رئيس المفوضية الأوروبية باروسو ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون (رويترز)
اليونان تسعى للخروج من أزمتها المالية قبل الانتخابات الأوروبيةأ ف ب - بروكسل 2014/01/10 - 03:00:00
تستعد المؤسسات الأوروبية بمجملها من برلمان ومفوضية ومجلس لتبديل قياداتها بحلول نهاية العام وبدأت كواليس الاتحاد الاوروبي تشهد منذ الان مناورات كبرى.
وسيغادر المحافظ البرتغالي جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية منذ 2004 والذي يثير جدلا بين مؤيدين ومنتقدين منصبه على رأس السلطة التنفيذية الاوروبية في 31 اكتوبر.
غير انه لن يكون المسؤول الوحيد الذي سيخرج من الهيئات القيادية للاتحاد اذ ان المفوضية الاوروبية بمجملها مدعوة لتبديل اعضائها وسيتم اختيار احد المفوضين الـ27 الجدد ليكون خلفا لوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي البريطانية كاثرين آشتون. كذلك سيترتب على رؤساء الدول والحكومات الأوروبية التوافق بالاجماع على خلف لرئيس مجلس اوروبا البلجيكي هيرمان فان رومبوي الذي ينهي ولايته الثانية في 30 نوفمبر. وبالنسبة للبرلمان الاوروبي، سيقوم مواطنو الاتحاد بانتخاب نوابهم الـ750 بين 22 و25 مايو، على ان ينتخب البرلمان الجديد رئيسه خلال دورته الاولى في يوليو.
عملية مساومةوبدون انتظار هذه الاستحقاقات بدأت المناورات والمفاوضات منذ الان بين التشكيلات السياسية الاوروبية الكبرى في عملية مساومة واسعة النطاق تجري في الخفاء.
وحتى الان كان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي هم الذين يتوافقون على تعيين رئيس المفوضية الاوروبية. غير ان اتفاقية لشبونة قد تبدل هذا العرف اذ انها تدعو القادة الى «الاخذ بالاعتبار نتيجة التصويت» في الانتخابات الاوروبية لتعيين مرشحهم لرئاسة المفوضية.
غير انه ليس هناك ما يلزمهم قانونا بالعمل بهذا التوجيه ويبدي العديدون منهم تمنعا ان لم يكن معارضة صريحة لفكرة ان يفرض عليهم محاورهم المقبل على رأس السلطة التنفيذية الاوروبية.
غير انه سيترتب في نهاية الامر الحصول على موافقة البرلمان لتثبيت خلف باروزو وبدون هذا الضوء الاخضر يبقى التعيين مستحيلا. كما يتعين على الرئيس والمفوضين ال27 الاخرين المثول امام النواب الاوروبيين قبل المصادقة على تعيينهم، في جلسات استماع تستمر حتى نهاية اكتوبر.
لوائح المرشحينوفي ما يتعلق بالانتخابات الاوروبية قررت العائلات السياسية تشكيل لوائح تترأسها شخصيات معروفة على صعيد الاتحاد الاوروبي ككل، ثقة منهم بان هذه الشخصيات مدعوة لخلافة باروزو لاحقا.
وعين الاشتراكيون والاشتراكيون الديموقراطيون الاوروبيون الرئيس الحالي للبرلمان الاوروبي الالماني مارتن شولتس ليرأس لائحتهم الانتخابية.
اما الليبراليون فمن المتوقع ان يختاروا مرشحهم في الاول من فبراير ما بين رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتاد الذي يترأس حاليا الكتلة الليبرالية في البرلمان الاوروبي، والفنلندي اولي رين المفوض الحالي المكلف الشؤون الاقتصادية وهو بصفته تلك مرتبط بسياسات التقشف في اوروبا.
وسيختار المحافظون والديموقراطيون المسيحيون من الحزب الشعبي الاوروبي رأس لائحتهم في مارس خلال مؤتمرهم المقرر في ايرلندا.
ومن المرشحين لتزعم لائحتهم الفرنسي ميشال بارنييه المفوض الحالي المكلف الخدمات المالية، بعدما اعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق جان كلود يونكر الرئيس السابق لمجموعة اليورو عدم امكان تزعمه اللائحة.
