شموع وورود أمام سفارة جنوب أفريقيا في باريس بمناسبة رحيل مانديلا
الوكالات - عواصم 2013/12/08 - 03:00:00
تستعد جنوب افريقيا التي ستكون محط انظار العالم، لاسبوع حداد وطني لتشييع رئيسها السابق نيلسون مانديلا بحضور قادة من جميع انحاء العالم ودفنه في 15 ديسمبر في مسقط رأسه كونو جنوب البلاد.وسيتوجه سياسيون بينهم رؤساء دول سابقون وحاليون، وفنانون وزعماء روحيون من جميع انحاء العالم الى جنوب افريقيا من اجل المشاركة في جنازة هذه الشخصية العالمية التي توفيت الخميس في جوهانسبرغ عن 95 عاما بعد صراع مع المرض لستة اشهر ونضال ضد الظلم كلفتها 27 عاما في السجن.
وستشيع الجنازة في استاد البنك الوطني الأول "إف إن بي" والمعروف سابقا باسم "سوكر سيتي" بمدينة جوهانسبرج. وسيدفن مانديلا في مسقط رأسه بقرية كونو في 15 كانون أول/ديسمبر الجاري.
وقالت شركات سياحة: إن جميع الغرف في الفنادق حجزت والسيارات استؤجرت في العاصمة بريتوريا ومدينة جوهانسبرج من أجل استقبال كبار الزوار.
وأعرب مواطنو جنوب أفريقيا عن تقديرهم لإرث مانديلا الذي وافته المنية مساء أمس الأول الخميس عن عمر ناهز 95 عاما في منزله.
وقال الرئيس السابق ثابو مبيكي: إن "السبب وراء جميع الإنجازات الكبرى لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم هو جيل مانديلا".
ويعتبر مانديلا الأب المؤسس لجنوب أفريقيا الديمقراطية.
وأضاف مبيكي أن الشعب الجنوب أفريقي يحتاج حاليا إلى التفكير بشأن كيفية الارتقاء إلى المبادئ المثالية لمانديلا والخاصة بخلق مجتمع غير عنصري يقوم على المساواة وشامل للجميع.
وذكر لراديو "كيب توك" المحلي :"أعتقد أنه علينا الاعتراف بأننا لم ننجز هذا الأمر بعد".
وقال كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق ديزموند توتو: إن من يتوقعون أن تشهد البلاد توترات عنصرية بدون مانديلا سيدهشون من مدى قوة المجتمع الجنوب أفريقي.
لكن سكان جنوب افريقيا لم ينتظروا المراسم الرسمية لتكريم اول رئيس اسود للبلاد يرى كثيرون ان شخصيته ونبله منعا اندلاع حرب اهلية في البلاد مطلع التسعينات، عندما قررت الاقلية البيضاء تسليم السلطة الى الاغلبية السوداء.
ولا حديث للناس في جنوب افريقيا سوى موت مانديلا، في الشارع والاذاعة والتلفزيون ولا شىء يهمهم حاليا مما يحدث في اي مكان آخر في العالم.
وامام المنزل الذي توفي فيه في جوهانسبرغ والمنزل الذي عاش فيه في سويتو قبل اعتقاله في 1962 وتمثاله في مركز تجاري في احدى ضواحي جوهانسبرغ يحمل اسمه، ومقر الرئاسة في بريتوريا، ومبنى بلدية الكاب حيث ألقى أول خطاب بعد إطلاق سراحه في 1990... في كل هذه الأماكن الرمزية وضع مجهولون أكاليل الورود ورسائل تعزية.
وتهيمن اجواء احتفالية من أغان ضد الفصل العنصري أو لتمجيد نلسون مانديلا يرددها الحشد ملوحاً بورود، بينما تتكرر من حين لآخر هتافات "يعيش مانديلا" و"حياة مديدة لمانديلا".
وفي سويتو التي سادها هدوء، طغت أجواء احتفالية بعد الظهر أمام المنزل الذي كان يقيم فيه مانديلا وتحولت في بعض الأحيان إلى تجمع سياسي للمؤتمر الوطني الافريقي.
وأكد الرئيس زوما ان تكريم ابطال النضال ضد الفصل العنصري سيستمر، وأعلن الاسبوع المقبل "أسبوعاً للحداد الوطني".
وسيبدأ الأسبوع اليوم الأحد "بيوم وطني للصلاة والتأمل"، ثم تجمعات محلية تنظمها مجالس بلدية وفروع المؤتمر الوطني الأفريقي ونقابات وكنائس.
وستنظم مراسم وطنية رسمية الثلاثاء في ستاد سوكر سيتي في سويتو بالقرب من جوهانسبرغ. وفي هذا الاستاد ظهر مانديلا للمرة الاخيرة بين الناس في اختتام مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2010.
وبعد ذلك سيسجى جثمان مانديلا في مقر الرئاسة "يونيون بيلدينغز" من 11 الى 13 ديسمبر ليتمكن المسؤولون وغيرهم من إلقاء نظرة الوداع عليه.
وسيدفن مانديلا الأحد 15 ديسمبر في قرية كونو التي كان يقول: إنه أمضى أجمل سنين حياته فيها وطلب أن يدفن فيها، بالقرب من والديه وثلاثة من ابنائه.
ومع أن الاثنين السادس عشر من ديسمبر ليس جزءاً من برنامج أسبوع الحداد، لكنه سيكون يوم عطلة في "عيد المصالحة". وسيشهد تدشين بناء تمثال لمانديلا أمام مقر الرئاسة في بريتوريا.
وفي السياق, أعلن البيت الأبيض: إن الرئيس باراك اوباما وزوجته ميشيل سيتوجهان إلى جنوب أفريقيا الأسبوع المقبل للمشاركة في مراسم تكريم رئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا.
وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئاسة: إن الرئيس وزوجته "سيشاركان في مراسم تكريم" مانديلا الذي توفي الخميس عن 95 عاماً.
وفي بيان مقتضب، لم يحدد كارني تاريخاً محدداً للسفر واعداً بتقديم "المزيد من التفاصيل حول الرحلة" قريباً. ومن ناحيته، قبل الرئيس السابق جورج بوش الابن الدعوة للسفر إلى جنوب أفريقيا في الطائرة الرئاسية الاميركية، حسب ما أعلن متحدث باسم الرئيس السابق.
وقال المتحدث فريدي فورد: إن بوش وزوجته لورا "قبلا بامتنان دعوة الرئيس وعقيلته لمرافقتهما الى جنوب افريقيا على متن الطائرة الرئاسية والمشاركة في تشييع الرئيس نلسون مانديلا الاسبوع المقبل".
أما الرئيس الأسبق جورج بوش الأب فقد تلقى أيضاً دعوة ولكن بسبب صحته وسنه البالغ 89 عاماً فهو غير قادر على السفر لهذه المسافة الطويلة، حسب ما اعلن المتحدث باسمه جيم ماك راث لوكالة فرانس برس. واضاف: "لن يكون هناك بالتأكيد".
ومن ناحيته، اكد الرئيس السابق بيل كلينتون لمحطة "سي ان ان" انه سيتوجه الى جنوب افريقيا ولكنه لم يحدد كيفية سفره.
وقال: "كل عائلتنا سوف تذهب الى جنوب افريقيا" اي ما يعني زوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. واضاف: "لا أفوت هذه الفرصة. سأكون مجرد شخص بين اخرين. (مانديلا) كان صديقاً حقيقياً وشريكاً مميزاً عندما كان رئيساً". وأضاف: "سأقول وداعاً لآخر مرة" للزعيم المتوفى.