[center]قصة الإسلام في الصين
أما الصين؛ فتقع في الجزء الشرقي من قارة آسيا، وعلى الساحل الغربي من المحيط الأطلنطي، وتشترك الصين في حدودها مع عدة دول هي: أفغانستان، بوتان، ميانمار (بورما)، مازخستان، فرعيزستان، لاوس، منغوليا، النبيال، وكوريا الشمالية، وباكستان، وروسيا، وطاجاكستان، وفيتنام.
وتذكر التواريخ الصينية أن أول دخول الإسلام في الصين كان في أيام أسرة "تانج"، التي عاصرت البعثة النبوية، وعصر الراشدين، وعصر الخلافة الأُموية، وكان القادمون إلى الصين من المسلمين تجارًا دخلوا بلاد الصين من الجنوب أيام الخلافة الأموية، واستقرُّوا في "كانتون"، حيث أنشئوا لأنفسهم جالية زاهرة، واتخذوا المساجد، وأطلق عليهم الصين لقب "هوي هوي"[1].
متى دخل الإسلام الصين؟
ويَذْكر مرجع صيني قديم يُسمَّى "التاريخ القديم لأسرة تانج" أنه في السنة الأولى لحكم الإمبراطور يوانج – واي (31هـ= 651م) وفد على بلاط هذا الإمبراطور وفد من المسلمين حاملين هدايا للإمبراطور، وقالوا: إن دولة الإسلام قامت منذ إحدى وثلاثين سنة. ويقول الصينيون من المسلمين: إن هذه كانت أوَّل مرَّة يدخل فيها الإسلام إلى الصين. ويقول المرجع نفسه: إن إمبراطور الصين استفهم عن أمر الإسلام وسأل عنه، فسمع خيرًا، وأذن للمسلمين في بناء مسجد في العاصمة تشانج – آن، وما زال هذا المسجد قائمًا في ذلك البلد الذي يُسمَّى الآن شيان[2].
وفي أيام الوليد بن عبد الملك (86- 96هـ) عَبَر قتيبة بن مسلم نهر سيحون، وتخطى الحدود الغربية لدولة الصين، ودخل كشغر، وضمَّ جزءًا من ولاية سنكاينج[3] إلى دولة الإسلام.
وفي سنة 726م أوفد الخليفة هشام بن عبد الملك (105-125هـ) سفيرًا يُسمَّى سليمان إلى الإمبراطور هزوان تونج، وانعقدت أواصر الصداقة بينه وبين المسلمين.
وعندما قامت ثورة على هذا الإمبراطور قادها ابنه سور تسونج سنة (756م) وطرد أباه من العرش، استنجد الإمبراطور المعزول بالخليفة العباسي "المنصور" (136-158هـ)، فأنجده بقوَّة من الرجال أعادته إلى عرشه، ولم تَعُدْ هذه القوَّة إلى بلادها، بل استقرَّت في الصين، وتزوَّج أفرادها من الصينيات، وانضمُّوا إلى إخوانهم أعضاء جالية كانتون، فكثُر عددها، وحاول حاكم البلد إخراجها من البلد بالقوَّة، ولكنه عجز[4].
عوامل انتشار الإسلام في الصين
ودخل الإسلام إلى شمال الصين بواسطة الترك في عهد جنكيزخان وخلفائه؛ حيث لم يعبأ جنكيزخان بالدين، وكان يجمع حوله من جميع المِلَلِ، ودخل في جنده كثير من الترك، والأفغان، والباتان، والفرس، وكل هؤلاء مسلمون، فنشروا الإسلام في الصين[5].
وهناك مجموعة من العوامل ساعدت على سهولة وسرعة انتشار الإسلام في الصين، من هذه العوامل: المعاملات التجارية التي قام بها المسلمون، وكذلك الفتوحات الإسلامية للمناطق المحيطة بالصين، وتناسل المسلمين وكثرتهم، والاختلاط بينهم وبين أهالي البلاد الأصليين، ومن هذه العوامل أيضًا شراء المسلمين لأولاد الصينيين الوثنيين وتربيتهم على الإسلام، فيصيرون متمسِّكين بالدين الإسلامي، وكذلك لجوء مسلمي الصين إلى الزواج بالصينيات؛ رغبة أن يشرح الله صدورهن للإسلام[6].
وقد تمتَّع الإسلام في الصين بقَبول حَسَن، ولقي المسلمون معاملة طيبة طَوَال عصر أسرة "تانج"، التي انتهت سنة (349هـ = 690م)، ولما خلفتها أسرة "سونج" ازدادت التجارة، وتزايد توافد المسلمين على الصين، وأصبحت كلُّ تجارة الصين مع بقية بلاد الشرق وأوروبا في أيدي المسلمين؛ فعرفت أوروبا حرير الصين، وخزفها، وتحفها، وصناعاتها الدقيقة عن طريقهم، وحملوا إليها متاجر أوروبا وغرب أسيا، وكبرت جاليات المسلمين في بلاد الصين، وانتشر الإسلام أكثر وأكثر، ونظرًا لما امتاز به المسلمون من خُلُق طيِّب وأمانة والتزام بالقوانين فقد احترمهم الشعب الصيني، وزاد انتشار الإسلام تَبَعًا لذلك[7].
السيد الأجل ناشر الإسلام
وكان أكبر الموظَّفين المسلمين في بلاد الصين رجلاً ذا كفاية عظيمة وقدرات متعددة، وهو "السيد الأجل"، وقد تدرَّج في المناصب حتى أصبح القائد الأعلى للقوات العسكرية المنغولية في "ششوان"، ثم أصبح حاكمًا لتلك الولاية في سنة (671هـ= 1372م)، وبعد سنتين تولَّى حكومة ولاية يونان، وبفضل كفايته انتشرت الثقافة الإسلامية في بلاد الشمال الغربي، وكان السيد الأجل يحكم بعدلٍ وإنصاف تامَّيْنِ، ولا يُفَرِّق بين مسلم وغير مسلم، ويقول المؤرِّخ رشيد الدين فضل الله في كتابه "جامع التواريخ" في عصر الأسرة المغولية كانت الصين مقسَّمة إلى اثنتي عشرة ولاية، لكل منها حاكم، وإن ثمانية من بين الحكام كانوا مسلمين، وهذا يدلُّ على القوَّة التي وصل إليها المسلمون في عصر أسرة "يوان"، وقد دامت أسرة يوان حوالي 90 سنة تقريبًا (770 - 1054هـ = 1368 – 1644م)، وفي عهد هذه الأسرة ازداد الإسلام، حتى أصبح من أديان الصين الكبرى[8].
بداية اضطهاد المسلمين
ورغم استمرار انتشار الإسلام وحسن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في الصين، إلا أنه عندما سيطرت الأسرة "المانشورية" على الحكم خلال ثلاثة قرون ( 1644 – 1911م)، اضطهدت المسلمين، فصادرت أملاكهم، وأخذت أموالهم، وانتهكت حُرُماتهم، مما جعل الثورات تندلع في كل مكان من قِبَلِ المسلمين، والتي بدأت عام 1856م بعدما ساعد الولاة الصينيون الوثنيين في مهاجمة المسلمين والوقيعة بهم، إضافة إلى دسِّ الدسائس، وعمل الحِيَلِ لقصم عُرَى المسلمين[9].
وتَبَعًا لسياسة الشيوعية تغيَّرت عقيدة بعض مسلمي الصين تحت تأثير الضغط أحيانًا، وخاصَّة بالنسبة إلى النشء الجديد، وتارة من أجل الوظائف والمناصب، وتارة بسبب ضعف الإيمان، ورغم ذلك نجد أن الكثير من المسلمين تمسَّكوا بعقيدتهم واحتفظوا بدينهم أشدَّ الاحتفاظ، وإن كانوا قد تواروا في عبادتهم عن الأنظار، وابتعدوا في صلواتهم عن العيون؛ تجنبًا لما اتَّبعه النظام الشيوعي من سياسة اقتصادية تقوم على اغتصاب أموال الناس باسم القانون، وسياسة اجتماعية حطمت الروابط بين الأفراد والأسر[10].
