الشيخ فواز باشا بركات الزعبي ( 1838م - 1939 م ) رحمه الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نشأتـه وشـبابـه :
ولد الشيخ فواز بن بركات بن موسى بن مصطفى بن اشريدة
بن إبراهيم بن مصطفى بن عماد الدين علي الزعبي في مدينة الرمثا عام 1838م،
وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم على يد شيوخ المساجد،
وفي كتاتيب خاصة يُدرس فيها شيخ المسجد اطفال القرية حتى سن العاشرة،
ثم يلتحقون بالمدارس الحكومية، ومن بعدها إلى مدارس دمشق،
وكان معظم ا صحاب الكتاتيب في الرمثا من عائلة الزعبية ، أو من عائلة العمرية
وقد رعاه عمه فندي الزعبي ، الذي كان يعد من وجوه منطقة حـوران ،
وقد كان يرافقه منذ صباه الى كافة المحافل العائلية والعشائرية والرسمية ،
حيث كان للشيخ في ذلك الوقت مكانته المرموقة على الصعيدين الرسمي والشعبي
وهو الذي كان يقوم بحل المشاكل في القرية،
كما كان يقوم بالإشراف على جمع الضرائب المترتبة على الفلاحين وتقديمها للدولة
إضافة الى ذلك فقد كان من مسؤولياته حفظ النظام،
وكان الناطق الذي يمثل أهل المنطقة أمام الدولة الحاكمة » .
هذه الأمور ترسخت في ذهن فواز البركات من خلال مرافقته عمه
و قد كانت زعامة حـوران وزعامة الزعبية لوالده الشيخ بركات ،
فشب فواز برعايتهم ، وعلموه أصول الزعامة والمشيخة ،
ولم يتجاوزوه بل نصبوه زعيما وشيخا عندما امتلك كل مقومات الزعامة والمشيخة
وكان عمه يصطحبه معه في صلحاته القضائية بين العشائر،
وبعد وفاة عمه مارس عمله في إصلاح ذات البين وتولى مشيخة حوران،
وكان له علاقة متينة مع زعماء ثـورة حـوران
و كانت مكانة الشيخ فواز عند السلطان العثماني عبد الحميد
وعند والي دمشق إسماعيل باشا كبيره
و بعد الانقلاب على السلطان عبدالحميد سنة 1908م،
على يد حزب الاتحاد والترقي المدعوم من الماسـونيـة ويهود تركيا ،
لم يعد صديقا للأتراك الحكام الجدد، بل داعية للثورة عليهم،
وكان في طليعة الذين انتسبوا للجمعية (المحمدية)
التي دعت الى عودة السلطان عبدالحميد للعرش العثماني ».
و قد حصل فواز باشا الزعبي على عدة اوسمة من الدولة التركية ،
وهو من الزعماء الذين وردت أسماؤهم في كتاب (النحاس) في استنابول ،
كما حصل على عدة أوسمة من جلالة الملك عبد الله بن الحسين
ملك المملكة الأردنية الهاشمية ،
واشترك بالثورة العربية الكبرى ،
واستطاع الاستيلاء على مدافع وأسلحة وذخيرة من الجيش التركي
وهذه المدافع استخدمها ثـوار حـوران ضد القوات الفرنسية عام 1920م
سهلت له شخصيته القوية والمحبوبة بناء علاقات فاعلة وظفها في خدمة الصالح العام،
وجعل من سهل حـوران القدوة في التعايش والانسجام
على الرغم من الصعوبات التي واجهها لتحقيق هذا التعايش،
وذلك بسبب المحاربات العشائرية بين الشركس والدروز اولا ،
وبين اهل جبل العرب وحوران ثانيا ،
لقد تمكن الشيخ فواز البركات من تنظيم الاجتماعات للزعامات العشائرية في الجولان ،
لوضع حد للمحاربة بين الشركس والدروز
فقد نجح في عام 1916 حيث وقف الجميع الى جانب الثورة العربية الكبرى .
الشيخ فواز والثورة العربية الكبرى :
ويجب أن لا يسهو عن بال أي عربي أن تلك الثورة كانت تعبيرا عما
كان يعتلج في قلوب المتنورين العرب من مختلف الديار والأمصار
– من مشاعر قومية ومن رغبات استقلاليةً ،
ولذلك كان القرار ان يتبنى الحجاز قضية العروبة ويقوم بالعبء كاملاً
.أعلنت الثورة في 9 شعبان 1334 ( 10 حزيران 1916 ) . .
شارك الشيخ فواز في معظم الاجتماعات السرية والعلنية
التي عقدها الأمير فيصل في دمشق وجوبر،
مع زعماء الحركة الوطنية العربية وقيادات الجمعيات العربية ،
وكان الشيخ فواز يمثل سهل حوران في تلك الاجتماعات ،
والتي كانت قبل إعلان الثورة العربية الكبرى بأشهر قليلة.
يقول الدكتور محمود الزعبي :
« كانت مهمة الشيخ فواز بركات الزعبي الذهاب الى حوران وجبل العرب ،
واقليم البلان لتفعيل الثورة ، واستقطاب العشائر الحورانية الى صفوفها ،
ونجح نجاحا باهرا عندما شكل مجموعات مقاتلة ساعدت قوات التفجير في
الاستيلاء على محطات سكة الحديد والجسور في درعا والزوية ،
واليادودة والتل السوري المحاذية لبلدة الشجرة والطرة شمالاً.
كما تعامل مع شخصيات وطنية في جبل العرب لصالح الثورة
، وبنى علاقات نضالية مع الشخصيات العشائرية في حوران
وحرضهم نفسيا وقتاليا ضد القوات التركية المتواجدة في مواقع اليرموك وجنوب دمشق،
وشكل مفارز عسكرية من عشائر حوران كانت تتسابق للانضمام للثورة
مما ساعد الجيش الشمالي المعروف بالجيش الفيصلي على دخول دمشق منتصرا
لان الطريق كانت سالكة بفعل ثورة الحوارنة وعلى رأسها قوات الشيخ فواز..».
العلاقات ما بين الشريف الحسين بن علي وزعماء حوران ، علاقات تاريخية ،
بدأت قبل الثورة العربية الكبرى ، وبالتحديد في نهاية عام 1912م ،
وكانت الزعامات الحورانية ترى في الشريف الرجل المؤهل لقيادة الامة وانقاذها من الظلم
، وكان الشريف يرى في هؤلاء القادة الإخلاص للوطن والأمة والدين ،
واحتفظ بذاكرته لهؤلاء الزعماء من سهل حوران من خلال مكاتبتهم له ،
قدوم الامير عبدالله الى الأردنوصل الامير عبدالله مدينة معان يوم 21 تشرين الثاني 1920م ،
واخذ يوجه الرسائل الى زعماء الأردن عن طريق الزعيم الوطني خلف محمد التل،
والى زعماء حوران ،
كان فواز البركات من ضمن زعماء حوران وجبل الدروز والجولان
الذين وجهت لهم رسائل الامير عبدالله
وقد اشار الامير عبدالله انه من اهم اسباب قدومه « تحرير سورية من الاحتلال الفرنسي ،
وصل الأمير عبدالله الى عمان يوم الاربعاء 2 اذار 1921م
وكان الشيخ فواز من زعماء البلاد الذين كانوا باستقباله
وبعد تشكيل اول حكومة أردنية مركزية برئاسة المجاهد رشيد طليع
بدأت مشكلة الحدود بين الأردن والجنوب السوري ،
وكان القصد من اثارتها ،
الحد من المقاومة العربية ضد القوات الفرنسية ،
ولكن الشيخ فواز وقف مع قيادة حزب الاستقلال الذي حارب فكرة ترسيم الحدود حاليا ،
واقترح على زعماء المنطقتين ان تحل مشكلة الاراضي المشتركة (مناطق الرعي)
بعيدا عن التدخل الفرنسي والبريطاني ،
وكان الامير عبدالله ضد ترسيم الحدود
وقد فشلت الاجتماعات الاولى لحل المشكلة ،
وسبب الفشل يعود الى غياب بعض مشايخ الأردن
كما يقول الدكتور حسين البعيني في كتابه عن الدروز في العهد الفرنسي ،
، لينعكس هذا الخلاف على التنظيم الجهادي ضد الانتداب الفرنسي ،
واشغالهم بالمسائل الهامشية على حساب المسائل الوطنية النضالية ،
وقد اكد على ان فكرة ترسيم الحدود جاءت
لاضعاف العلاقات التاريخية والنضالية بين ابناء سهل حوران الموحد عبر التاريخ
السنوات الأخيرة من حياة الشيخ فواز
كان هم الشيخ فواز بعد استكمال مؤسسات الدولة الأردنية ،
حل الخلافات العشائرية بشكلها النهائي،
ما بين العشائر البدوية وعشائر الرمثا،
حيث بدأت المصالحة في 19 تشرين الاول 1920م،
في مضارب بني حسن في رحاب برئاسة الشيخ (امكازي)،
أراد الشيخ فواز ومعه ايضا الشيخ حديثة الخريشا ،
ان يضعا حدا للخلافات وعقد الصلح مع عشيرة السرحان ،
فنجحت المساعي عندما تدخل الأمير عبدالله بالأمر ،
فانتدب الشريف عقاب بن حمزة الذي كان يعمل قاضيا للعشائر في منطقة جرش،
وبهذا تم الصلح، وانتهت كل اشكال المحاربة.
شارك الشيخ فواز في معظم المؤتمرات الوطنية ،
وكان آخر نشاطه السياسي ، مشاركته في المؤتمر الوطني الثالث الذي عقد في
مضافة آل التل بزعامة الوجيه الوطني عبد القادر التل،
في الخامس والعشرين من شهر أيار 1930م،
كان من ابرز المتحدثين في هذا المؤتمر.
ان الشيخ فواز باشا الزعبي كان من رجالات المرحلة الانتقالية ما بين أواخر العهد العثماني ،
وبدايات تأسيس الإمارة حتى عام 1939م ،
وتولى المسؤولية من بعده الشيخ ناصر الفواز ،
وسار على نهج والده ، كزعيم سيبقى في ذاكرة الوطن . .
وعند وفاته نعاه الأمير عبد الله ، وكانت جنازته تليق بمقامه ،
شارك في مراسمها المئات من أعيان ومشايخ الأردن وفلسطين وسورية.
هؤلاء رجال نفتقدهم حقا, رحم الله الشيخ فواز باشا الزعبي واسكنه فسيح جناته,
أين نحن من هؤلاء الأعلام الذين رغم قلة الحيلة لديهم
كانو مثالا يحتذى في البطولة والفداء في سبيل امتهم وأوطانهم,الكاتب / المصدر: موسى الكايد 13-05-2011