ست الحبايب

قال الله تعالى :" وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيما ً"
لعل أبرز ما يحدث في العالم سنوياً بالاحتفال بست الحبايب وليوم واحد فقط بما يسمى بعيد الأم، وإن لم أكن أحد المحتفلين بهذا اليوم، فلربما شعرت بقدوم (عيد الأم ) من خلال إعلانات بعض الفضائيات اومن خلال قرأت بعض الصحف اليومية للاحتفال بست الحبايب..
فل يحتفلوا بعيد الأم ما شاء لهم أن يحتفلوا، ويلقون ما شاءوا من كلمات، ويبنون ما قدروا من بيوتناً للشعر، ويشترون ما شاء من ورود وأزهار، ويهدونها في زيارات عابرة لأمهاتهم، أو يرسلونها عن بعد وقد ضاقت بهم أوقاتهم عن رؤية ست الحبايب، ومهما فعلوا في يوم واحد من أيام الدنيا، صادقين كانوا أو غير صادقين، فلن يبلغوا عُشر معشار ما يبلغه الصادق في برّه لأمه الطائع المطبق لكلمات الصادق الصدوق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم لصحابي وهو يريد الغزو، فقال له عليه الصلاة والسلام : (هل لك أم ؟ قال : نعم .. قال : فالزمْها فإنّ الجنة تحت رجليها)..
وإن لم يكن هذا وذاك فمن الوارد أن يصادفك أحد الزملاء أو الأصدقاء المهتمين بعيد الأم ويحرصون على شراء هدية في هذا اليوم لنبع الحنان، فهل علاقة الابن بأمه أصبحت بهذه السطحية ليعبر عنها بيوم واحد ويحتفل معها بعيد الأم؟؟
إنّ قضية "الأمومة" ليست قضية يوم في العام، وهل سيخدمها كما ينبغي عبر احتفالنا وتكريمنا لها ببعض الكلام أو الهدايا، ومع ذلك هؤلاء المحتفلين باتوا قلة في عالم الماديات والمصالح والانشغال بالدنيا، فأضاعوا معنى الأمومة ومكانتها في حياة البشرية..
إن المتتبع لأحوال الأسرة عموما وللأم خاصة في المجتمعات الغير إسلامية والعربية ليسمع ويقرأ عجباً، فلا تكاد تجد أسرة متكاملة يصل أفرادها بعضهم بعضاً فضلا

عن لقاءات تحدث بينهم وفضلا عن اجتماع دائم..
وهكذا نرى أنه في الغرب كثر تخصيص أيام بعينها في السنة للاحتفال بشيء يرغبون في تذكير المجتمع به ، لأنهم يشعرون بأهميته أو لأنهم يشعرون بالإهمال في حق شخص ما أو فئة اجتماعية ، فيبحثون عن مناسبة لتذكير المجتمع بها، وهذا هو المنطلق والأساس لفكرة الأعياد والأيام التي كثر تخصيصها في الغرب مثل : يوم المرأة، ويوم الطفل، ويوم عيد الحب، ويوم عيد العمال وعيد الأم "..
أصبحت هذه الأعياد عادة مكتسبة تشعرنا أننا مقصرين بحق ست الحبايب فنقدم لها هدية أو نتذكرها في هذا اليوم، والحقيقة أن الأم أحق من أن يحتفي بها يومًا واحدًا في السنة أو بهدية ما، بل لها الحق على أولادها أن يرعوها، و يعتنوا بها، ويقوموا بطاعتها طيلة العام..
فهل لو قدمت لأمك هدية في أي يوم من أيام السنة، هل ستقذفها في وجهك أو ستلقيها في القمامة قائلة : " لا يا حبيبي الهدية ما تصلح إلا في عيد الأم" ؟!
بالتجربة وجدت أن وقع الهدية بدون مناسبة أعظم كثيرا من تلك التي تكون بمناسبة، فهل يكون برها بيوم من أيام العام فقط بعيد الأم، فالأم ليس احترامها وتبجيلها هو يوم واحد في العام فالأم التي حملت وأرضعت وسهرت الليل على راحتنا على مدار العام يجب احترامها وطاعتها في كل وقت..
لماذا لا يكون كل يوم لك هو عيداً لأمك فتحرص يومياً على إرضاءها وتقضي حوائجها إن كانت موجودة في حياتك والدعاء لها إن كانت متوفاة..
وكما قيل لي: إنك قد تجد في الأسواق أو الطرقات أما وابنها أو ابنتها، أو أبا وابنه وابنته، لكنه من النادر أن تجد الأسرة كاملة تتسوق أو تمشي في الطرقات..

ومضة :
لا نحتاج لنكون عظماء فنقدم كلمة جميلة أو هدية أجمل، لهذه الأم الجميلة ست الحبايب ونبع الحنان .. ربما دعوة صالحه منها تكفي لتعيش طلية حياتك سعيداً..