جنود من قوة حفظ السلام الدولية في دورية روتينية في ضواحي العاصمة جوبا (رويترز)
الوكالات - عواصم 2013/12/21 - 03:05:00
دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما جنوب السودان الذي يشهد معارك طاحنة بين فصائل من الجيش، الى ان «يوقف فورًا جميع اعمال العنف التي تهدف الى زعزعة حكومة» الدولة الفتية التي اصبحت «على شفير هاوية» الحرب الاهلية، فيما قتل ثلاثة جنود من القوات الدولية في هجوم على قاعدة للامم المتحدة في جنوب السودان.
وقال اوباما في بيان: إن «المعارك الاخيرة تهدد وتغرق جنوب السودان مجددًا في الايام الحالكة التي عاشها بالماضي» داعيًا الى انهاء «المعارك -فورًا- الهادفة الى تصفية حسابات سياسية وزعزعة الحكومة».
كما اعلن اوباما في رسالة الى الكونغرس ان الولايات المتحدة ارسلت حوالى 45 جنديًا الى جنوب السودان، لتأمين امن الرعايا الامريكيين.
وقال: إن الجنود «المجهزين بشكل جيد للمعركة، انتشروا بهدف تأمين حماية مواطنين ومصالح امريكية»، وسيبقون في جنوب السودان طالما تطلب الوضع ذلك.
قال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة: إن «بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان ستحاول إخراج أفراد المنظمة الدولية غير المسلحين من أكوبو مع تعزيز القاعدة في أكوبو بقوة اضافية قوامها 60 جنديًا من ملكال»وكانت السفارة الامريكية امرت الثلاثاء طاقمها غير الاساسي الى مغادرة جنوب السودان، كما علقت كل نشاطاتها وغادر معظم طاقمها الاساسي.
والخميس، اجلت الولايات المتحدة حوالى 130 شخصًا من امريكيين وجنسيات اخرى، وكانت الاربعاء قد أجلت أيضًا اكثر من 150 شخصًا من جنوب السودان.
هجوم
وفي السياق، قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة يان إلياسون: إن قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في ولاية جونقلي بجنوب السودان هوجمت الخميس، وأن الأمم المتحدة تلقت تقارير بأن بعض الأشخاص قتلوا.
وقال إلياسون للصحفيين: «قاعدتنا في أكوبو بولاية جونقلي هوجمت، ولدينا تقارير تفيد بسقوط قتلى. ليس لدينا تفاصيل عن ذلك حتى الآن».
وخاضت قوات حكومة جنوب السودان معارك لاستعادة السيطرة على بلدة مضطربة، وأرسلت قوات لوقف اشتباكات في منطقة منتجة للنفط الخميس في خامس أيام صراع أجج الانقسامات العرقية في البلاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون: إنه صدم حينما علم بالهجوم على القاعدة التابعة للأمم المتحدة.
وقال في بيان: «بدت مؤشرات على أن مدنيين قتلوا وجرحوا في الهجوم، ولكن لم يتم التحقق من هذا. وإذا صحت هذه الأنباء فإنه يجب محاسبة هؤلاء الجناة على جرائمهم».
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة: إن «بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان ستحاول إخراج أفراد المنظمة الدولية غير المسلحين من أكوبو مع تعزيز القاعدة في أكوبو بقوة اضافية قوامها 60 جنديًا من ملكال».
وقالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في بيان: إن 43 من جنود حفظ السلام الهنود وستة مستشارين من الشرطة تابعين للأمم المتحدة وموظفين مدنيين اثنين تابعين للمنظمة الدولية كانوا في القاعدة وقت الهجوم.
وأضافت «تبذل البعثة قصارى جهدها للتحقق من الملابسات المحيطة بالهجوم على قاعدتها في اكوبو وتأمين سلامة أفرادها الذين لا يزالون هناك».
وقال كيران دوير المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة: إن الاتصالات مع قاعدة بعثة الأمم المتحدة في أكوبو قطعت فيما يبدو.
وأضاف إن المدنيين الذين لجأوا إلى القاعدة كانوا هدف الهجوم، وأن اولئك المدنيين ينتمون إلى قبيلة الدنكا.
معارك
ميدانيًا، خاضت قوات حكومة جنوب السودان معارك لاستعادة السيطرة على بلدة مضطربة، وأرسلت قوات لوقف اشتباكات في منطقة منتجة للنفط في صراع أجج الانقسامات العرقية في بلد لا يتجاوز عمره عامين.
وأثار القتال الذي أدى حتى الآن إلى مقتل زهاء 500 شخص قلق جيران جنوب السودان.
واتسعت رقعة القتال الذي بدأ حول العاصمة جوبا الأحد الماضي بسرعة، ويقاتل جنود موالون لنائب الرئيس السابق ريك مشار وهو من قبيلة النوير قوات كير الذي ينتمي إلى قبيلة الدنكا ذات النفوذ الواسع.
ونفى مشار الذي أدت اقالته من منصبه في يوليو تموز إلى أشهر من التوترات اتهام كير له بقيادة محاولة انقلاب.
وخاض الجانبان معارك شرسة حول بلدة بور شمالي جوبا التي كانت مسرحًا لمجزرة عام 1991 ارتكبها جنود موالون لمشار بحق المئات من أبناء الدنكا.
وأدى القتال إلى زيادة حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة الهشة بالفعل من أفريقيا وعرقل جهود الدولة الوليدة لبناء مؤسسات فعالة.
سياسيًا، أجرى وسطاء أفارقة محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفا كير في محاولة لإحلال السلام. ووصل فريق وسطاء أرسله الاتحاد الافريقي ومقره اديس ابابا إلى جوبا لاجراء محادثات.
وقال مسؤول إثيوبي: إن أعضاء الفريق من اثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا. وهذه أول مبادرة هامة لإحلال السلام منذ اندلاع الاشتباكات.