الفساد عند الدول العربيه

تفيد آخر الأرقام العربية (المشرفة) بأن الفساد كلف الوطن العربي خلال الخمسين عاماً الأخيرة فقط تريليون دولار (1000 مليار دولار) وهو مبلغ كان بإمكانه حسب تقدير الخبراء أن يرفع دخل المواطن إلى 200 دولار شهرياً ويحقق اكتفاء ذاتياً من الغذاء والماء ويقضي على ظاهرة الفقر والأمية والبطالة.

وأشار المشاركون في المؤتمر الدولي الحادي عشر حول "استراتيجية مكافحة الفساد" الذي عقد في القاهرة مؤخراً (السبت 3/7/2010) تحت شعار "الإبداع والتجديد في الإدارة العربية"، إلى أن اغلب الدول العربية تعاني من الفساد السياسي وتأثير المال على صناديق الاقتراع بما يؤثر على سير العملية الانتخابية، ويخلق فجوة بين الحاكم والمحكومين، ويؤسس دولة رخوية تفقد قدرتها على علاج المشاكل.

"جينيتس" للفساد!

الجديد في هذه النتائج المؤهلة للدخول في موسوعة "غينس" أنها عربية حتى النخاع, فلا مجال إذن للمزايدة عليها وتكذيبها بحجة أنها افتراءات غربية تهدف للنيل من القيمة العربية وفي سياق صراع الحضارات, النتائج من عند أنفسنا وبلسان عربي مبين في مؤتمر عقد على أرض أعرق عاصمة عربية (قاهرة المعز) بمشاركة 19 دولة عربية.

وهل بعد هذه النتائج يبقى من اللائق أن تتكرر الأسئلة عن مصير الأموال العربية وأسباب التخلف الاقتصادي ومبررات تراجع التعليم والثقافة والبحث العلمي والاختراعات ..الخ؟!

ويشير المؤتمر ذاته إلى أن مجموع الإيرادات للدول العربية خلال الفترة من سنة 1950 وحتى 2000، بلغ ثلاثة آلاف مليار دولار أنفقت على النحو التالي:

• ألف مليار دولار على التسلح.

• ألف مليار دولار على المشاريع (متنوعة).

• ألف مليار دولار ذهبت بشكل غير شرعي للرشاوى وتأهيل الصفقات لتسهيل البندين السابقين.

ويستطيع أضعف طالب في كلية اقتصاد أن يفهم أن حجم الأموال المهدورة بفعل الفساد في الوطن العربي تمثل ثلث الدخل القومي المتراكم في الفترة المذكورة, وحيث إن الثلث أيضا موجه نحو الأمن والحراسات ومكافحة ما يسمى بالإرهاب, فإن الثلث الأخير موزع على التنمية الاقتصادية والتعليمية والصحية والإدارية والاجتماعية والثقافية والبحثية والتكنولوجية.. الخ؟! وبحسبة سريعة, كم دولاراً خصصت الدول العربية من أجل البناء الحقيقي منذ خمسين عاماً؟!

كيف تصبح فاسدا في أسبوع؟!

المال العربي مهدور على الأمن القومي العربي (حراسات شخصيات النظام والحزب الحاكم), وعلى حماية الرعايا الأجنبية (القواعد العسكرية على الأرض العربية) وعلى المواطنين المخلصين (زوجة وبنت وابن الزعيم), وعلى البعثات الدبلوماسية في الخارج (رحلات النقاهة والسياحة), وعلى الاجتماعات والمؤتمرات السياسية والعلمية (حفلات أعياد الميلاد)..

لقد نجح الفساد بجدارة في أن يهدر الطاقات العربية وأن يبث روح اليأس والإحباط في نفوس الكوادر العربية, وأن يدفع الآلاف من النخب والمبدعين للهجرة بل الهرب من الواقع العربي.

والطريف في هذه الأرقام القياسية حول الفساد العربي أنها قد تفتح شهية المستثمرين العرب لعقد دورات مكثفة وسريعة للمهتمين والطامحين للارتقاء في عالم الفساد تحت عنوان "كيف تصبح فاسداً في أسبوع واحد؟!" فلعل في الوطن العربي بيئة ومحضناً تدريبياً في مجال الفساد ليس يضاهيه مكان في العالم.

شكرا لكم إخوتي لمروركم وتفاعلكم الفساد في داخل انفسنا علينا أولا أن نطهر انفسنا كي نطهر مجتمعنا العربي الاسلامي

دائما اخى مواضيعك رائعه تمس الواقع العربى المؤسف
والمؤشف اننا نحن السبب فى ذلك
نعم نحن فقد اثتبت الشاب العربى قدرته على التغيير ,وتخطى الصعاب

فنحن بسكوتنا على واقعنا المؤسف نساهم فى توسيعه,فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ...