قصف وغارات النظام يحيل حمص الى أطلال
الوكالات-عواصم 2014/01/14 - 03:05:00
قال ناشطون إن تنظيم "داعش" تمكن من استعادة السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة الرقة شمال سوريا، بعد هجوم معاكس شنه على المدينة، في إطار المعركة التي تدور بين الجيش الحر وداعش, التي اعدمت ميدانيا 100 مقاتل من جبهة النصرة, وعثر أهالي حلب على مقبرة جماعية في أحد مقار تنظيم "داعش", الذي سيطر امس، بشكل كامل على مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات دامت ثلاثة أيام, فيما قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري انه اتفق مع نظيره الروسي للضغط على دمشق, لفتح ممر إنساني وهدنة وتبادل للسجناء في سوريا.
وفي التفاصيل, فقد اقتحمت قوات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بلدة الباب في ريف حلب، بعد ساعات من قصفها من قبل القوات النظامية السورية ببراميل متفجرة ما أدى لسقوط قتلى، وشن مقاتلو التنظيم حملة دهم في المدينة، كما قاموا بإعدام عدد من مقاتلي المعارضة المسلحة.
اشتباكات ومجزرةوأفاد ناشطون بأن اشتباكات دارت في حيي المشلب والرميلة بمدينة الرقة بين مقاتلي المعارضة السورية وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأن المواجهات أدت إلى مقتل قيادي وبعض أفراد التنظيم وأسْر آخرين.
وأعلن "جيش المجاهدين" سيطرته على المقر العسكري الرئيسي لتنظيم "الدولة الإسلامية" بحلب، وعثر أهالي المدينة على مقبرة جماعية في أحد مقار التنظيم بحي البريج في الشيخ نجار بالمنطقة الصناعية.
وقال ناشطون إنه عثر داخل الحفرة على عشرات الجثث التي أعدم معظم أصحابها -ومن بينهم مدنيون وعسكريون- بطلقات رصاص في الرأس، وأكد بعضهم وجود نساء وأطفال بين الجثث التي تم التعرف عليهم من خلال ملابسهم، وأوضحوا أنها كانت جميعها مكبلة من الخلف. ودارت اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة الدار الكبيرة وقرب بلدة جبورين بريف حمص الشمالي بين الجيش الحر وقوات النظام، في حين استهدفت كتائب من الجبهة الإسلامية بالقذائف تجمعات قوات النظام المتمركزة في قرية الأشرفية جنوب مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي. وقال عبد الله فراج عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، وهو من أبناء الرقة، إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من طرد الجماعة المرتبطة بالقاعدة من أجزاء من محافظة حلب المجاورة للرقة، لكنه من الصعب فك قبضتها المحكمة على مدينة الرقة.
إعدام ميداني
من جانبها كشفت مصادر في المعارضة أن تنظيم داعش أعدم ميدانياً 100 مقاتل من جبهة النصرة، في نقض لاتفاق تم بين الطرفين (داعش وجبهة النصرة) في الرقة، وأكدت المصادر أن المقاتلين أعدموا بالقرب من مفرق الكنطري أثناء انسحابهم من المدينة، ودفنوا في مقبرة جماعية.
وفي مدينة الطبقة قال ناشطون إن اتفاقاً بين داعش وكتائب من الجبهة الإسلامية أنهى القتال بين الطرفين بعد تسليم كتائب الجبهة في المدينة لأسلحتها حقناً للدماء.
وقال أحد النشطاء والذي تحدث من الرقة شريطة عدم نشر اسمه ان ما يصل الى 100 مقاتل من جبهة النصرة وهي جماعة اخرى مرتبطة بالقاعدة ولواء احرار الشام والذين أسرتهم جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام في بلدة تل ابيض على الحدود مع تركيا ومنطقة اخرى قريبة ومدينة الرقة عاصمة محافظة الرقة، أعدموا رميا بالرصاص. ولم يرد تأكيد مستقل لهذا النبأ.
وأضاف الناشط ان"نحو 70 جثة معظمهم اطلق الرصاص على رؤوسهم نقلوا الى مستشفى الرقة العام.
وقالت مصادر المعارضة ان من بين من أشارت الانباء الى اعدامهم في مطلع الاسبوع أبو سعد الحضرمي قائد جبهة النصرة في محافظة الرقة الذي أسر قبل عدة اشهر مع تزايد التوتر بين جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام التي يقودها اجانب، وجبهة النصرة ذات الصبغة المحلية بشكل اكبر.
وقال عبد الله فراج وهو عضو في الائتلاف الوطني السوري المعارض ومن أبناء الرقة إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من طرد الجماعة المرتبطة بالقاعدة من أجزاء من محافظة حلب المجاورة للرقة لكن من الصعب فك قبضتها المحكمة على الرقة والمناطق الريفية الواقعة على طرق الامداد الرئيسية في الشمال.
وفي محافظة حلب, قال نشطاء ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام استعاد عدة بلدات ريفية من بينها حريتان وبصراتون حيث قتل مسلحوه قائدا كبيرا في كتائب نور الدين زنكي وهي من الوحدات المهمة في جيش المجاهدين الذي شكل اخيرا وكان يقاتل الدولة الاسلامية في العراق والشام في حلب. وقال عبدالله الشيخ وهو نشط في شمال سوريا ان جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام أسدت للأسد خدمة جليلة بقتل كثير من قادة المعارضة المهمين وإن النظام اختار مساعدتها من خلال عدم المساس بكثير من المناطق التي سيطرت عليها وبمجرد ما انسحبت بدأ القصف. وقتل عشرون عنصراً من قوات النظام وجرح اثنان آخران فجر امس، في كمين نصبته حركة "فجر الشام" الإسلامية داخل أحد معامل الإسكان العسكري في حي الشيخ سعيد بحلب.
