محمد السادس .. مـلك عرف كيف يحافظ على عــرشه

محمد السادس .. مـلك عرف كيف يحافظ على عــرشه

مهد الملك محمد السادس في خطابه الذي ألقاه يوم 17 يونيو الماضي الطريق نحو ديمقراطية ناضجة في المغرب، فالدستور الجديد الذي يدعو إليه لا يحقق التوازن فقط بين سلطات الملك والمسئولين الذين يتم انتخابهم ولكنه يأخذ الدولة المغربية إلى منحى جديد ينطلق بها إلى آفاق الديمقراطية والحداثة. تنقل الإصلاحات الدستورية الجديدة التي دعا لها الملك السلطات إلى رئيس الوزراء المنتخب وسيكون من بين تلك السلطات تعيين الوزراء، والمسئولين الحكوميين في الدولة وهو ما يشبه الصلاحيات التي يمتلكها رؤوساء الوزراء في الدول المتقدمة، ولن يكتفي الدستور الجديد بهذا ولكن سيوجد به تشريعات تحمي حقوق الإنسان والأقليات العرقية، كما أنه سيوفر العدالة الاجتماعية والاقتصادية لمواطني المغرب، كما أنه سيعمل على الحفاظ على حرية القضاء وردع الفاسدين، ولا ينسى الدستور الجديد حرية المرأة والدفاع عنها مما قد تتعرض له من ظلم أو اعتداءات.

وأشاد المراقبون والموطنون في المغرب بتلك الاستجابة المرضية لمطالب الشعب التي عبرت عنها المظاهرات الضخمة طوال الأشهر الماضية، ويرى المراقبون أن تلك الإصلاحات تؤكد على أن التعددية والسماحة هي إحدى الركائز الأساسية في الثقافة المغربية، ولقد بدأت الدولة بالاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في السنوات الماضية، ولقد قام الملك محمد السادس بتعويض المواطنين الذين تم انتهاك حقوقهم في عهد والده الذي حكم البلاد حتى وفاته في عام 1999، ويبدو أن الملك محمد السادس يريد أن يكتب صفحة جديدة في التاريخ المغربي يقوم فيها بتعزيز مباديء الحكم المدني وإصلاح أخطاء الماضي.

وبالرغم من قيام الملك ببعض الإصلاحات في بدء توليه الحكم إلا أنه بعد حوالي عقد من الناس قرر أن يتخذ خطوات أكثر طموحاً، ولقد بدأت بوادر رغبة الشعب المغربي في التغيير منذ عام 2007 حينما ذهب إلى صناديق الاقتراع 37% في المائة من الناخبين، مما يعني أن الناخبين يرغبون في ممارسة حقوقهم السياسية كما طالب المؤتمر السنوي لقوى الإتحاد الإشتراكي والمجتمع المدني في المغرب بإقامة ملكية برلمانية.

لكن على أي حال الأمر يختلف كثيراً في المغرب عن الكثير من البلاد العربية الأخرى؛ فحركة احتجاجات 20 فبراير لم تدعو إلى إسقاط الملكية ولم يطالب المتظاهرون بنهاية النظام الملكي، ولكنهم طالبوا بوضع نهاية للفساد وتحقيق المزيد من الحرية والديمقراطية، ولقد دعم ذلك الاتجاه عدم قيام الشرطة المغربية بالتعرض للمتظاهرين وإيذائهم وحينما توفي أحد المتظاهرين في مواجهات مع الشرطة وجه الملك انتقادات لجهاز الشرطة وطالب بتغييرات في سياستها. وتبدو حركات الاحتجاج في المغرب غير متجانسة وإن كانت تشمل كل الطوائف السياسية التي تقودها بعض العناصر الشابة، كما أن الإسلاميين خاصة حركة العدل والإحسان شاركوا بقوة في تلك الاحتجاجات، كما أن الشيوعيين الماويين انضموا لتلك الاحتجاجات ضد الفساد وكبت الحريات في المغرب.

في حين يقوم بعض الإسلاميين وأنصار الشيخ عبد السلام ياسين بالمطالبة بإسقاط النظام الملكي والدعوة إلى عودة الخلافة الإسلامية، ولذلك لا تعدّ الديمقراطية هي غايتهم التي يبحثون عنها ولكنهم يرونها مجرد خطوة في طريقهم نحو الخلافة التي يسعون إليها، أما الماويين فيرون في تلك المظاهرات قوة مضادة للإتجاهات الرأسمالية ولكن على أي حال يبدو أن الفئتين ليستا القوة المؤثرة في المظاهرات على الرغم من أن منظمة العدل والإحسان يصل عدد أعضائها إلى عشرات الآلاف.

ولقد أثارت احتجاجات 20 فبراير زخماً في البلاد دفعت الملك للقيام بتلك الإصلاحات وإن كان المتظاهرون يرون أنه لابد من الاستمرار في الضغط حتى يفي الملك في تحقيق وعوده التي أطلقها مؤخراً، ويعتقد الكثير من المراقبين أن مسنقبل المغرب سيصنعه من يدعون إلى نظام ملكي برلماني ولن تفلح القوى الإسلامية والشيوعية في تحقيق أهدافها.

تبدو الأمور مختلفة كثيراً في المغرب عن دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط حيث لا تظهر فيه تلك الحالة العدائية التي أظهرها المواطنون في تلك البلاد تجاه حكامهم ولعل السبب في ذلك أنه في حالة المغرب يوجد مخرج للإصلاح السياسي دون تقويض النظام بأكمله، كما أنه كانت هناك حالة من التواصل بين الملك والشعب وكان هناك حالة من التنفيس والقدرة على بث الشكاوي والاستماع إليها باهتمام من الملك، أما في البلاد الأخرى مثل مصر وتونس فلم يكن هناك حل إلا سقوط النظام الذي دأب على تجاهل شكاوي المواطنين هناك. نعم، قد لا يكون ملك المغرب مثالياً وخالياً من العيوب لكنه استطاع أن يتغلب على موجات الإحتجاجات في المغرب ويحقق ما طالب به الشعب من التغيير ويبدو ما قام به دليلاً يمكن أن يسير عليه الملوك الآخرون في المنطقة.

imy_dr

سلمت الانامل ايتها الرائعه
على المعلومات واللاخبار
والجهد المتواصل
مشكوره وبنتظار كل جديدك

ايمان

سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركاته
سـلال من الـودِّ .. بـلا حـدٍّ .. ولا عـدِّ

شكرا للموضوع والمعلومات

حمى الله المغرب وشعبه الطيب

بوركت يمينك

ودي ووردي

مرسي الكم للمرور الله يحميشعبكم وشعوب العالم ويقوي الا سلام والمسلمين

» الملك: ندعم أي حل سياسي لأزمة سورية يحافظ على وحدتها ويوقف إراقة الدماء
» مجلة أمريكية: محمد السادس ملك مُصْلِح يُجسِّد شرعية تاريخية
» الوليد بن طلال يدعو إلى أخذ العِظة مما فعله الملك محمد السادس
» الزواج يحافظ على «ضغط دمك»
» ليفربول يحافظ على آماله في الفوز ببطولة الدوري