يقول المؤلف دايل كارنيجي:"من هواياتي أن اصطاد السمك, وبمقدوري أن أجعل الطُعم
الذي أثبته في السنارة أفخر أنواع الأطعمة, لكني أفضل استعمالي طعوم الديدان على الدوام,
ذلك أنني لا أخضع في انتقاء الطعوم إلى رغبتي الخاصة,
فالسمك هو الذي سيلتهم الطُعم... وهو يفضل الديدان
فإذا أردت اصطياده قدَّمت له مايرغب فيه .
والآن . لماذا لا نجرب الطُعُومَ مع الناس ؟
لقد سئل لويد جورج السياسي البريطاني الداهية,
عما أبقاه في دفَّة الحكم مع أن معاصريه من رجال الدول الأوربية الأخرى
لم يستطيعوا الصمود مثله, فقال: ( إنني أُلائم بين ما أضعه في السنارة وبين نوع السمك ).
والواقع أن "الطُعم" هذا مهمٌ للغاية...
ذلك أن علاقتك مع الآخرين تُهمهم أيضا بقدر ما تهمك أنت,
فحين تتحدث إليهم حاول أن تنظر بعيونهم, وتعبر عما في نفسك من زاويتهم
وبمعنى آخر أبدِ لهم اهتمامك بهم , أكثر من اهتمامك بمصلحتك الشخصية,
اجعلهم يتحمسون لما تريد منهم أن يفعلوه عن طريق اتخاذ الموقف من جانبهم " ) .
: أساليب التعامل مع الناس :في هذا العنصر أتطرق إلى بعض القضايا التي يحبها الناس
وبعض القضايا التي يكرهونها, وتؤثر فيهم سلباً
و إيجاباً وهذه الأساليب تجارب ناجحةٌ, لأن قدوتنا
فيها هو نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام .
وهذه الأساليب لها شواهد من السنة
ومن الواقع المُجرَّب أذكر منها مايناسب, فمنها:
1ـ الناس يكرهون النصيحة في العلن :لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس,
لأن كل الناس يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام غيرهم,
كل الناس مسلمهم وكافرهم.
ولكن أخذ الفرد ونصحه على انفراد أدعى للقبول وأدعى لفهم المسألة .
2ـ لا تلُم أحداً عساكَ ألاّ تُلام ( لا تُكثر من لوم الناس ) :الناس يكرهون من يؤنب ويوبّخ في غير محل التأنيب ومن غير تأنٍ ودون السؤال والاستفسار,
بل من الخطأ أن يتمادى الإنسان في التأنيب بعد أن يعتذر صاحبه
ومن يتحدث معه فالناس جميعاً ومنهم نحن عاطفيون أولاً,
ثم أصحاب منطقٍ وعقولٍ في الدرجة الثانية . إن لنا نفوساً ذات مشاعر وأهواء,
وهي تريد من الآخرين أن يحترموها كما هي. فلماذا تحاول مناقضة نفوس الآخرين,
بينما تعرف أن نفوسنا من نفس النوع ؟
إن اللوم والتأنيب مُرُّ المذاق ثقيلٌ على النفس البشرية فحاول تجنبه حتى تكسب حُبَّ غيرك.
3ـ من الحكمة أن تُسلم بخطئك حين تخطيء:إن الاعتراف بالخطأ يزيل التحامل الذي يمكن أن يتولد في صدر الخصم أولاً,
ومن ثم يخفف أثر الخطأ ثانياً...فحين ترى أنك على خطأٍ اعمد إلى التسليم به,
وهو كفيلٌ بأن يجعل الخصم يقف منك موقف الرحيم السريع العفو,
وعلى العكس من ذلك إذا أصررت على الدفاع عن خطئك.
وقديماً قيل :"المقر بذنبه كمن لا ذنب له".