تركستان الشرقية والاحتلال الشيوعي
تحتل الصين الآن تركستان الشرقية "سنكاينج"، والتي تقع في وسط آسيا الوسطى، ويحدُّها من الشمال روسيا، ومن الغرب قازاخستان وقرغيزيا وطاجكستان، ومن الجنوب باكستان والهند، ومن الشرق الصين، ومن الشمال الشرقي منغوليا, وتبلغ نسبة المسلمين فيها 95%[11].
وقد دخل الإسلام تركستان الشرقية عام 934م عن طريق الإيجور "ستاتوك بوجرخان"، الذي اعتنق الإسلام قبل أن يتولَّى العرش ويصبح حاكم ولاية أوجور، وبعد أن أصبح حاكمًا اتخذ لنفسه اسمًا مسلمًا هو "عبد الكريم ستاتوك"، وبإسلامه أسلم معظم التركمان من السكان وسكان وسط آسيا؛ لتصبح تركستان بعد ذلك مركزًا رئيسًا من مراكز الإسلام في آسيا.
وقد احتلَّ الشيوعيون الصينيون تركستان الشرقية، واتَّبعوا سياسة الاضطهاد المستمرِّ ضدَّ المسلمين، رغم التظاهر بالإصلاح الثقافي؛ فألغى الشيوعيون الصينيون الكتابة العربية التقليدية، وتحت شعار "مخلفات الماضي" أُتلف 730 ألف كتاب باللغة العربية، بما في ذلك من نُسَخ من القرآن الكريم، وكتب الحديث، والكتب الدينية[12].
وكان عدد المسلمين بتركستان الشرقية عندما سيطر الشيوعيون عليها حوالي 2.3 مليون مسلم، وعدد المساجد يزيد على الألفي مسجد، وقد بدأ الشيوعيون منذ احتلالهم بارتكاب مذابح رهيبة، أعقبها استقدام مهاجرين صينيين بأعداد ضخمة في عملية احتلال استيطاني واسع؛ وذلك للتقليل من عدد أهل البلاد المسلمين، وألغى الصينيون المِلْكِيَّة الفرديَّة، واسترقُّوا الشعب المسلم، وأعلنوا رسميًّا أن الإسلام خارجٌ على القانون، ويُعاقَب كلُّ مَن يَعْمَل به، ومَنَعوا خروج التركستانيين الشرقيين خارج البلاد، كما مَنَعوا دخول أي أجنبي إليهم، وألغَوا المؤسَّسات الدينية، وهدموا أبنيتها، واتخذوا المساجد أندية لجنودهم، وغيَّروا الأبجدية الوطنية بحروف أجنبية، وجعلوا اللغة الصينية اللغة الرسمية، واستبدلوا بالتاريخ الإسلامي تعاليم "ماوتسي تونج"، وأرغموا المسلمات على الزواج من الصينيين، ولم يتوقف هذا الحقد الأسود الدفين تجاه المسلمين الذين تعرَّضوا لجهود دولة كبرى لاسترقاقهم، وطمس الإيمان في قلوبهم، فلما قامت الثورة الثقافية في الصين زاد الأمر سوءًا، وزادت حدَّة اضطهاد المسلمين، وكان ضمن شعارات الثورة: "ألغوا تعاليم القرآن".
ورغم هذا الكبت والاضطهاد فقد استمرَّت ثورات المسلمين العنيفة التي تعمل الصين على إخفاء أنبائها عن العالم، ومنها ثورة (1386هـ= 1966م) في مدينة "كاشغر"، التي حاول فيها المسلمون أداء صلاة عيد الأضحى داخل أحد المساجد، فاعترضتهم القوات الصينية، وارتكبت في حقِّهم مذبحة بشعة، وانتشرت الثورة في الإقليم، وقام المسلمون بحرب عصابات ضد الصينيين، واستُشْهِد في هذه الثورة - خلال أحد شهورها - حوالي 75 ألف شهيد، ولا تَكُفُّ الأخبار عن تناقل أنباء انتفاضات للمسلمين في تركستان الشرقية ضدَّ الاحتلال الصيني الدموي اللاإنساني[13].
