لا تستسلمي ولا تكونى قليلة الأدب..!

سألتنى :
أحاور بصوت خفيض مهذب فلا يسمعنى أحد! أصرخ وأستخدم العبارات القاذفة فيكون لي عند الآخرين حساباً ، فهل هذا حل لجعلهم يسمعون؟

فأجبتها :

مهما استفزك الآخرون ، كونى كالنخل عالية ترمى بالحجر فترمي بأحسن الثمر

كونى كالنجم يسطع من علاه فتتلألأ صورته على صفحة الماء وفى قلوب الطاهرين ، ولا تكونى كالدخان يرتفع عاجزاً مزعجاً كثيفاً ولكن خواء!

قرأت مرة رسالة تقول : كان الشاب العربي جديداً فى ذاك الحي الغربي فنزل يشترى الجريدة ، ألقى السلام على البائع ولكنه فوجىء بصلفه ، فحتى ذلك البائع لم يرد أن يرد عليه السلام ،، ولكن الشاب لم يتوقف يوماً عن شراء الجريدة ولا عن إلقاء السلام ، ذات يوم ظهر شاب عربي آخر فى الحي ، وذهب لشراء الجريدة ، ألقى السلام على البائع فلم يرد عليه بدوره،، سب الشاب ولعن فى نفسه، كيف لا يرد علي هذا ال...، تصادف وظهر الشاب الأول وألقى السلام على البائع ،، انتظر الشاب الثانى ليرى ردة فعل البائع ، فوجدها هى هى لم يرد البائع وكأنه أصم ، راقب الشاب الثانى الشاب الأول أياماً.. ثم استوقف الشاب الثانى الشاب الأول وقد نال منه الحنق وبلغ منه الغيظ من البائع مبلغاً فقال له أنت تقرؤه السلام كل يوم قال له نعم، قال ولكنه لا يرد عليك فلم تصمم أنت أن تقرؤه السلام وهو لايهتم انه قليل الأدب! فرد الشاب الأول بهدوء : حسناً! هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب؟

الأصل فى الأشياء فى إشاعة الصواب والتغيير نحو الأفضل فإن لم نستطع التغيير من الآخر فلا أقل من أن نحتفظ بخصوصيتنا وثقافتنا وأهمها عرى ديننا وأصوله وتعاليمه السمحة ، اذا رددنا بقلة أدب أو قلة احترام لأى سبب كان ، فقد زاد قليلوا الاحترام وناقصى الأدب واحداً ونقص المحترمين والمؤدبين واحداً ، ولا نقول أتصرف بهذه الطريقة فقط لأج كذا : لا ، فإن الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره!
وملازمة تصرف ما تجعل منه خلقاً وطبعاً وياويل من لازم لسانه الاستنفار والاستنكار والهجاء عوضاً عن الاستغفار والاستذكار والبشاشة!
فرق كبير جداً من واحد رشه أخر بماء بسبب مرور سيارة مسرعة مثلاً فتجده يقول : يخرب بيتك! وواحد آخر فى نفس الموقف نجده يقول : يصلح حالك!
الفرق بين خرب الله بيتك وصلح الله حالك كبير جداً عند الله ثم عند الناس ، عند الله فقد كتب لك أجراً حسناً فأنت قابلت السيئة بالحسنة فكتبت لك مضاعفة ثم عند الناس فأنت إن لم تستجلب الاستحياء والحرج والخجل لصاحبنا فلا أقل من أنه سيحترس المرة القادمة أن يصيبك أو يصيب شخص آخر لعله يكون رجلاً او امرأة أصحاب خلق فينحرج هو أمامهم ويظهر أنه هو السىء..
أذكر أستاذاً لي بالجامعة بدرجة استاذ دكتور فلسفة علوم دقيقة ، جاءنا صباحاً وهو يقول كنت أمشى فى الطريق بسيارتى الفقيرة وعاكسنى فى السير شخص بسيارة فارهه ثم لم يلبث أن قال لى : يا****! انت فاكر نفسك راكب عربية؟ فما كان من الأستاذ الا أن شكره برفع يده الى رأسه يعنى شكراً، فأوقف الرجل سيارته وحاول أن يعتذر للدكتور ، ولكن الدكتور تركه ومضى،،

يقول تعالى : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين،،
شوفوا ترتيب الأوامر فى الآية الكريمة!

من أصله لا نتواجد فى مثل هذه البيئات، فأنت تعرف مكان الملائكة : المساجد ومجالس العلم ، ومكان الشياطين : بيوت الخلاء ومجالس النميمة ، وتتعوذ بالله ووتسربل بستر الله والادعية عند دخولك الخلاء او السوق ، فيكون من الافضل عدم الغفلة عند دخول اماكن فيها لهو وغفلة ، بل قضاء الحاجات فى اقل الحدود الممكنة ، واذا كان عملاً او مدرسة او مكان يلزمك المداومة فيه فلا أقل من ان تبحث عمن يريد اعفاف لسانه وخلقه وكف يده وتلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الارض ولا فسادا " وان لم تجده عاجلا فلا اقل ولا اكثر من ان تمد يدك لله فى جنح الليل ليعافيك ويشافيك وينجيك ويصاحبك ويفضل عليك بالصحبة الصالحة والعمل الصالح،

قرات مرة لحكيم ان امرأة أساءت اليه ، ثم حرج عليها اهلها فعادت لتعتذر اليه ولكنه احب ان يلقنها درساً فقال لها : اصفح عنك اذا احضرت دجاجة وذبحتيها ونظفتيها ثم اخذتى ريشها فنثرتيه فى الطريق ثم عدتى الي ، وقد فعلت المرأة ثم عادت اليه ، فأمرها ان تذهب الان وتجمع الريش الذى القته فى الشارع! طبعاً كان صعباً جداً جمع الريش مرة أخرى فعادت اليه وقد تعبت فقال لها : وهكذا الكلام المشين : نثره سهل ومحو آثاره صعب جدا!

يقول تعالى : واذا مروا باللغو مروا كراماً"

ويقول تعالى :

"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
،
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ

وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ

يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء " سورة ابراهيم..

جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد واله وصحبه اجمعين

تسلم ايدك

موضوع حلو كتير

شكرا فرهد تسلم

تسلم ايدك اختى

شكرا وحيدة

تسلمين دائما متميزه
الله عليك وعلى مواضيعك
بصراحه انتي تعجبيني كثير

شكرا صالح

شكرا جزيلا لك

ولطرحك الراااااائع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ايمان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا للموضوع الجميل

شكرا لجهدك الراقي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ننتظر جديدك

يعطيكي العافية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لكم