ضعف النفس البشرية يدفع الى الخيانة، والخيانة جريمة مهما كانت أسبابها وتبريراتها.
ولا بد من الاشارة الى انّ الرجل يخون والمرأة أيضا فالخيانة ليست حكرا على الرجال.
ولكن لماذا تخون الزوجة زوجها ؟ سؤال قديم قدم البشرية، وتتمحور الإجابات عليه وفق " المنظرين " من الاجتماعيين والنفسيين، حول رغبتها في إشباع حرمان من جانبها، قد يكون جنسي، نظرا لعدم قدرة الرجل علي تلبية رغباتها في هذا الخصوص، وقد يكون لأجل إشباع حرمان عاطفي لفظاعة الزوج مثلا في المعاملة، أو لبخله، أو لأنها لا تحبه ...إلخ.
وقد تكون الاسباب أيضا:
أولا: البحث عن الحميمية العاطفية والدفء العاطفى شخص يعوض المرأة عن حالة البرود التى تعيشها.
ثانيا : الاهتمام الغائب عندما تكون المرأة نكرة فى نظر زوجها وتحظى باهتمام لا يزيد على لحظات الرغبة العابرة.
ثالثا: اعادة تأكيد الجاذبية، ولا سيما عندما يخالجها الشعور بأنها تكبر في السن، انّ هذا الشعور يقهر المرأة ويشعرها بالنهاية المأساوية، فان لم تجد فى محيطها العاطفى ما يضىء لها تلك الزاوية العتمة فانها ستكون هشة مما يسمح لها بالسقوط.
رابعا: البحث عن الرومانسية المفتقدة.
خامسا: الملل بمعناه الشامل والعميق والمستديم وهو وضع يعرفه الأزواج الذين يعيشون معا لفترة طويلة من دون ان يتمكنوا من الحفاظ على الحد الأدنى من وهج الحب.
سادسا: الوحدة والوحشة عندما تجدا لمرأة نفسها وحيدة بلا رجل يكون الصديق والزوج ويملأ عليها الحياة.
انّ عجز الزوج عن توفير أي احساس تجاه امرأته سواء عاطفي أو جنسي يكسرعلاقتها بزوجها، و ان لم تجد الاحترام فيه، تتجه الى الخيانة مع أي شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها. كما أنّ هناك سيدات تعلم الواحدة منهن أنّ زوجها يخونها فتقوم بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضا...
وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادى لشراء ما يعجز عنه زوجها من هدايا فتبدأ في الانحراف. وفي أحيان كثيرة يكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية أو الرغبة الملحة في الجنس من جانب الزوجة عاملا مهما فى الخيانة بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج.
ولكن كل هذه الامور ليست مبرما يثير مخاوف المرأة أن الزوج لا يظهر ما يبطن فقد يكون على احسن حال أمام زوجته بينما يخفي في نفسه أمرا آخر.
ونظرا لتمتع المرأة بالحساسية الزائدة تجاه تصرف زوجها بالمنزل فهي تستطيع معرفة أن هناك قصة حب في حياته وعندئذ عليها أن تبحث عن السبب، وإلا تتغاضى عن الموضوع، لان الأمور إذا تفاقمت فان الحياة الزوجية تفقد بريقها، وتصبح العلاقة بين الزوجين جامدة، ما يجعل الزوج ينظر إلى خارج المنزل ويبحث عن امرأة أخرى.
من خلال دراسة قام بها العالم الأمريكي "توميسون" أعلن أن نصف الأزواج يخونون زوجاتهم في فترة من فترات حياتهم الزوجية وذلك لأسباب عدة منها: العاطفية أو الجنسية أو غير ذلك.
واخطر مرحلة يكون في سن الثلاثين - الربعين.
ففي هذه المرحلة يشعر الرجل بالقلق إزاء حياته الجنسية. فيبدأ في تقويم فحولته من خلال علاقات متعددة ويصبح عندئذ فريسة سهلة للنساء.
