشترين سينصحون الآخرين باستخدام هذا النظام.
وقال نير: «هذا النظام هو الذي يجعل الناس تأتي إلى معارض فورد».
هناك سمات مستقبلية أخرى ستعرضها شركات التوريد للسيارات. قالت شركة فيستيون إنها ستعرض لوحة للقيادة يمكن التحكم بها من خلال حركات اليد وحركة العين. يستطيع السائق أن يلف مقبضاً وهمياً للتحكم في درجة صوت الستيريو، وحين ينظر إلى الجنب، فإن عدادات السيارة تتحول في اتجاه نظره.
وسيعرض قسم باناسونيك لأنظمة السيارات، وهو جزء من شركة باناسونيك، لوحة لا توجد عليها أية شاشة أو أزرار تحكم على الإطلاق. جميع العدادات ومفاتيح التحكم موجودة في مجموعة الأجهزة أمام السائق أو في عرض «إلى الأعلى» يكون معكوساً على الزجاج الأمامي. وستعمل الأوامر الصوتية والأزرار الموجودة على عجلة القيادة على التحكم في جميع وظائف السيارة.
سيارات ذكيةبحلول عام 2018 ستكون سيارة من بين كل 5 سيارات «مدركة لذاتها» وقادرة على تمييز ومشاركة المعلومات حول وضعها الميكانيكي، وموقعها العالمي، وحالة الأشياء المحيطة بها، كما قال كوسلوفسكي. وقال إنه سيكون هناك نظام من أجهزة الاستشعار والاتصالات بين السيارات والقوة الحاسوبية، وكل ذلك سيؤدي إلى السيارات الذكية التي تتفاعل مع مالكيها.
وقال: «في المستقبل، ستطلب منك سيارتك فعلياً أن تبقى في السرير مدة نصف ساعة أخرى لأن حركة المرور غير مزدحمة كعادتها، وهذا يعطيك المزيد من الوقت، تستطيع سيارتك أن تخاطب ساعة المنبه وتعيد ضبطها لإضافة 30 دقيقة أخرى حتى تستطيع البقاء في السرير دون الحاجة إلى أن تعمل أي شيء.»
في النهاية، تقول شركات صناعة السيارات إن جميع هذه السيارات الذكية ستكون قادرة على قيادة نفسها بنفسها، إذا سمحت القوانين التنظيمية بذلك، ما يؤدي إلى قلة ازدحام الطرف وزيادة سلامة المرور. منذ الآن تعطي كثير من السيارات تحذيراً إلى السائق حول إمكانية الاصطدام، وحتى أنها تقوم بصورة آلية بإعادة السيارة إلى المسار الذي كانت عليه إذا حدث أنها اندفعت وخرجت عنه