ونتيجة لذلك اشتدَّت حملات الاعتقال والمحاكمات الصورية غير العادلة في جميع المناطق ذات الأغلبية الأيغورية في تركستان الشرقية، وتُشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف أيغوري قد تمَّ اعتقالهم من قِبَلِ السلطات الصينية في فترة لا تزيد على شهرين بعد أحداث 11 سبتمبر، وذلك بتُهَمٍ سياسية مزعومة، كما عُقِدَت تسع محاكمات علنية متتالية في كل من مدن غولجا، آقسو، كاشغر وخوتان وقضاء شاهيار واوجتورفان وانسو؛ حيث تمَّ في تلك المحاكمات الحكم بالإعدام على 13 أيغوريًّا، وتمَّ تنفيذ الحكم رميًا بالرصاص في نفس اليوم[14].
بعض الحركات الإسلامية في تركستان الشرقية
1- حركة تركستان الشرقية الحرة.
2- جبهة تحرير أوجورستان.
3- الجبهة الثورية الوطنية لطشقند.
ومعظم هذه التنظيمات التركستانية سُنِّية المذهب، والبعض يميل إلى المذهب الشيعي.
أهداف الحركات الإسلامية في تركستان الشرقية
1- تحقيق الاستقلال الكامل لتركستان المسلمة عن الدولة الصينية.
2- زيادة الوعي الإسلامي للشعب التركستاني المسلم.
3- مقاومة المحاولات الصينية لتغيير التركيبة السكانية لتركستان.
الوضع الحالي
في الوقت الذي يعيش المسلمون في معسكرات السخرة، أو على هامش الحياة في مراعيهم ومزارعهم البدائية، فإن السلطات الصينية قد أغرقت تركستان الشرقية (مقاطعة شنجانغ) بملايين الصينيين البوذيين المهجَّرين من أنحاء الصين تحت شعار: "اذهب إلى الغرب أيها الشاب". وقد بلغ عدد الصينيين المهجرين 7.421.992 نسمة بنسبة 40%، والمسلمون الإيجور 8.506.575 نسمة بنسبة 45% من جملة عدد سكانها البالغ 18.761.900 نسمة في عام 2001، حسب التقديرات الرسمية كما جاء في كتاب شنجانغ السنوي الرسمي المطبوع عام 2002م. هذا في الوقت الذي كان فيه عدد الإيجور 3.291.100 نسمة يمثلون نسبة 95. 75%، وكان عدد الصينيين 249.202 نسمة بنسبة 7.6% من جملة سكانها البالغ عددهم 400.333. 4 نسمة عند احتلال الصين الشيوعية لها في عام 1949م.
التذويب العرقي لمسلمي تركستان
ولكن خلال نصف قرن من الحكم الشيوعي تضاعف عدد الإيجور 2.58 مرة فقط، بينما تضاعف عدد الصينيين 29.78 مرة، إضافة إلى أن الرقم الرسمي لعدد الصينيين المهجرين لا يشمل إلا المسجلين في مكتب الإحصاء لمقاطعة تركستان الشرقية؛ لأن جيش "شنجانغ" للإنتاج والبناء -الذي يتولى مهمة توطين المهجرين الصينيين- لا يعلن إلا عن الأرقام التي يتم توظيفها وتوطينها في الأجهزة والشركات الرسمية، ولا يتم الإعلان عن عدد الذين يعملون في مزارعها ومؤسساتها؛ ما جعل الباحثين يؤكدون أن عدد المهجَّرين الصينيين يزيد على 10 ملايين، وأن كثافتهم حاليًا تفوق نسبة المسلمين الإيجور وغيرهم في شنجانغ (تركستان الشرقية)، وبخاصة أن جريدة بكين "جي فانغ جون" Jeifangjun Bao ذكرت في عددها الصادر بتاريخ 10 مارس 1989م أن جيش شنجانغ للإنتاج والبناء يشرف على 170 بلدة و2000 قرية، وأن المستوطنين ينتجون 20% من الإنتاج السنوي.
وعلى ضوء ذلك يؤكد الباحثون أن النسبة تبدلت في كثير من المدن من 9 إيجور وصيني واحد، إلى 9 صينيين وإيجوري واحد، وفي "أورومجي" عاصمة مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية) تحولت النسبة من 80% إيجور و20% صينيين إلى 80% صينيين و20% إيجور، وبدأ التذويب السكاني الصيني يهدد مدينة "كاشغر" التي عُرفت لمكانتها الإسلامية باسم بخارى الصغرى؛ فالنظام الشيوعي الصيني -كما جاء في جريدة الشعب اليومية الصادرة في بكين بتاريخ 2 ديسمبر 1992م- أشار إلى نقل مائة ألف صيني إليها من منطقة سد الممرات الثلاثة، مع تنفيذ نقل 470 ألف صيني إليها بالتدريج، وبعد أن كان عدد المهجرين سنويًّا 250 ألفًا عام 1950م، صار 350 ألفًا عام 1965م، كما جاء في الجزء الخاص بمقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية)، ويجري تنفيذ هذا التوطين بمنح المهجرين إعفاءات ضريبية شاملة، مع توفير المساكن والأراضي، التي يتم مصادرتها من الإيجور المسلمين بعد طردهم إلى أطراف القرى والأراضي القاحلة، حتى صار ثلاثة أرباع سكان "كاشغر" لا يجدون الماء الكافي، ولم يعد الإيجور في "أورومجي" يمتلكون مراكز تجارية، ولكن تحولوا إلى متسولين وباعة جائلين أو طباخين يبيعون الأطعمة في الأزقة.
وتؤكـد منظمة العفو الدولية -في تقريرها الصادر في إبريل 1999م- أن الحكم الصيني يمارس سياسة التمييز العنصري في التوظيف؛ لأن العدد الساحق من العمال في حقول النفط والمشروعات هم من الصينيين، والإيجور أو المسلمون عمومًا هم من الفلاحين، و80% منهم يعيشون تحت خط الفقر؛ إذ لا يزيد متوسط دخلهم الشهري عن 50 دولارًا.
الممارسات الجائرة والتجارب النووية
إن تدفق هؤلاء المهجرين الصينيين وكثافة توطينهم لم يؤد إلى تدهور الوضع الاقتصادي لمسلمي تركستان الشرقية فحسب، بل إلى ممارسات جائرة ضد المسلمين؛ منها: منع رفع الأذان، والزواج المختلط بين المسلمين والبوذيين، وفرض التدريس باللغة الصينية لكافة المواد الدراسية من الصف الثالث في المدارس المتوسطة، وتزوير التاريخ وصياغته صياغة تخدم الحضارة الصينية.
ولم تكتفِ حكومة الصين بالتأثير على الدين والثقافة والتاريخ، بل تعدت ذلك بالآثار المدمرة التي تركتها التفجيرات النووية على البيئة والإنسان في منطقة "لوب"، التي جعلتها حقلاً لتجاربها النووية منذ عام 1964م، واستمرت تلك التجارب تمارس مكشوفة في الفضاء حتى عام 1980م، ثم توقفت كما تزعم في عام 1996م، بعد إجراء 42 تجربة نووية وهيدروجينية، وقد أدت إلى تزايد انتشار السرطان والإجهاض وتشوه المواليد. ومع أنها حاولت إخفاء ذلك وتبرير ما نتج عنها إلا أن المنظمات الدولية مثل السلام الأخضر والأطباء العالميين لمنع الحرب النووية IPPNW، أكدت على نتائجها المدمرة على السكان والبيئة، خاصة أن مستوى الإشعاع الذري في "لوب نور" وصل إلى 239 بلوتونيوم، 90 سترنتيوم، 187 سيسيوم. وفي مؤتمر المرأة العالمي في بكين عام 1995م أثارت الدكتورة قالية كولدوغازيف (باحثة من جامعة بشكك بجمهورية قيرغيزستان) قضية ارتفاع نسبة الوفيات إلى 40% في مناطق قيرغيزستان الشرقية على حدودها المتاخمة مع مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية)، وذلك في أواخر شهر مايو 1994م، على أثر تجربة نووية في تركستان الشرقية. وذكرت هذه الباحثة أن نسبة ارتفاع الأمراض في تلك النواحي من قيرغيزستان تصل إلى 5.8 في الألف، وأن الأطفال يعانون من اضطراب النظام العصبي وقصور في القلب، كل هذا بسبب ارتفاع مستوى الإشعاع الذري في قيرغيزستان المجاورة، فكيف ستكون آثارها القاتلة في تركستان المسلمة نفسها!! وما تحدثت عنه هذه الباحثة هو تجربة نووية تحت الأرض، ولكن هذه البلاد وشعبها المسلم لا يزال يعاني من نتائج التفجيرات النووية التي كانت تتم مكشوفة في الفضاء.