وتبدأ خيانة الزوج على زوجها بعد أن تصبح العشرة بينهما بادرة باهتة، ومن هنا تبدأ الرومانسية التي كان ينشدها تختفي من حياته، وتصبح الأمور غير التي توقعها عندما تزوج، إضافة إلى أن زوجته أصبحت لا تعطيه ما يريد مما يجعله يفكر بامرأة أخرى.
إذا هناك عوامل عدة يجب أن تنتبه إليها أي سيدة لكي تستمر الحياة الزوجية دون روتين أو ملل والتي منها:
أولا: عند قدوم الطفل الأول، يشعر الزوج انه اصبح مسؤولا عن الأسرة، وانه سيضحي لأجلها فيسهر على رعايتها ويسهر على رعايتها ويسهر في عمله لتوفير الأموال ما يجعل الضغوط النفسية والاجتماعية عليه كثيرة وهنا يبدأ التفكير بامرأة أخرى.
ثانيا: أن انتباه الزائد من قبل الزوجة للطفل وعدم الاهتمام بالزوج يوجه أنظاره لامرأة أخرى حتى يثبت انه مازال جذابا ومرغوبا، وانه لم يفقد حيويته ونشاطه بعد.
ثالثا: ربما يكون السبب انه يعود بذاكرته إلى أيام عدم تحمل المسؤولية ، والاتجاه لحياة الرومانسية المنشودة، لأجل ذلك يتجه لامرأة أخرى.
رابعا: عندما يواجه الزوج متاعب في عمله، أو يلاحظ عدم تقديره من قبل الإدارة من حيث الترفيه والتقدير، فقد يتجه لامرأة أخرى كي ثبت لنفسه انه مطلوب، وانه مقدر من قبل الآخرين أي من غير زوجته أو إدارته في العمل.
خامسا: إذا أصبحت الزوجة لا تحترم زوجها ولا تقدره وبخاصة أمام أهلها أو أهله وبدأت تستهزئ به أو تسخر من تصرفاته، فان هذا عامل مهم من العوامل التي تدفعه للبحث عن امرأة أخرى تحترمه.
سادسا:عندما لا تصغي الزوجة لزوجها حين يشكو لها عناء التعب من العمل أو من أي مشكلات أخرى، فانه يتجه لغيرها ليحقق هدفه وربما يجد من يصغي إليه.
سابعا: عدم توافر الجو المناسب للزوج في المنزل من جميع النواحي، من حيث الاهتمام به وإشعاره بأنه مهم بالمنزل وإنها بحاجة له، وانه الركيزة التي ترتكز عليها الأسرة.
ثامنا: حرمان الزوج من ابتسامة زوجته عند استقباله أو توديعه وعدم سعي الزوجة لإضفاء جو مرح في المنزل من عدم الاهتمام بملابسه ومشاركته بالاختيار وابدأ رأيها بأناقته.
من الضروري أن تلم الزوجة أن زوجها يعاني من أعباء معينة وإنها لو صبرت وساعدته على اجتياز تلك المرحلة فلن يكون هناك انفصال أو طلاق، وعليها أن تعرف أن هذا الزوج الذي احبها وتزوجها ليس سهلا أن يتغير في يوم وليلة، ولما يحدث ذلك خلال فترات طويلة، وسبب ذلك العوامل التي ذكرناها، وربما تكون هذه أعراض نزوة عابرة في حياة الزوج وناتجة من ضغوط الحياة ولكن الصبر والمصارحة والاهتمام به يعيد المياه إلى مجاريها.
ويجب على الزوجة ألا تسمح لتلك النزوات بالاستمرار من خلال المعاندة والمكابرة والإصرار على مواصلة الجفاء والمعاملة القاسية للزوج، بل عليها أن تتعامل معه بمودة وتفهم، فتفرح لفرحه، وتشاركه همومه وأحزانه، وتثني على النجاح الذي يحققه، وإلا تسخر أبدا من رجولته أو تحقر أفعاله وأعماله فان ذلك أقوى واخطر سبب لتدمير الحياة الزوجية، وهو الدافع الأول ليبحث الرجل عن امرأة أخرى يشعر معها بالأمان والاستقرار والمحبة
. فالخيانة هي اقبح جريمة ترتكب في حق الزوج والعكس هو الصحيح.