[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أولاً: أخطاء عامة: 1-
مرور عشر ذي الحجة عند بعض العامة دون أن يعيرها أي اهتمام، وهذا خطأ
بيِّن؛ لما لها من الفضل العظيم عند الله-(سبحانه وتعالى- عن غيرها من
الأيام، فقد صح عنه أنه قال: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله
منه في هذه الأيام العشر» [صححه الألباني في صحيح الترمذي برقم757].
2-
عدم الاكتراث بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد فيها: وهذا الخطأ يقع
فيه العامة والخاصة إلا من رحم الله تعالى، فالواجب على المسلم أن يبدأ
بالتكبير حال دخول عشر ذي الحجة، وينتهي بنهاية أيام التشريق، لقوله تعالى:
{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ....}.. (الحج :
28).
والأيام المعلومات: العشر، والمعدودات: أيام التشريق، قاله ابن عباس -رضي الله عنهما-.
قال
الإمام البخاري: "وكان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى
السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما"، وذلك بشرط ألا يكون
التكبير جماعيًّا، ولا تمايل فيه ولا رقص ولا مصحوبًا بموسيقى أو بزيادة
أذكار لم ترد في السنة أو بها شركيات، أو يكون به صفات لم ترد عن الرسول.
3-
جهر النساء بالتكبير والتهليل، لأنه لم يرد عن أمهات المؤمنين أنهن كبّرن
بأصوات ظاهرة ومسموعة للجميع، فالواجب الحذر من مثل هذا الخطأ وغيره.
4-
أنه أحدث في هذا الزمن زيادات في صيغ التكبير، وهذا خطأ؛ وأصح ما ورد فيه:
ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان: "قال: كبروا الله: الله أكبر،
الله أكبر كبيرًا" ، ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما أخرجه جعفر
الفريابي في كتاب العيدين [وهو قول الشافعي وزاد: "ولله الحمد"]، وقيل:
يكبر ثلاثاً ويزيد: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له)، وقيل: "يكبر ثنتين،
بعدهما: لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد" ،
جاء ذلك عن عمر، وعن ابن مسعود بنحوه، وبه قال أحمد وإسحاق.
وبهذا نخلص إلى أن هناك صيغتين صحيحتين للتكبير، هما: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.
وما
ورد في بعض كتب المذاهب مثل المجموع على جلالة قدر مصنفه من زيادات على
تلك الصيغة فهي غير صحيحة، أو لعلها وردت في غير العشر الأواخر.
5-
صيام أيام التشريق، وهذا منهي عنه، كما ورد عن الرسول؛ لأنها أيام عيد،
وهي أيام أكل وشرب، لقوله: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق: عيدنا
أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب».
6-
صيام يوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك في عشر ذي الحجة وعليه قضاء
رمضان، وهذا خطأ يجب التنبه إليه؛ لأن القضاء فرض والصيام في العشر سنّة،
ولا يجوز أن تقدم السنة على الفرض.
فمن بقي عليه من أيام رمضان وجب صيام ما عليه، ثم يَشْرع بصيام ما أراد من التطوع.
وأما
الذين يجمعون القضاء في العشر مع يومي الاثنين والخميس لينالوا الأجور كما
يقولون فإن هذا قول لا دليل عليه يركن إليه، ولم يقل به أحد من الصحابة
فيما نعلم، ولو صح فيه نص من الآثار لنقل إلينا، والخلط بين العبادات أمره
ليس بالهين الذي استهان به أكثر العامة.
ثانيًا: أخطاء في يوم عرفة: 1-
من الأخطاء: عدم صيامه، علماً بأنه من أفضل الأيام في هذه العشر، وهذا خطأ
يقع فيه كثير ممن لم يوفق لعمل الخير، فقد ورد عن أبي قتادة الأنصاري -رضي
الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِل عن صوم يوم عرفة فقال:
«يكفر السنة الماضية والسنة القابلة»، وهذا لمن لم يحج؛ لنهيه عن صوم يوم
عرفة بعرفات.
2- قلة
الدعاء في يوم عرفة عند أغلب الناس والغفلة عنه عند بعضهم، وهذا خطأ عظيم؛
حيث يُفوِّتُ الشخص على نفسه مزية الدعاء يوم عرفة، فإن الرسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قال: «خَيْرُ الدّعَاء دعاء يَوْم عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا
قُلتُ أنا والنّبِيّونَ مِنْ قَبْلي: لا إلَه إلا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ
لَهُ، لَهُ الملْكُ، وَلَهُ الحَمدُ، وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ».
يتبع