لستُ الغريب

اشرب خمر الشعر فتسكر الكلمات
احمل كأس المفردات بيدي
وأصلي لأنبياء يحملون النور
تمهلي :
فثمة إلهٌ يتكلم القافية
معجمه هطول جراحي على ساحل الملح
للغة عجلى
أجلسكِ على عرش العمر
وأفتض بكارة غدي بإحساس
يتأنق أنثاه المشرقة
عشقي يداعب بياضكِ القادم من كنه لغتي
ذاكرته ملئ بحروف وارفة الحنين
يمرر قبلة المساءات عنواناً لثغركِ الباكي
جلالكِ القادم مني إليّ يغسل نعاس خطئتي
قمرٌ يتسلل بين نبضي ونبضي
بهواً لأبهة الشجون
فأقطف من فوهة المعنى رضاباً بغي الجهات
لليل يطول وللمستها مرايا من النور
يذوب بسقاية اللذة وأنحني
أكاليل من الوجد لا تطفئُ احتراقي
وسريرها الآسر بحرٌ من غياب الحلم بالصدفات
في بوابة عينيها
كأني رحيق يردد أنفاسي بأنفاسها التعبة
وعطرها يبعثرني تحت مظلات الحنين
لتفرح شجرات أمسي
فما في ظمأي
سروراً يقول الجواب
أو يخون طهارتها الندية
تعالي لنلهو بحضن العنفوان
يا سوسنة الغياب
فشواطئ القلب رمال وحيدة الجهات
لا تحتضن إلا بحركِ
وسمائي تفتح ذراعيها
لكِ لا سواكِ من النور
لأنكِ حملتي نعشي بذاكرتكِ
تجولتي به في غياهب الكلمات
بين سطور المثيولوجيا وصورتكِ
إحساس رغبة افتتحت الغواية
وسكبت ارتعاشها على وجه نعاسي الكسول
فغمستي بالصدى أسئلة تهز المكان
وحين غفوتي نام الربيع
وتوارت فراشاته الخجولة
وذبل البيلسان
صرتي وسيلة تسللتي إليَّ
في فيافي الروح والمساحة الغامضة مني
والدمع الجالس على ركن سماء
لست الغريب :
خفتت صورتي بين أناملكِ وذابت حكاياتي المتوهجة
ولم يهز أسطورتها
سوى عطركِ وأنتِ
فأطاحت بوجه الصمت لتذوب الكلمات ويتكلم الإحساس عنا
فيد النهار مهدت للوصول
إلى رمش يتوضأ بالأفق النديم