قوات المعارضة السورية تحاول التصدي للطيران الحربي والذي يغير على الأحياء (رويترز )
الوكالات - عواصم 2013/12/20 - 03:00:00
اعتبرت لجنة التحقيق الدولية بشان سوريا في تقرير نشر أمس في «جنيف» أن الاختفاءات القسرية التي تنفذها قوات النظام في هذا البلد تشكل جريمة بحق الإنسانية. في وقت واصل الطيران الحربي السوري شن غارات على مناطق في مدينة حلب لليوم الخامس على التوالي.
وقال بيان اللجنة التابعة للأمم المتحدة: «هناك ما يدعو الى الاعتقاد بان الاختفاءات القسرية التي تنفذها القوات الحكومية في اطار هجمات واسعة ومنهجية ضد السكان المدنيين تشكل جريمة بحق الانسانية».
وفي وثيقة من عشر صفحات اتهمت لجنة التحقيق التي يرأسها القاضي البرازيلي «باولو سيرجيو بينيرو» ومن أعضائها المدعية الدولية السابقة «كارلا ديل بونتي» سلطات دمشق بممارسة الإخفاء القسري منذ بداية الاضطرابات في 2011. وقالت: إن حملة الترهيب هذه استخدمت كتكتيك حرب.
وذكر التقرير أن مدنيين معظمهم رجال بالغون خطفوا من قبل القوات المسلحة والأمن السوري وميليشيات موالية للحكومة خلال عمليات اعتقال جماعية ومداهمة منازل وعلى حواجز وفي المستشفيات.
وتابع: إن عمليات الخطف كانت ترتدي في معظم الأحيان طابعًا عقابيًا باستهدافها أفراد عائلات فارين من الجيش، وناشطين وأشخاص يقدمون عناية طبية للمعارضين.
وتابع: إن السلطات ترفض إعطاء معلومات عن المفقودين وفي بعض الأحيان أوقف أفراد عائلات توجهوا إلى أجهزة الأمن.
تواصل الغاراتميدانيا واصل الطيران الحربي السوري الخميس شن غارات على مناطق في مدينة حلب لليوم الخامس على التوالي موسعًا قصفه الجوي أمس ليطال مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف المحافظة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
وأفاد «مركز حلب الإعلامي» على صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي بعد أربعة أيام من قصف الطيران المروحي مدينة حلب بالبراميل المتفجرة حول النظام مسار ضرباته الجوية ليستهدف منذ الصباح قرية «تل علم» بالبراميل في ريف السفيرة (جنوب شرق).
وأفادت شبكة «شهبا برس» التي تضم مجموعة من الناشطين أن القصف الجوي طال أيضا بلدات «دارة عزة، ومارع، ومنبج، وعندان شمال حلب» والتي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام بشار الأسد لأكثر من عام ونصف عام.
وتعرضت مناطق المعارضة في مدينة حلب منذ الأحد لقصف دام من الطيران السوري غالبيته باستخدام «البراميل المتفجرة» التي تلقى من الطائرات بدون نظام توجيه وتسبب دمارًا واسعًا.
وكان مصدر أمني سوري نفى قبل أيام استخدام «البراميل المتفجرة»، مشيرًا إلى أن الطائرات الحربية تستخدم «قنابل»، وأن النظام السوري سيقصف «الإرهابيين بالقذائف أينما كانوا»، في إشارة الى مقاتلي المعارضة.
وقال المرصد السوري أمس: إن «حي الشيخ نجار» في شمال حلب تعرض لقصف من الطيران باستخدام براميل مماثلة.
وبحسب حصيلة المرصد أدى القصف الجوي منذ الأحد وحتى الأربعاء إلى مقتل 161 شخصا.
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»: إن حصيلة القصف الدامي المتواصل ارتفعت الى 189 قتيلًا خلال أربعة أيام.
ورأى مدير المرصد «رامي عبد الرحمن» أن من الصعب على النظام - إن لم يكن مستحيلا - التقدم في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في حلب كبرى مدن الشمال السوري.
أضاف: «لكن أعتقد أن النظام يحاول تأليب سكان هذه الأحياء ضد الكتائب المقاتلة».
وتشهد مدينة حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها.
قال بيان اللجنة الأممية: «هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بان الاختفاءات القسرية التي تنفذها القوات الحكومية في إطار هجمات واسعة ومنهجية ضد السكان المدنيين تشكل جريمة بحق الانسانية»
دمشق وريفهاقال ناشطون سوريون: إن قوات المعارضة تخوض لليوم الثالث معارك عنيفة داخل كتيبة التسليح والوقود المعروفة بالكتيبة 156 الموجودة في منطقة المرج في الغوطة الشرقية.
وأضاف الناشطون أن هذه المواجهات تأتي ضمن المعارك التي تخوضها قوات المعارضة في أكثر من جبهة في محاولة منها لفك الحصار عن الغوطة، من جانبها ردت قوات النظام بقصف المدن والبلدات التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مناطق في مدينة «حرستا والغوطة الشرقية» تعرضت لقصف من القوات النظامية خلف جرحى، كما ارتفع عدد القتلى إلى 11 - بينهم سيدة وطفل- قضوا إثر إطلاق نار عليهم على مدخل بلدة بيت سحم الأربعاء، كما تعرضت منطقة «الجورة بحي القدم» صباح أمس لقصف من قوات النظام بصاروخ أرض أرض مخلفا جرحى.
اشتباكاتوشهد محيط المشفى الوطني في «درعا المحطة» اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، وتحدثت الأخبار عن خسائر بشرية في صفوف الجانبين، كما لقي قيادي في جبهة النصرة -أردني الجنسية- مصرعه في اشتباكات مع قوات النظام في محافظة درعا.
وفي محافظة إدلب فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدة سراقب وجبل الأربعين.
ودارت اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في محيطة الفرقة 17 في محافظة «الرقة» وفي محيط مستودعات الصاعقة بريف «دير الزور» الغربي وفي حي الرشدية بمدينة دير الزور.
سفن صينيةوعلى صعيد آخر قالت وزارة الخارجية الصينية: إن الصين سترسل سفينة حربية للمشاركة في حماية سفينة أمريكية جهزت خصيصا لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.
ومن المقرر أن تسلم سوريا مواد سامة قاتلة تستخدم في تصنيع «السارين، وغاز في.إكس» ومواد قاتلة أخرى بموجب اتفاق دولي أبرم بعد هجوم على مشارف العاصمة السورية دمشق في أغسطس قتل المئات.
وستدمر الأسلحة الكيماوية السورية على ظهر سفينة أمريكية جهزت خصيصا لهذا الغرض نظرا لخطورتها في حالة نقلها إلى أي دولة. ولم يتم الاتفاق بعد على المكان الذي سترسو فيه السفينة خلال القيام بهذه المهمة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية «هوا تشون ينغ»: في إفادة صحفية يومية «قررت الصين إرسال سفينة حربية للمشاركة في حماية شحن الأسلحة الكيماوية السورية.»
وأضافت «تأمل الصين أن تستكمل بسلاسة ويسر الأعمال المتعلقة بإزالة الأسلحة الكيماوية السورية. هذا سيسهم في الدفع من أجل التوصل إلى حل سياسي للقضية السورية، وسيسهم في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي بما يتفق مع مصالح كل الأطراف».
ودعت الصين مرارا لحل سياسي للأزمة السورية كما دعت الى تحقيق كامل ومحايد يجريه خبراء الأسلحة الكيماوية في الأمم المتحدة وحذرت من استباق الاحكام. وقالت: إن كل من يستخدم الأسلحة الكيماوية يجب أن يحاسب.