ترويج المخدرات
وكأن هذه الوسيلة لم تكفِ لنشر الموت لإبادة المسلمين، فاستغلت السلطات الصينية فقدان الوعي الصحي والاجتماعي الذي فرضته على الشعب التركستاني المسلم من خلال ترويج المخدرات والكحول؛ فمثلاً في مدينة قراماي يوزع الخمر مجانًا على الإيجور المسلمين!! وعندما حاول الطلاب المسلمون توعية الشباب بمخاطر الكحول، وضرره على الإنسان، مطالبين محلات الخمور بالتوقف عن ذلك، قامت السلطات الصينية بقمعهم بالقوة؛ فنتج عنها مقتل 200 طالب مسلم في عام 1997م.
وفي مدينة لينشا Linxia في مقاطعة كانسو التي يسمِّيها المسلمون الصينيون Hui (مكة الصغرى) لكثرة مساجدها ومدارسها الإسلامية، تعتبر أحد المراكز الناشطة لتجارة الهيرويين في الصين، وهو متوفر في كل مكان، ورخيص جدًّا مما يستخدمونه في التدخين. وينتهي هذا الطريق الصيني للمخدرات في تركستان الشرقية، حيث تم ترويجها بين الأهالي بدسها في الأطعمة والمشروبات التي تقدم في المطاعم، وبلغت نسبة من ابتلي بها 20% من جملة السكان، وتبلغ نسبة الشباب المبتلين بها من فئة الشباب -الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة- تبلغ نسبتهم 80%. والهيروين الذي يباع باسم بايميان Baimian لا يصل نقاوته حتى 30%، ولم يقتصر الترويج لهذا النوع فقط، بل هناك الكوكايين والأفيون والحشيش وغيرها.
مرض الإيدز
ومنذ بدء تدفق المخدرات إلى تركستان الشرقية بتشجيع السلطات الصينية منذ عام 1994م جاء مرض الإيدز إلى مناطق المسلمين؛ حيث تفيد التقارير أن التحاليل الطبية التي أجريت على مسلمي تركستان الشرقية عام 1995م، لم تسجل إصابة واحدة بفيروس مرض نقص المناعة HIV، ولكن في نهاية عام 1996م يقول الباحث الصيني زنغ شي وين Zheng Xiwen (من الأكاديمية الصينية لدواء المقاومة): إن واحدًا من كل أربعة يتعاطون المخدرات كان إيجابيًّا بفيروسHIV، وفي السنوات الأخيرة أصبحت شنجانغ (تركستان الشرقية) من أكثر المقاطعات الصينية إصابة بمرض الإيدز، وأصبح الإيجور المسلمون أكثر القوميات إصابةً؛ حيث أُعلن عن 303 إصابات جديدة بمرض الإيدز في سبتمبر 2003م، وبذلك يبلغ عدد المصابين 3165. ويقدر العدد الحقيقي للمصابين بأكثر من 30 ألف مصاب، ويذكر أن 6% في "أورومجي" يحملون الأعراض الخاصة بفيروس مرض نقص المناعة، بينما تقدر بعض الجهات المحلية نسبة المصابين بنحو 40% في أورومجي، و85% في مدينة إيلي بالقرب من حدود قازاقستان. ويمكن القول بأن نسبة الإصابة تصل إلى 30% في مقاطعة شنجانغ (تركستان الشرقية)، ما يجعلها المقاطعة الصينية الأولى في نسبة انتشار الإيدز في الصين كلها[1].
