مفتاح السعادة بيدك

كثير منا يبحث عن السعادة في كل مكان، وقد تكون السعادة طرقت بيته وقلبه كثيراً، ورجعت أدراجها فلم يدركها لأنه كأن يبحث عنها في غير المكان المناسب..

مما جربته ووجدت أثره العميق في حياتي، ألا أنظر إلى الأيام والشهور والأعمار بصفة مستمرة، بل تكون العناية باللحظات التي أعيشها حالياً..

قبل بداية يوم سعيد وجميل في حياتي, والتي سأستغرق فيها ساعات, حافلة ببرامج ولقاءات ومواعيد ومناسبات, وزيارات وكتابة وقراءة وطعام وأُنس مع من أحب..

ابدأ يومي حين أصحو من نومي، فأول ما أفتح عيني، وأشعر بتيار الصحو يتدفق في جسدي وعقلي؛ أكون قد برمجت نفسي حينئذ على التفكير بالأشياء الصغيرة في وقتها، والجميلة في انطباعها على العقل غير المكلفة و المرهقة..

لن أسمح للهموم والحزن أن تُباغتني، ولا للضغوط أن تهجم علي، وأتذكّر أعظم وأجمل ما في الكون من المعاني والقيم، وأتذكر بأن الحياة نعمة عظيمة من الله عزوجل..

أبدء يومي بحمد لله وشكره, واستحضار الجانب الإيجابي المتمثل في عودة الحياة والعافية إلى جسدي وروحي..

ثم أقضي صباحي السعيد بتناول وجبة إفطاري الخفيفة, وكأني لا شغل لك سواها، فلا عجلة من أمري..

بعدها يكون هاتفي قد استعاد عافيته وبدأ يستقبل الرسائل التي بعثت أثناء نومي، واستقبالها بمتعة متناهية النظير، لأني أجد فيها من يتذكرني بكل خير (أبيات جميلة، ورسالة من صديق، وكلمات معبرة، وإشادة بشيء ما، ودعوة لطيفة) فإذا جاءت رسالة إستثنائيه من سب أو تحقير فيكفني مرورها مرور الكرام مباشرة، وأسمح لها أن تعكّر صفو خاطري، فأعمل لها حذف من قائمة رسائلي، دون أن أكلّف نفسي عناء الاستمرار في قراءتها, والحمد لله الذي جعلني أدرك ما لا يدركه غيري بالحلم والصبر والسماح والعفو..

وإذا كان لدي اتصالات أو رسائل جميلة ومهمة، ابدأ بها أولاً كعادتي الحياتية واليومية، وأجد أثرها على يومي كله، في هدوء نفسي وفرحي وفاعليتي وإيجابيتي..

ثم أبدأ بتصفح بريدي الإلكتروني يليه قراءة الصحف على عجل، جميل أن يعتاد المرء على القراءة الإيجابية، فالقراءة متعة فإذا جاءني خبراً لا يسرّ، تنفست بعمق، وواصلت سعادتي، والإحساس بحكمة الله فيما يفعل، فالأمل أحياناً يخرج من الألم..

هذه فكرة جميلة أحببت نقلها إليكم فإذا كنت متفائلاً متقبلاً للسعادة؛ فلا بد أن تستجيب لها بطريقة أو أخرى، وربما تصلح لأحد دون أحد، أو هناك إضافات، أو تعديلات، هذا شيء جيد، فليست وحياً لا يعتريه الباطل.



ومضة :

" مفتاح سعادتك بيدك .. تستطيع أنت أن تصنع سعادتك كما تستطيع أن تحفر قبراً بأظافرك تشقى فيه بقية عمرك "

" أنت الذي تلون حياتك بنظرتك إليها, فحياتك من صنع أفكارك, فلا تضع نظارة سوداء على عينيك "

" اترك المستقبل حتى يأتي , ولا تهتم بالغد لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك "