![زحف «الجيش الأبيض» يثير المخاوف في جنوب السودان 555555_451377129](http://www.alyaum.com/News/files.php?file=2012/555555_451377129.jpg)
الوكالات - جوبا 2013/12/31 - 03:00:00
تمدد القتال في جنوب السودان لينتشر في سبع ولايات من أصل عشر هي مجموع ولايات الجنوب، فيما خاض جيش جنوب السودان اشتباكات مع مليشيا «الجيش الأبيض» قرب بلدة بور بولاية جونقلي. ونقلت صحيفة «سودان تريبيون» عن المتحدث الرسمي باسم الجيش الحكومي القول إن هناك معلومات تؤكد استعداد قوات نائب الرئيس السابق رياك مشار لمعاودة الهجوم على مدينة بور التي كانت قد فقدتها بعد أن سيطرت عليها فور إعلان تمردها منتصف الشهر.
وقال فيليب أجوير: إن القوات المتمردة الموالية لمشار تخطط لشن هجوم على ولاية جونقلي، مشيرا في حديث للصحفيين في جوبا إلى أن الجيش الحكومي يخوض معارك ضارية في ولاية الوحدة، وانه صد عددا من الهجمات التي شنتها القوات المتمردة على بعض المناطق.
وقال وزير الإعلام ميشيل ماكوي إن الجيش الأبيض -وهو مليشيا تتألف بشكل كبير من شبان من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار- اشتبك مع القوات الحكومية على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من بلدة بور بعد خمسة أيام من طرد المتمردين منها.
وقال ماكوي لرويترز: إن أعداد مليشيا الجيش الأبيض التي قدرت بنحو 25 ألف عنصر تناقصت بعد أن أقنعهم سياسيون بقبيلة النوير وزعماء قبائل بالتخلي عن توجههم إلى بور، وأوضح أن نحو خمسة آلاف عنصر من هذه المليشيا رفضوا التخلي عن السير وواصلوا تقدمهم إلى بور وطردوا القوات الحكومية من ماثيانغ القريبة من بور. ولم ينفِ المتحدث باسم المتمردين موسى رواي وجود قوات معادية للحكومة في جونقلي، لكنه أكد أنهم ليسوا تابعين للنائب السابق مشار، وإنما هم جنود بالجيش قرروا طوعا حمل السلاح ضد الحكومة.
تعبئة
من جانبه، ذكر المتحدث باسم الجيش الحكومي فيليب أقوير ان المتمردين يقومون بتعبئة الشبان والمدنيين المسلحين لهجوم ثانٍ على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط، التي طردوا منها الجمعة.
وقالت الأمم المتحدة إن تدخل مليشيا الجيش الأبيض يزيد من حالة الاضطرابات بالبلاد، وذكرت هيلدا جونسون الممثلة الخاصة للأمين العام للمنظمة الدولية في بيان أن «جنوب السودان لا يتحمل أي تصعيد آخر في الأزمة بدخول شبان مسلحين، ما يضع تجمعات في مواجهة أخرى يمكن أن يفضي هذا بنهاية الأمر إلى حلقة مفرغة من العنف».
ويعرف المقاتلون الشباب بـ«الجيش الأبيض» لاستخدامهم بودرة بيضاء لتغطية أجسامهم لوقايتها من الحشرات التي تعج بها مناطق الأحراش، ولم يخضعوا لتدريبات عسكرية رسمية، كما أن تحركهم دون إشراف أو أوامر قيادات يثير مخاوف من عدم انضباطهم.
وأشارت مصادر مسؤولة في حكومة جنوب السودان الى أن مشار لجأ إلى قبائل النوير في منطقة أرور لتحريك جيش الشباب، إلا أن نائب الرئيس السابق الذي تتهمه جوبا بمحاولة الانقلاب على الحكومة، نفى أن يكون «الجيش الأبيض» تحت امرته.
مون والخرطوم
من جهته، دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة السودانية إلى اتخاذ تدابير لمواجهة العدد المتزايد من الاغتيالات بحق عناصر من قوات حفظ السلام الدولية في منطقة دارفور، التي تواجه نزاعا داميا مستمرا منذ عشر سنوات.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي،اثر مقتل عنصرين اردني وسنغالي من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور بنيران مسلحين في مكمن في جنوب هذا الاقليم الواقع غرب السودان، إن «الأمين العام فجع لمعرفته بحصول هجوم مسلح جديد من جانب مهاجمين غير معروفين ضد دورية للقوات المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور».
واشار المتحدث باسم الامم المتحدة الى ان بان كي مون «ينتظر من حكومة السودان ان تحيل سريعا الى العدالة المسؤولين عن هذا الهجوم والهجمات السابقة ضد قوات حفظ السلام الدولية في دارفور».
وسجلت أعمال العنف خلال العام 2013 ازديادا في اقليم دارفور، حيث تحارب الحكومة تمردا مستمرا منذ عشر سنوات. وأدت اعمال العنف هذه الى نزوح 460 الف شخص على الاقل، بحسب ارقام الامم المتحدة. وقد أدى النزاع في دارفور الى سقوط 300 الف قتيل على الاقل منذ اندلاعه قبل 10 سنوات