![أوغلي لـ اليــوم : «التعاون الإسلامي» رقم مهم دوليا والقدس قضيتها المحورية 16_143278317](http://www.alyaum.com/News/files.php?file=2012/16_143278317.jpg)
أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أوغلي يتحدث لـ«اليوم» من إسطنبول
العزب الطيب الطاهر - أسطنبول 2013/12/21 - 03:15:00
قال أمين عام منظمة التعاون الاسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الذي تنتهي فترته في نهاية ديسمير الحالي ان منظمة التعاون الاسلامي باتت رقما مهما في المعادلة الأقليمية والدولية حاليا.
واضاف في حوار مع «اليوم»: لاشك في ان المنظمة باتت رقما مهما في العالم، ولعل أكبر دليل على ذلك أن مجلس الأمن عقد في الثامن والعشرين من اكتوبر الماضي جلسة خاصة لوضع أسس لتفعيل التعاون بين المنظمة والأمم المتحدة.
وأوضح: وضعنا خطة استراتيجية لإنقاذ القدس تتضمن تقديم العون لثلاثة قطاعات محورية في المدينة وهي الصحة والتعليم والإسكان للنهوض بأحوال أهالي القدس وتهيئ لهم حياة كريمة، وقناعتي هي أن ابقاء المقدسيين في منازلهم أكبر خدمة يمكن أن يقدمها العالم الاسلامي لهم، وذلك ما أسميه أنا بالجهاد الأكبر، فالخروج من القدس يؤكد ضياعها على مدى السنوات ويقدمها لقمة سائغة للطرف الآخر.
وتاليا نص الحوار:
- ما دلالات حرصك على اللقاء مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان قبل أيام وهل ثمة نتائج إيجابية أسفر عنها على صعيد العلاقات بين الديانتين الاسلامية والمسيحية؟
لا شك أن هذا اللقاء تاريخي لأنه يجرى لأول مرة بين أمين عام لمنظمة التعاون الاسلامي وبابا الفاتيكان وكما نعلم فإن المنظمة هي ممثلة العالم الاسلامي والصوت الجماعي للأمة الاسلامية وللأسف لم يتم خلال السنوات المنصرمة اجراء أي لقاء بين الجانبين، ومن جهتي أعبر عن ارتياحي الكامل لمقابلتي الأخيرة معه خاصة البابا الحالي فقد رصدت خلاله تجليات حقيقية لكل ما صرح به عن توجهاته وأفكاره في التعامل مع العالم الاسلامي ورؤاه لإمكانية التعاون فيما يتعلق بمكافحة الفقر ومواجهة الظلم الاجتماعي والدعوة للعدالة الاجتماعية، وقد لمست منه صدقا وأريحية وتواضعا شديدا.
وهي صفات تؤهله ليكون زعيما روحيا كبيرا ومتميزا ولدي قناعة بعد لقائي معه أن الأبواب فتحت لاتخاذ قرارات مثمرة وإيجابية، فقد تحدثت معه عن ضرورة قيام حوار بناء بين الجانبين، وأبلغته أننا في حاجة الى نوع يتمثل في إنجاز مصالحة بين الاسلام والمسيحية على نمط المصالحة بين المسيحية واليهودية، وقلت له إنني أكرر هذه الدعوة منذ سنوات طويلة فوجدت منه تجاوبا كبيرا جدا وعبر عن سعادته بهذا الاقتراح المهم ووعدني بأنه سيعمل على تحقيقه، كما تناولنا في اللقاء ضرورة المحافظة على الشخصية التاريخية للقدس خاصة أنها تحتوي على معابد الأديان السماوية الثلاثة الاسلام والمسيحية واليهودية، باختصار خرجت من هذا اللقاء مع بابا الفاتيكان بارتياح بالغ ولمست فيه روحا بناءة تجاه العالم الاسلامي.
- بعد كل هذه السنوات الثماني التي أمضيتها أمينا عاما لمنظمة التعاون الاسلامي وحققت تحولات نوعية سواء على صعيد إعادة هيكلتها أو تفعيل حضورها الاقليمي والدولي ما الذي كنت تخطط وتحلم به ولم تحققه خلال هذه الفترة؟
الذي يمكنني قوله على هذا الصعيد أن المنظمة ودولها الأعضاء التي تزيد على 57 دولة لديها إمكانات ضخمة والخطة العشرية التي تم اقرارها من قبل قادة العالم الاسلامي والتي وضعت أهدافا وآليات محددة لتحقيق انتقال نوعي في أداء المنظمة نجحت في تعبئة وتوظيف جزء من هذه الإمكانات لأهداف مشتركة، وحققنا في هذا الصدد مشروعات مهمة لمصلحة الشعوب الاسلامية، كما أتمنى أن تبدأ خطة عشرية جديدة بعد انتهاء الخطة الأولى لوضع أهداف أكثر طموحا، فقد بدأنا الأولى على فراغ لم يكن ثمة ما يمكن الاستناد عليه وهي قد وفرت الأرضية الصلبة التي يمكن البناء عليها والانطلاق منها الى خطة جديدة أكثر فعالية وتأثيرا.
- هل يمكن القول بشفافية ان منظمة التعاون الاسلامي باتت رقما مهما في المعادلة الأقليمية والدولية حاليا؟
لا شك في هذا ولعل أكبر دليل هو أن مجلس الأمن عقد في الثامن والعشرين من اكتوبر الماضي جلسة خاصة لوضع أسس لتفعيل التعاون بين المنظمة والأمم المتحدة بحضور الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية بالمجلس والدول العشر الأخرى الأعضاء غير الدائمين والتي حرصت جميعا علي ابداء اهتمامها بفعالية المنظمة وضرورة دعمها على الصعيد الدولي.