وبدأت العملية عندما حاولت قوات النظام اقتحام المعامل، حيث وقعت اشتباكات بين الطرفين، قام خلالها مقاتلو الحركة بتفخيخ أحد "الهنغارات" داخل المعامل واستدرجوا قوات النظام إليها، وفجروا عبوات ناسفة بداخلها. وكانت قوات النظام تكبدت أربعين قتيلا السبت خلال سيطرتها على حي النقارين بحلب، بعد كمين نفذته جبهة النصر قبيل انسحابها من الحي، في أحد المباني التي تمركزت بها قوات النظام.
قال ناشطون إنه عثر داخل الحفرة على عشرات الجثث التي أعدم معظم أصحابها، -ومن بينهم مدنيون وعسكريون- بطلقات رصاص في الرأس، وأكد بعضهم وجود نساء وأطفال بين الجثث التي تم التعرف عليها من خلال ملابسهم، وأوضحوا أنها كانت جميعها مكبلة من الخلف
مقتل 1900 فلسطيني وفي السياق, أكدت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا " مقتل 1908 لاجئين فلسطينيين منذ تفجر الصراع في سوريا. وأوضحت المجموعة التي تتخذ من بيروت مقراً لها في بيان صحفي اليوم أن من بين الضحايا 42 قضوا بسبب حالات الجوع والجفاف التي سادت في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق نتيجة الحصار الشديد الذي فرضته قوات نظام الأسد على المخيم منذ أكثر من 184 يومًا. سياسيا, قال وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، انه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على الحاجة إلى الضغط من أجل فتح ممر إنساني آمن ووقف لإطلاق النار وتبادل للسجناء، ووافق الأسد على إرسال وفد للمؤتمر.
ممر آمن من جهته،قال الوزير الروسي إن الحكومة السورية تبحث فتح ممر إنساني آمن، وتبادلا للسجناء، قبيل مؤتمر سلام يجمع بين المعارضة والقيادة السورية لأول مرة. والتقى لافروف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس الاثنين في باريس في ثاني يوم من المحادثات لزيادة الضغط على المعارضة السورية لحملها على حضور مؤتمر السلام المقرر أن يبدأ خلال نحو أسبوع في سويسرا.
دمشق: أوهامالى ذلك, اعتبر النظام السوري امس أن ما صدر عن اجتماع "أصدقاء سورية" الذي عقد في باريس "أقرب إلى الأوهام". وذكرت وزارة الخارجية السورية أن "من يحاول وضع أي شرط مسبق قبل مؤتمر جنيف2 فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدايته".
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء الرسمية"سانا" عن مصدر في الخارجية القول "لا تستغرب الجمهورية العربية السورية ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام منها إلى الحقيقة ولا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول". وأضاف المصدر "نحن إذ نعتبر أن أي تصريح أو موقف أو إعلان قبل مؤتمر جنيف ما هو إلا كلام لا قيمة له، ومحاولات يائسة من البعض تزين هزائم عصاباتهم على الأرض، تحت سقف مؤتمر جنيف تؤكد الجمهورية العربية السورية أنها لا تعير بالا لكل من يتحدث نيابة عن الشعب السوري في الخارج سواء عربا أو غربيين".
وتابع "الشعب السوري هو المخول الوحيد بتقرير ما يريد واختيار قيادته وشكل دولته وفيما عدا ذلك لا يعدو كونه كلاما فارغا لم يعد السوريون يضيعون وقتا في سماعه".
مسيحيو سوريامن جانبه,كشف رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة أنه يقوم "بجولات من الحوارات مع قياديين اسلاميين في سوريا، لاقناعهم بان القوى المتطرفة لا تريد الخير لسوريا بلدا وشعبا ويتوجب على الجميع الوقوف في وجه التطرف".
وقال طعمة، في كلمة له أمام مؤتمر "سوريون مسيحيون ديمقراطيون" الذي اختتم فعالياته في تركيا امس الاثنين، إن "عمق العلاقة بين المسيحيين والمسلمين السوريين أكبر وأعمق من الاختلافات السياسية بين السلطة والمعارضة ومسيحيو سورية هم أصلاء في المواطنة والتاريخ وساهموا كثيرا في الثورة ضد نظام الأسد". وقدم طعمة للمسيحيين في سورية "كل الدعم. فأنتم أهلنا ومواطنونا ومكون أساسي من الشعب السوري، ونريد لدوركم أن يتطور أكثر إلى جانب أبناء الشعب السوري نحو الحرية والتغيير والديمقراطية والدولة المدنية التعددية".
واختتم مؤتمر "سوريون مسيحيون ديمقراطيون" أعماله بالتأكيد على "دور فاعل للمسيحيين مع إخوانهم السوريين وأنهم كباقي أبناء الشعب السوري يرون الخلاف مع النظام في سوريا سياسيا.. والشعب يرى ضرورة كسر احتكار السلطة وتطوير الحياة العامة واطلاق الحريات والانخراط في التشاركية من اجل بناء وطن ديمقراطي تعددي يملك الشعب فيه حريته".