![جنوب السودان: المتمردون يسيطرون على «بور» وتنديدات أممية بـ «الفظائع» Swdan_541016894](http://www.alyaum.com/News/files.php?file=2012/articles/swdan_541016894.jpg)
جثة جندي حكومي في أحد شوارع ملكال (رويترز )
الوكالات - جوبا 2014/01/02 - 03:10:00
قال نهيال ماجاك نهيال رئيس بلدية بور في جنوب السودان أمس الأربعاء: إن المتمردين الموالين لرياك مشار النائب السابق لرئيس البلاد سيطروا على بور عاصمة ولاية جونقلي المضطربة.
وأضاف لرويترز أن قوات الحكومة الموالية للرئيس سلفا كير أجرت «انسحابا تكتيكيا» إلى ثكنات مالوال تشات على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب من بور الثلاثاء، بعد اندلاع قتال في وقت سابق من أمس.
وقال نهيال من جوبا عاصمة جنوب السودان والواقعة على بعد 190 كيلومترا جنوبي بور «أجل..سيطروا (المتمردون) على بور».
وتضغط قوى غربية وإقليمية على الجانبين لإنهاء القتال الذي أودى بحياة ألف شخص على الأقل، وتسبب في خفض إنتاج النفط في جنوب السودان، وأثار المخاوف من اندلاع حرب أهلية على أساس قبلي في قلب المنطقة الهشة.
وكان وزير الإعلام مايكل ماكوي قال: إن مشار يريد السيطرة على بور، حتى يكون موقفه قويا خلال محادثات السلام المتوقع أن تبدأ في إثيوبيا.
وقال مسؤولون حكوميون: إن القوات الحكومية تشتبك مع ميليشيا «الجيش الأبيض» المنتمية لقبائل النوير والقوات الموالية لبيتر قاديت القائد السابق بالجيش الذي تمرد أيضا على الرئيس سلفا كير عندما اندلع القتال في العاصمة جوبا في 15 ديسمبر.
وامتدت الاشتباكات سريعا وأدت إلى انقسام البلاد بين قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، وقبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير.
وتقول منظمات إغاثة: إن عشرات الآلاف من المدنيين في بور عبروا نهر النيل الأبيض هربا من القتال، وفروا إلى منطقة المستنقعات.
وفي ذات السياق حثت الولايات المتحدة جميع أطراف الصراع في جنوب السودان على وقف الأعمال الحربية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
وقالت كايتلين هايدن المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان يوم الثلاثاء «الولايات المتحدة ستوقف الدعم وستعمل على ممارسة ضغط دولي على أي عناصر تستخدم القوة للاستيلاء على السلطة».
وأضافت قائلة «وفي الوقت نفسه فإننا سنعتبر القادة مسؤولين عن تصرفات قواتهم، وسنعمل على ضمان محاسبة مرتكبي الفظائع وجرائم الحرب».
وقال وسطاء: إن الطرفين كليهما وافقا على وقف إطلاق النار، لكن القتال استمر بين قوات حكومة الرئيس سلفا كير وميلشيات موالية لنائبه السابق رياك مشار في بور عاصمة ولاية جونقلي التي شهدت مذبحة عرقية في 1991.
قال مسؤولون حكوميون: إن القوات الحكومية تشتبك مع ميليشيا «الجيش الأبيض» المنتمية لقبائل النوير والقوات الموالية لبيتر قاديت القائد السابق بالجيش، الذي تمرد أيضا على الرئيس سلفا كير عندما اندلع القتال في العاصمة جوبا في 15 ديسمبر
وقال وزير الخارجية الإثيوبي توادروس أدهانوم رئيس وفد الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد) الذي يتوسط في المحادثات «أشعر بالقلق لاحتمال أن يعطل استمرار القتال في بور بدء هذه المحادثات».
وأضاف قائلا بالهاتف من أديس أبابا، «آمل أن يصل الوفدان غدا (الأربعاء) لبدء المحادثات وتسوية هذه المشكلة نهائيا».
كما وصلت مجموعة إضافية من أفراد شرطة الأمم المتحدة تضم 73 جنديا إلى جوبا يوم الثلاثاء، بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على خطط لزيادة عدد قوات حفظ السلام في جنوب السودان إلى الضعف لحماية المدنيين.
وتزايدت مخاوف تأجج أعمال عنف قبلية في أحدث دولة في العالم.
وأجاز مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة بالإجماع خطة قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لزيادة القوة في جنوب السودان إلى 12500 جندي و1323 من الشرطة مع لجوء أكثر من 45 ألف مدني إلى قواعد للمنظمة الدولية.
وستعزز القوة الإضافية قواعد الأمم المتحدة التي يلجأ إليها المدنيون طلبا للحماية.
وقال ناير اتندرا قائد أركان شرطة الأمم المتحدة «استقبلنا الآن 73 في المجمل. يأتي هذا في إطار تعاون بين البعثات. وبعدما أقر مجلس الأمن الدولي القرار فيما يتعلق بنشر وحدات من الشرطة هنا، لإقرار القانون والنظام.»
وفي نيويورك نددت مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان الثلاثاء بـ»الفظائع» المرتكبة في البلاد، متحدثة عن اكتشاف «عدد كبير من جثث» المدنيين وقتل جنود أسرى في مدن عدة.
وأشارت القوات الدولية في بيان إلى أن مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان «قلقة جدا إزاء الأدلة الفاضحة المتزايدة عن انتهاكات واضحة للحقوق العالمية للإنسان المرتكبة في جنوب السودان منذ 15 يوما»، وأضاف البيان «حصلت عمليات إعدام من دون محاكمات لمدنيين وجنود أسرى في مناطق عدة من البلاد، بما يثبته اكتشاف عدد كبير من الجثث» في العاصمة جوبا، وأيضا في مدينتي ملكال وبور في ولايتي النيل الأعلى وجونقلي.
وقالت ممثلة الأمم المتحدة في جنوب السودان هيلدي جونسون بحسب البيان «أدين بأشد العبارات الفظائع المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء من مختلف المجموعات في الجانبين خلال هذه الأزمة».
وأكدت مهمة الأمم المتحدة أنها «تجمع بشكل فاعل معلومات»، بشأن المجازر المرتكبة لاستخدامها في تحقيقات رسمية مستقبلية محتملة، على الرغم من أن جنوب السودان ليست من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.