حب الوطن

حب الوطن غريزة مقدسة ظلت تدعوا إليها الأمم وتسعى الى



تأصيلها في النفوس، فحبَّ الوطن من أشرف الغايات التي تحثنا



عليها الديانات ، فهو ليس حُبَّّاً منتهياً بل هو حب



ملتصق بأذهاننا ومؤبد في قلوبنا وممتزج في دمائنا، وهو أيضاً



خفاق ومرفرف على خلجات صدورنا، فمن منا لا يحب وطنه حباً



حتى الثمالة ؟ ولم وكيف ؟ الوطن هو العُش الذي ترعرع وتربى



ونمأ فيه وأستنشق هواه وصال وجال بكل فخر واعتزاز وحرية



في أرضه الطيبة ثم كيف له أن لا يحب أو يدافع عنه وهو النور



السعيد الذي رسم له خيوط الأمل ليصل الى عصر التقدم والنجاة.



فالوطن - الوطن يا شباب نحن مسؤولون أمام الله عنه، وعن ماذا



قدمنا له من منجزات وعن التضحيات التي رفدناها لأجل رفع رايته



عالية خافقة.



فالوطن هو المأوى الذي نستمد منه طاقتنا والعُش الذي نسكن فيه



ونموت دفاعاً عن كرامته وعزته، فيا وطننا ما أروعك!! وما



أغلاك!! فبأرواحنا نفديك رخيصة في سبيل عزك وتقدمك



وإزدهارك فحبك هو مكحل عيوننا وذكرك في منامنا وسهرنا كقول



الشاعر :



وطني إني أصحو واذكرك في فمي



وإذا غمضت فأنت في أحداقي



فالوطن هو «العز» وعزة النفس أن تكون مولعاً ومتيماً بحب



وطنك، لذا فقمة الفخر والشرف أن تكون معجباً بوطنك ومشغوفاً



بقيادته السياسية الحكيمة ومؤسس وحدته، وقائد وطننا العظيم



الى بلاد الرفعة والى عصر الحرية والكرامة والسمو والازدهار.



فوطننا هو الحب -بل هو الحب كله- فهو كالشجرة المثمرة الطيبة



التي نقطف منها زهورنا وريحاننا، فتحية من الأعماق لكل رجل



غيور محب لهذه الشجرة «الوطن» وتباً لكل من يتهاون أو يقلل



من منجزات القيادة السياسية الحكيمة تجاه هذا الوطن العظيم.