المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في مرحلة القرارات الصعبة

محمد ماهر - القدس المحتلة 2014/01/14 - 03:05:00               

ابلغت مصادر مطلعة على المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، "اليوم" ان المفاوضات بين الجانبيْن بلغت مرحلة حاسمة تقتضي اتخاذ قرارات صعبة، فيما قالت وثيقة أمريكية ان رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرئيل شارون كان قد عبر عن جاهزية لما أسمته "تسوية بشأن القدس".
وفي السياق، أكد الوزير الفلسطيني الدكتور رياض المالكي ان الموقف الفلسطيني واضح، وسبق وان تم تفصيله في معظم اللقاءات الثنائية والمتعددة.
وقال ان الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تعمل على دفع جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري وانما تعرقلها بدفع عشرات المشاريع الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
واكد المالكي عقب لقاء الوفد الوزاري العربي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مقر إقامة السفير الأميركي في العاصمة الفرنسية باريس، ضمن اللقاءات المستمرة التي يعقدها كيري مع وزراء الخارجية العرب، على الموقف الفلسطيني من كافة النقاط المطروحة، ورد على معظم الملاحظات التي قدمها الوزير كيري والتي كانت تحتاج إلى ردود واضحة فلسطينية، وخاصة ما له علاقة بيهودية الدولة، إضافة إلى موضوع القدس كعاصمة لدولة فلسطين وتفاصيل أخرى، مشيرا الى ان الملاحظات الفلسطينية لاقت الدعم المطلوب عربيا، حيث استمع الوزير كيري إلى مواقف الدول العربية من هذه القضايا والداعمة للموقف الفلسطيني والمؤيدة له، بحيث لم يكن هناك اي مجال لاي فهم خلاف ذلك.
قال أيضا إنه "في حال نفذ فك الارتباط من قطاع غزة بنجاح، فمن الممكن تطبيق خريطة الطريق على مراحل". والحديث هنا عن خطة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، والتي بموجبها، في المرحلة الأولى، يجري العمل على تهدئة أمنية، وفي المرحلة الثانية تقام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، قبل التوقيع على الحل الدائم في المرحلة الثالثة
وهدف اللقاء الخامس الذي يعقد بين الوزير الأميركي ونظرائه العرب، إلى وضعهم في صورة التطورات الأخيرة التي تبذلها الإدارة الأميركية والوزير كيري، من أجل تقريب وجهات النظر الفلسطينية الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق إطار يسمح بالتفاوض حول اتفاق سلام تاريخي بين فلسطين وإسرائيل. بدوره، قدم الوزير كيري شرحا وافيا حول بعض المقترحات الامريكية المكونة للإطار والتحفظات التي يبديها الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي حتى الساعة. والحاجة إلى الدعم العربي لهذه الجهود التي يبذلها الجانب الامريكي.
وأكد كيري تصميم الإدارة الأميركية على دفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
ومن الجدير بالذكر ان الوزراء العرب الذين حضروا الاجتماع مع الوزير كيري كانوا قد عقدوا اجتماعا تحضيريا لهم بناء على دعوة من أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بهدف الاطلاع على الموقف الفلسطيني من مجمل القضايا الجاري مناقشتها من اجل تعزيز نفس الموقف ودعمه عند لقائهم بالوزير كيري. واستمر اللقاء ثلاث ساعات، حيث عقد فقط على مستوى الوزراء لحساسية مواضيع النقاش. وأكد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، ونظيره الأميركي جون كيري، أن عملية السلام هي أقصر وأنجع طريقة لاستقرار المنطقة. وجدد العطية في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري، الالتزام العربي بالأسس والمبادئ التي جاءت في مبادرة السلام العربية من أجل تحقيق السلام ليس العادل فقط بل الدائم في المنطقة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية لجميع العرب.

وثيقة أمريكية
وفي سياق آخر، عنونت صحيفة "هآرتس"، امس صفحتها الرئيسية بالحديث عن وثيقة أمريكية تفيد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرئيل شارون لم يكن مستعدا لإجراء مفاوضات حول القدسو يتضح أن الحديث عن احياء وقرى في محيط القدس مثل شعفاط وأبو ديس وبيت حنينا، وأن شارون لم يكن مستعدا لإجراء مفاوضات حول القدس، التي وصفها بـ"العاصمة الأبدية لإسرائيل"، كما شدد على رفض عودة اللاجئين إلى داخل الخط الأخضر، وأصر على إبقاء الكتل الاستيطانية موصولة بإسرائيل.
وكتبت الصحيفة أن وثائق وزارة الخارجية الأمريكية، إضافة إلى وثائق داخلية لدائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، والتي سربت في السنوات الأخيرة، تكشف أن شارون كان قد تعهد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بـ"القيام بإجراءات إضافية في المستقبل"، وأنه عبّر أمام مسؤولين أمريكيين عن جاهزية لــ"نقل أحياء عربية في القدس إلى السيادة الفلسطينية".
ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أنه في السادس والعشرين من أكتوبر 2004 صودق على خطة فك الارتباط بعد جلسة عاصفة في الكنيست. وأضافت أنه في الشهور التي تلت ذلك التقى شارون مع عدد من أعضاء الكونغرس، وعرض عليهم خطته السياسية.
وأضافت أن مجموعة من البرقيات التي أرسلت من السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، وسربت لموقع "ويكيليكس"، تظهر أن شارون كان قد خطط قبل شهور من فك الارتباط من قطاع غزة لما أسمته "العملية السياسية الكبرى التالية".
وفي الثلاثين من نوفمبر 2004، التقى شارون في مكتبه مع السناتور تشاك هاغل (وزير الدفاع الأمريكي الحالي)، والسناتور جو بايدن (نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحالي).
 وبحسب البرقية الأمريكية فإن شارون قد شدد أمامهما على أنه ملتزم بالسلام رغم الصراع السياسي الداخلي في إسرائيل. وبحسبه فإنه "بعد وفاة عرفات نشأت فرصة جديدة يمكن معها تنفيذ فك الارتباط بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية".
وقال أيضا إنه "في حال نفذ فك الارتباط من قطاع غزة بنجاح، فمن الممكن تطبيق خريطة الطريق على مراحل". والحديث هنا عن خطة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، والتي بموجبها في المرحلة الأولى يجري العمل على تهدئة أمنية، وفي المرحلة الثانية تقام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، قبل التوقيع على الحل الدائم في المرحلة الثالثة.
وأشارت الصحيفة إلى قول شارون للسناتور جو ليبرمان في مكتبه إنه معني بعد فك الارتباط العودة إلى "خارطة الطريق"، ولكنه شدد على أن شرط التقدم السياسي هو "الحرب الفلسطينية على الإرهاب". ونقل عنه قوله "لا أتوقع من أبو مازن أن يكون صهيونيا، ولكنه يجب عليه أن يتخذ خطوات ضد الإرهاب".
كما نقلت "هآرتس" عن السفير الأمريكي في حينه دان كيرتسر أنه يتضح من أقوال شارون أنه لم ينو التوقف عند الانسحاب من قطاع غزة، وإنما كان ينوي القيام بخطوات بعيدة المدى في الضفة الغربية بما في ذلك القدس.
وكتب كيرتسر في حينه أن "شارون عرض المواضيع المهمة بالنسبة له في الحل الدائم، وأن اللاجئين الفلسطينيين لن يعودوا إلى إسرائيل، والكتل الاستيطانية ستبقى موصولة بإسرائيل بناء على اتفاق مع الرئيس بوش، وإسرائيل لن تجري مفاوضات حول القدس ،عاصمتها الأبدية، بشكل يؤدي إلى تقسيمها". وبحسب كيرتسر فإن شارون قال إنه "يدرس إمكانية نقل بضعة أحياء عربية جرى توطينها بعد حرب 1967، ولكنه شدد على أنه لن يسلم المسجد الأقصى المبارك "جبل الهيكل" وجبل الزيتون و"مدينة داوود". على حد تعبيره.
إلى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن تقديرات شارون بشأن قطاع غزة لم تكن صائبة، حيث أنه صرح بتاريخ 14/03/2004 للسناتور كارل ليفين بأنه لا يتوقع أن تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، مضيفا أن "حماس ستخشى من تلقي ضربات أشد بعد الانسحاب من القطاع".

اشكرك درة على الاخبار اليومية


والمتابعه المستمرة

تحياتي