وترد اسماء اخرى في بروكسل مثل رئيس الوزراء الايرلندي إندا كيني والفنلندي يركي كاتينن والبولندي دونالد تاسك.
وقد تكون الاشتراكية الديموقراطية الدنماركية هيلي ثورنينغ شميت بنظر القادة الاوروبيين بديلا لشولتس الذي لا يحظى كثيرا بتأييد المستشارة انغيلا ميركل.
سوابقلكن في بروكسل حيث تسود قاعدة التسويات والتوازنات الدقيقة بين الدول الكبرى والصغرى، وبين اليمين واليسار المعتدلين، وبين الرجال والنساء، ليس من المفيد على الدوام أن يكون المسؤول تحت الاضواء. ففي 2009 جاء تعيين فان رومبوي بمثابة مفاجأة بعدما كان توني بلير المرشح الأول المرجح لهذا المنصب. وبعدما تم استبعاد رئيس الوزراء البريطاني السابق، كان الجميع يتوقع تعيين وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند وزيرا للخارجية الاوروبية، غير ان كاثرين آشتون اصبحت «صوت الاتحاد الاوروبي» بعدما كانت مفوضة اوروبية غير معروفة مكلفة التجارة.
الرئاسة الدوريةوأول أمس الأربعاء، تولت اليونان رسميا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في حضور عدد من القادة الاوروبيين الذين حضوها على مواصلة جهودها للخروج من الازمة قبل الانتخابات الاوروبية. واعتبر رئيس المفوضية الاوروبية في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء انتونيس ساماراس ان اليونان بذلت «جهودا لافتة. هناك بعض السحب في الافق ولكن ليس الوقت الان لابطاء وتيرة الاصلاحات».
وانتقل باروزو ومجموع المفوضين الاوروبيين الى اليونان والتقوا الحكومة على جري عادتهم عند انتقال كل رئاسة للاتحاد الاوروبي. وقد انضم اليهم رئيس المجلس الاوروبي.
وهذه الزيارة الى البلد الذي كان مركز الازمة واضطر للقبول بتضحيات كبيرة، اتخذت بعدا خاصا.
وكانت مناسبة للتذكير بان التوقعات الاسوأ على غرار خروج اليونان من منطقة اليورو لم تتحقق وان التضحيات لم تكن بدون طائل.
وقال ساماراس ان «اليونان التي بذلت جهودا هائلة باتت الازمة وراءها وهي تقف على قدميها» مجددا.
من جهة اخرى، انتقد باروزو فرضية تحقيق الاحزاب المتطرفة فوزا في الانتخابات الاوروبية المقبلة مع اقراره بأنه بسبب الازمة «فان المتطرفين والشعبويين يمكنهم ان يحققوا حضورا حتى في الدول الاكثر تقدما».
وفي اشارة الى هذا التوتر، عمد رئيس اكبر احزاب المعارضة اليسارية المتطرفة (سيريزا) الكسيس تسيبراس الى مقاطعة حفل تسلم بلاده الرئاسة الاوروبية مساء الاربعاء.
ورد ساماراس من دون ان يسمي زعيم اليسار المتطرف ان «شخصا تهمه اوروبا كان ينبغي ان يحضر».
وبعيدا من الخطابات الرسمية، تظاهر مئات من ناشطي اليسار وممثلي النقابات وطالب بعضهم بخروج اليونان من الاتحاد الاوروبي. ولم يمر هذا التحرك من دون حوادث محدودة مع قوات الامن.
واذ اكد ان الرئاسة الاوروبية ستتيح لليونان ان تصبح بلدا «مثل الاخرين»، وعد ساماراس بان يشكل العام 2014 نهاية لخطط المساعدة المالية من جانب الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.
وتريد اثينا ايضا الافادة من رئاستها الخامسة للاتحاد الاوروبي لانجاز المشروع الكبير المتعلق بالاتحاد المصرفي واحراز تقدم في المسائل المتعلقة بالهجرة والسياسة البحرية.
ولكن ليس امامها سوى اربعة اشهر بالنظر الى موعد الانتخابات الاوروبية فضلا عن موازنة لا تتجاوز خمسين مليون يورو.