![اليمين الإسرائيلي : خطة الانسحاب من الغور سخيفة وكيري «حمل كاذب» Ymyn__931478770](http://www.alyaum.com/News/files.php?file=2012/ymyn__931478770.jpg)
ثلاثة يهود يتأملون الاغوار الفلسطينية ( ا ف ب )
محمد ماهر - القدس المحتلة 2014/01/11 - 03:05:00
يواصل اليمين الإسرائيلي المتغلغل في الحكومة والكنيست الاسرائيليين تحركه لعرقلة جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري عشية وصوله المتوقعة الاثنين المقبل في زيارته الـ12 في الأشهر الاخيرة.
وقالت محافل سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب، مطلعة على تفاصيل المفاوضات: إنها «سخيفة ولا تصمد في اختبار الواقع»، مضيفة: «كيري يزور المنطقة كثيرًا، ولكنه لا يبدي أي فهم حقيقي لما يجري هنا، كما مخططات الولايات المتحدة سطحية وغير جدية، إضافة الى أن كيري ببساطة غير مرتبط بالواقع، وهو غير ضالع، على أقل تقدير، في جذور النزاع، لا يعرف كيف يجلب حلولًا حقيقية بل ولا يبدي ضلوعًا حتى في قراءة الخرائط التي تعرض عليه.
«إن سلوك وزير الخارجية الامريكي مهووس. ثمة من يقول: إنه أكثر مما يأتي لدفع السلام، يأتي لاستغلال النزاع لأغراضه السياسية. وحسب هذا التحليل، فإن كيري على ما يبدو يعتقد أن الطريق الى البيت الابيض من ناحيته يمر عبر التوقيع على اتفاق سلام في الشرق الأوسط»
«أغراض سياسية»«إن سلوك وزير الخارجية الامريكي مهووس. ثمة من يقول إنه أكثر مما يأتي لدفع السلام، يأتي لاستغلال النزاع لأغراضه السياسية. وحسب هذا التحليل، فإن كيري على ما يبدو يعتقد أن الطريق الى البيت الابيض من ناحيته يمر عبر التوقيع على اتفاق سلام في الشرق الاوسط».
كيري، مع السفير الامريكي دان شبيرو والمستشار الخاص مارتين اينديك، يتجولون في البلاد، يلتقون بالوزراء ويطلعون الصحفيين، ويخلقون إحساسًا وكأنه بعد لحظة سيوقع على اتفاق سلام» كيري المرأة الموهومة بالحمل الكاذب، والواقع إنه حمل كاذب لن ينجب منه لا ولد ولابنت في النهاية.
ويقول اليمين الاسرائيلي: «تقديرنا هو أنه مقابل طلب اسرائيل تمديد المفاوضات بسنة سيطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اسرائيل أمورًا اخرى بالمقابل، مثل التجميد او تحرير مزيد من الاسرى، وهذه المطالب ستكون مسنودة من كيري وعمليًا ستتحول الى طلب أمريكي مرفق بالتهديد.
«العرب سيرفضون»
الامريكيون يأتون مع اقتراحات جاهزة، يقرأونها، ولا يتركون في أيدي الطرفين وثائق. كل شيء يجري شفويًا. حكومة نتنياهو تتعاون مع مبادرة كيري انطلاقًا من معرفة واضحة بين الطرف العربي لن يقبل الاتفاق، وعلى أي حال لن تكون مطلوبة في نهاية المطاف أي تنازلات أو اخلاء للمستوطنات».
واستبقت «اسرائيل» زيارة كيري بالعديد من الخطوات التي تنسف أي مبادرة للتقدم في ملف المفاوضات. فرفضت الكنيست مشروع قانون باسم «مشروع حل الدولتين» الذي من شأنه أن يسمح لـ»اسرائيل» السيطرة على أراضي في الضفة الغربية وغزة من خلال اتفاقيات السلام فقط، وليس من خلال الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب.
كما أقرت حكومة الاحتلال مشروع بناء 272 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات في الضفة.
وهدد وزراء إسرائيليون بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية في حال تم توقيع اتفاق مع السلطة الفلسطينية وخاصة شريك نتنياهو بنيت زعيم حزب (يوجد مستقبل)، بالاضافة إلى حليفه وشريكه في الأئتلاف ليبرمان.
فيما أكدت مصادر مقربة من رئيس حزب «البيت اليهودي» الوزير «نفتالي بينت» أنه إذا قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تبني اتفاق الإطار الأمريكي بين «إسرائيل» والفلسطينيين وتقديمه للحكومة للمصادقة عليه، فلن يكون مفر أمام الحزب إلا الانسحاب من الحكومة.
ونقلت صحيفة معاريف عن احد أعضاء الكنيست من الليكود قوله: إن نوابًا من كتلة البيت اليهودي أوضحوا لها أن انسحاب البيت اليهودي من الائتلاف الحكومي مسألة وقت ليس إلا.
وأضافوا إن «رئيس الحكومة سوف يحاول التخلص من بينت في أي لحظة تتاح له، وأن بينت لن ينتظر حتى يطرونه وسيخرج من الحكومة بمبادرة منه، وسيكون ذلك مبكرًا، وليس بعد أن يجرنا نتنياهو لفترة أطول»، مشيرين أن الطريق الوحيد لمنع الانسحاب هو عدم قبول نتنياهو بمقترح كيري أو إذا لم يذكر في الوثيقة حدود 1967.
وأشارت الصحيفة الى أن أعضاء من حزب البيت اليهودي أخبروا نظراءهم في حزب الليكود بخصوص قرارهم القاضي الانسحاب، وقال عضو في الليكود للصحيفة: «إن زملائي في البيت اليهودي يتحدثون معي في الفترة الأخيرة أن انسحابهم من الحكومة مسألة وقت».
إلى ذلك تبين من استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة هآرتس أن ثلث العرب الفلسطينيين 48 يريدون البقاء في تجمعاتهم السكنية ولكن تحت سيادة دولة فلسطينية في إطار اتفاق سلام.
وأعرب 29% من المستطلعة آراؤهم وهم من مناطق المثلث والناصرة وسخنين وشفا عمرو عن اعتقادهم بأن مواطنين عرب آخرين سيؤيدون بقاء بعض المستوطنات في الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية مقابل ضم تجمعات سكنية عربية إلى الدولة الفلسطينية.
ويشار إلى أن هذا الاستطلاع أجري قبل الطرح الذي تقدم به وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قبل عدة أيام حول تبادل السكان والأراضي في المثلث ووادي عارة ضمن أي تسوية سلمية مستقبلية.