- هل نجحت الأمانة العامة للمنظمة في الحصول على ضمانات من حكومات الدول الأعضاء لدفعها لاتخاذ قرارات قوية في قضايا العالم الاسلامي؟
ما يحكم الاطر التي تتحرك فيها الأمانة العامة هو قرارات مؤسسة القمة وقرارات المجلس الوزراي للمنظمة، وأعتقد أن الكثير من طموحات الأمانة في هذا الشأن ستتحقق خلال السنوات القادمة مع المزيد من تنامي دورها في التفاعل مع قضايا وأزمات الدول الأعضاء، لاسيما أن هناك أرضا صلبة بات يمكن البناء عليها، فضلا عن إدراك وفهم أكثر من الدول الأعضاء بأن المنظمة أصبحت خط الدفاع الأول للدفاع عن قضاياها وتطلعاتها، وتحميهم في بعض الأحيان عن المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها على الصعيد الدولي.
- لكن ربما المواطن البسيط قد لا يشعر بتأثيرات مباشرة من المنظمة على حياته اليومية؟
هناك خطوات ومشروعات عديدة اتخذت على صعيد البنية التحتية في بعض الدول الاسلامية فهناك مطاران في افريقيا يتم انشاؤهما من قبل المنظمة، وهناك طريق سكك حديد يربط بين داكار بالسنغال الى بور سودان وثمة مشروعات أخرى كبناء مستشفيات والسدود وغيرها يتم تمويلها من أجهزة المنظمة ولكن قد لا يشعر المواطن البسيط بها ربما لنقص في تسويق هذه المشروعات إعلاميا الى جانب ذلك أشير الى المنظمات الانسانية التابعة للدول الأعضاء والتي تشرف عليها إدارة الشئون الانسانية فيها أضحت تقوم بأدوار فعالة وملموسة على صعيد الأزمات التي تتعرض لها الشعوب كما هو الحال في القضية الفلسطينية والأزمة السورية والصومال واليمن وباكستان وميانمار والنيجر ومالي وغيرها من الأزمات الحادة والكوارث الانسانية من زلازل وفيضانات في العالم الاسلامي، وكل ذلك يصب في مصلحة المواطن الذي يكابد من جراء تصاعد هذه الأزمات في السنوات الأخيرة.
- المنظمة تأسست على كونها منظمة دينية ولكنها واجهت تحديا كبيرا لتكون منظمة سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية بعيدا عن مركب الدين على نحو مباشر فكيف تعاطيت مع هذه الإشكالية؟
المنظمة اسلامية بالمعنى الواسع للمفردة، فهي تمثل شعوبا في أغلبها تنتمي الى الدين الاسلامي الحنيف، وقامت على مبدأ التضامن الاسلامي منذ تأسيسها في العام 1969، وبالفعل قبل تسع سنوات كان ينظر اليها باعتبارها منظمة دينية ولكن الآن بعد العمل الطويل الذي استمر حوالي عقد من الزمان على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانسانية وغيرها تأكد للجميع أنها ليست منظمة دينية وإنما هي منظمة حكومية تضم في عضويتها 57 دولة وهي ثاني أكير منظمة في العالم بعد منظمة الأمم المتحدة وتمثل أكثر من مليار و600 مليون من البشر وهو ما جعلها موضع قبول واسع في العالم لاسيما دول أوروبا والولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها من الدول الكبرى والمؤثرة في السياسة الدولية، وأصبحت كل هذه الدول تسعى للحصول على وضعية المراقب في المنظمة أو أن ترسل مبعوثا خاصا لها ليتعامل مع المنظمة.
- ارتبط تأسيس المنظمة بقضية القدس فهي نشأت بعد قيام متطرف صهيوني بحرق المسجد الأقصي وبعد حوالي أربعين عاما من إنشائها تغير اسمها الي منظمة التعاون الاسلامي فهل كان ذلك مؤشرا على تقليص اهتمامها بالقدس والأقصى كما يقول البعض؟
لا علاقة البتة بتغيير مسمى المنظمة من مؤتمر الى تعاون بطبيعة تعاملها مع قضية القدس هذه تسمية –منظمة المؤتمر الاسلامي– كانت في ظل عدم وجود بديل مقبول، فهكذا تعارف الناس بعد ما عقد مؤتمر القمة الاسلامي في العام 1969 فأطلق المسمى على المنظمة التي تقرر تأسيسها بعد هذه القمة والأكثر من ذلك بعد تغيير المسمى الى منظمة التعاون الاسلامي تغيرت منهجية وآليات التعاطي مع قضية القدس والأقصى بمعنى تجاوزت مرحلة إصدار البيانات وقرارات الشجب والإدانة ووضعنا خطة استراتيجية لإنقاذ القدس تتضمن تقديم العون لثلاثة قطاعات محورية في المدينة وهي الصحة والتعليم والإسكان للنهوض بأحوال أهالي القدس وتهيئ لهم حياة كريمة ليستمروا في الإقامة داخل المدينة، فقناعتي أن ابقاء المقدسيين في منازلهم ومساكنهم هو أكبر خدمة يمكن أن يقدمها العالم الاسلامي لهم وذلك ما أسميه أنا بالجهاد الأكبر، فالخروج من القدس يؤكد ضياعها على مدى السنوات ويقدمها لقمة سائغة للطرف الآخر..
ولقد أعددنا هذه الاستراتيجية ووافقت عليها القمة ووزراء الخارجية وقدمناها للدول الاعضاء وعقدنا اجتماعا وزاريا خاصا لبحث آليات تطبيقها ونحن على قناعة قوية بأن الدول ستقوم بالأدوار المطلوبة منها وتبادر في تنفيذها لأن المنظمة ليست جهة تنفيذ وتمويل