شتَّان بين .... وبين ....

شتان بين ... وبين

لا شك بأن هناك فرقاً كبيراً وبوناً شاسعاً بين الماضي والحاضر .. صحيح أننا نعيش الحاضر بآماله وآلامه، إلا أننا في الوقت نفسه نعيش الماضي بحسنه وجماله وعظمته وذكرياته رغم ما فيه من المرارة أحياناً ... فلطالما قلنا كثيراً بأن ( اليوم أحسن من بكرة .. وبكرة أحسن من بعد بكرة) ...

لقد برزت إلى ذهني خاطرة جديرة بالملاحظة والاهتمام؛ وهي الفرق بين أباء وأمهات الأمس من جهة، وآباء وأمهات اليوم من جهة أخرى...

ففي الماضي كان الآباء يدفعون بفلذات أكبادهم إلى مربيهم ومدرسيهم، ليدرسوا على أيديهم العلوم بأنواعها ( شرعية وغير شرعية ) والأخلاق والمنطق، وكان الأب على الدوام في صف المربِّي في سبيل تربية وتثقيف ولده وفلذة كبده، فيتخرج الأبناء حافظين لكتاب الله، وعارفين بشتى صنوف العلوم والمعارف، وكم من العلماء المسلمين الذين نبغوا وهم دون سن العشرين.

أما آباء اليوم فعلى العكس من ذلك؛ فتثقيف أبنائهم لا يعنيهم شيئاً ـ إلا من رحم ربي ـ فيكلونهم إلى الشارع ومقاهي الإنترنيت فضلاً عن المدرسين الأكْفاء الذين يخافون الله رب العالمين ... فيضيع الولد قبل أن يضيع علمه، فيتخرج خالي الوفاض من كل شيء ...

ثمَّة ظاهرة أخرى ... كان الأب في الماضي إذا ما أراد أن يزف ابنته إلى زوجها، يوصيها ويوجهها للمحافظة على عش الزوجية وتقدير مشاعر الزوج واحترامه وطاعته. فهذا شُريح بن الحارث القاضي يقول لابنته ليلة زفافها: أي بنية، أوصيك بهذه الكلمات التي كنت أقولها لأمك، وأنشد:

خذي العفو مني تستديمي مودتـي // ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ
ولا تنقريني نقرة الدُّفِّ بالحصـــى // فإنــك لا تدرين كيــف المغيَّـــــــــبُ
فإني رأيت الحبَّ في القلب والأذى // إذا اجتمعا لا يلبث الحـــــبُّ يذهـــبُ

أما آباء هذه الأيام فلا يعنيهم إلا غلاء المهور والمكابرة والإسراف في الطلبات التي تثقل كاهل الزوج من أثاث ومجوهرات وصالات الأفراح ومكان قضاء شهر العسل ودرجة الفندق الذي ستقيم فيه ابنته وعريسها ... إلى آخر هذه الأمور ... وإذا تكلم الزوج مع زوجته أو عاتبها لأمر فيه صالح بيته، تجد أباها يستشيط غضباً ويقيم الدنيا ولا يقعدها فوق رأس صهره المسكين!!!

أما بالنسبة للأم، فكانت أم الأمس عندما تزف ابنتها إلى زوجها تجلس معها وتوصيها بدرر سنيَّة لتحافظ على بيت الزوجية تغمره السعادة والحبور؛ فقد ورد أن أسماء بنت خارجة أوصت ابنتها ليلة زفافها وقالت لها: (أي بنية، إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعشك الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً. أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة. وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإنَّ تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، فملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير. وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً ولا تفشين له سراً، فإنْ خالفتِ أمرَه أوغرتِ صدرَه، وإنْ أفشيتِ سرَّه لم تأمني غدرَه. ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً، والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً).

أما أمهات اليوم فعلى العكس من هذا تماماً ـ إلا من رحم ربي ـ فإن أم اليوم توصي ابنتها ليلة الزفاف وبعد الزفاف وحتى بعد الإنجاب قائلة: ( بنتي حبيبتي، كلما تعرّم صاعه امسحيه )، وتقول أخرى: ( ديري بالك، يا مأمنه للرجَّال مثل المأمنه للمي بالغربال) ، وتقول ثالثة: ( حبيبتي، لا تخلّي ينبت على جلده ريش )، وتقول غيرها: ( لا تخلي ظفره يحك جلده ) ... كل هذه وصايا مفادها الإبقاء على الزوج فقيراً معدماً مخافة أن يجلب لابنتها " ضرةً " بزواج ثان ٍ أو ثالث ...!!! ......فشتان بين الأمس ..... واليوم...!!!

...... محمود فالح مهيدات ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اخي محمود مهيدات ابا كارم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اسعد الله قلبك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ساقف هنا ,,,, لا لأمتهن الكلام ولكن للتوضيح لعبة الحضاره قد تحولت فعلا الى قذاره

ماذكرته اذكره جيدا وكاني اعيد شريط ذكرياتي امام عيني للماضي الذي كنا نعيشه

كنا في زمن لم تتغير فيه نفوسنا ولم تتبدل عقائدنا ولم نكن نبحث عن ما يبحث عنه شباب اليوم ووالديهم

نحن في زمن الاقنعه وصفو لكل كبيرة قناع وزيفوها لتصبحا فعلا حالة نفسيه

مضحك جدا ما يسرد في هذا الزمن

ولكن تأكد اننا لم نتغير الى الاسوء إلا لأننا غيرنا مابي انفُسِنا

وماقد ياتي اطم وادهى

ان الفرق بين اليوم والأمس والمسميات الجديده التي اصبحت كا مبررات

عن الغزو الفكري والانحطاط الأخلاقي الذي صار بمثابة الكابوس يهدد مجتمعاتنا

ولكن اسأل الله ان يلطف بنا وان نسخر هذا التغير لصالح ديننا ونحاول ان نعمر الارض

لا انخربها

لا ادري ما اقول لك ابا كارم لكن موضوعك في الحقيقه رائع

ايقضت في ذاكرتي اجمل ما كنا نعيشه

ودي وباقات وردي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

((ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))

ان الله سخر كل الاشياء لخدمة الانسان

وعلينا الاستفادة منها

والتعايش معها بأجمل صورة

!!!!!!!!!!!!

هناك فرق كبير بين الماضي والحاضر

في الماضي كانت البساطه في كل الامور والالفة بين الناس

هذا ما سمعناه من اسلافنا

ولكن في اي زمان ومكان يجب علينا المحافظه على الصفه الانسانيه

موضوع جميل جدا وفيه نقاط هامه ومفيده

ما بين الماضي والحاضر

ولكن اعتقد ان في عصرنا هذا

ليس كل الاباء كما ذكرت هنا

ولك جزيل الشكر على ما خطته اناملك محمود مهيدات

ينقل لقسم النقاش للمتابعه هناك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكراااااااا الك موضوع مهم

وغااااايه في الجمال والروعه

الأخت أنجل من البديهي أن يكون ردك بحوار ونقاش فالشكر لايكفي

في هذا القسم ولانستفيد شيأً من الموضوع ...حتى لاينتهي ردك بالحذف في المرات المقبلة

مشرف القسم محمد كريم الإخلاصي

الماضي يعني البساطة والعيش الحقيقي دون تصنع

والحاضر مع كل الإمكانيات المتاحة وفي جميع المجالات هو فوضى

ودولاب سريع لانستطيع إيقافه نفتقد لليساطة..... نفتقد للعفوية ....نفتقد للإحترام بين الكبير والصغير

الحاضر وبجميع تكنولوجيات العصر مزيف ومصطنع

قد لايعجبه هذا الكلام جيل اليوم ....فلكل جيل حياته الخاصة التي يراها بمنظاره وهو مقتنع بها

شكراً لك أخي محمود لطرحك القيم مع أنني أعلم بأن هذا الكلام لايعجب الأكثرية

وكما ذكرت إلا من رحم ربي .....لك كل الود والإحترام والتقدير

خذي العفو مني تستديمي مودتـي // ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ
ولا تنقريني نقرة الدُّفِّ بالحصـــى // فإنــك لا تدرين كيــف المغيَّـــــــــبُ
فإني رأيت الحبَّ في القلب والأذى // إذا اجتمعا لا يلبث الحـــــبُّ يذهـــبُ

يمنع النسخ واللصق في أقسام النقاش دون إضافة نقاش وحوار للرد

حتى لايحذف الرد في المرات المقبلة

مشرف القسم محمد كريم الإخلاصي

مشكور اخي ابو كارم كلام جميل جدا

وبالفعل هناك فرق شاسع مابين الجيل الاول وبين هذا الجيل

كان زمان الاول زمن البساطة

والالفة والاعتماد على النفس

وطبعا هذه الصفات اصبحت نادرة هذا الزمان

وصعب المحافظة عليها

لأن كل شيء في هذا الزمان قد تغير

ولكن النقطة التي اوضحت بها

عن الاباء والامهات وطريقة مغلاتهم للمهور

ونصائحهم لابنائهم

بقدر قلك انو مو كل الاباء والامهات هيك

في هيك وفي هيك والله اعلم

وجزاك الله كل الخير اخي الكريم