[1] انظر: مقال الاستيطان الصيني.. التذويب العرقي، الرابط:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]التبت
هل كان احد يعلم شيئاً عن المسلمين في التبت؟؟ انا شخصياً كنت اظن ان التبت هؤلاء مجموعة من الهندوس يراسهم الدلاي لاما... هل كان احد يعلم شيئاً عن اضطهادهم؟؟ ربما سمع بعضنا عن ال 180 مليون مسلم في الصين والاضطهاد الرهيب الذي يعترضون له.. وربما سمع اخرون عما يحدث لملايين المسلمين في الهند.. لكن لا اعتقد ان كثيرون سمعوا عن المسلمين في التبت... يحدثنا عنهم اليوم الدكتور راغب السرجاني..
يبدو أن الأقليات الإسلامية المنتشرة في أنحاء العالم قد أصبحت كالأيتام على موائد اللئام، هذا ما تبيناه في قصة كوسوفا، وما نتبينه اليوم من قصة المسلمين في التبت.
وإذا كانت أوربا قد حملت عداوة تاريخية للدولة العثمانية لأنها هزمتها، وأخضعت الكثير من الأراضي والممالك الأوربية؛ فإننا لا ندري سببًا لما يحدث للمسلمين في هضبة التبت، التي دخلها الإسلام عن طريق جيرانها، والتجار من المسلمين الذين كانوا يأتون للتجارة في هذه البلاد النائية.
وبدايةً لا بد من التعرف على أوضاع التبت نفسها؛ فهي تقع في منطقة منعزلة تحاصرها الجبال في وسط القارة الآسيوية، وتحدها الصين من الشرق، والتركستان الشرقية من الشمال، وكشمير من الغرب، والهند من الجنوب.
أمَّا مساحة التبت فإنها تبلغ مليون و221 ألف كيلو متر مربع، وعدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، منهم ربع مليون مسلم، وعاصمة التبت تسمى (لاسا).
ظلَّ الغموض يحيط بالتبت فترة طويلة من الزمن بسبب ظروفها الطبيعية وتعقيد تضاريسها ووعورة مسالكها وكونها منطقة معزولة عن العالم الخارجي؛ لذا أطلق عليها بعض الجغرافيين الأوربيين "قلب آسيا الميت".
وكانت بلاد التبت تخضع لحكم الصين في فترات قوتها، وتنفصل عنها في فترات ضعفها، وبعد الحرب العالمية الأولى قَوِي الشعور القومي عند أهل التبت، فانفصلت التبت عن الصين، وفي عام 1343هـ/ 1924م استعادتها الصين، ثم طردت حاكمها المسمَّى (الدلاي لاما) في عام 1371هـ/ 1951م، وأصبحت التبت ولاية صينية منذ ذلك الوقت.
والدلاي لاما هو الزعيم الروحي للبوذيين في التبت، وقد جعل منه الغرب قائدًا وزعيمًا، وتبنَّوه وأظهروه إعلاميًّا؛ لكي يستطيع الغرب التدخل في شئون الصين الخصم العنيد للغرب.
أما عن كيفية وصول الإسلام للتبت؛ فقد وصل الإسلام إلى بلاد التبت عن طريق جيرانها، وسلك إليها من التركستان الشرقية التي تحتلها الصين بالقوة، وتسميها (سنكيانج)؛ في محاولة لإخفاء إسلاميتها.
وقد بدأت العلاقات الإسلامية مبكرة مع سكان التبت، وكان المسلمون الأوائل أصدقاءَ لأهل التبت؛ إذ وصل الإسلام إلى الحدود الغربية لبلاد الصين في نهاية القرن الأول الهجري، عندما فتح المسلمون (كاشغر) وهي لا تبعد كثيرًا عن بلاد التبت.
.
وصل الإسلام التبت مبكراً
وفي عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز أرسل أهل التبت وفدًا إلى (الجراح بن عبد الله) والي خراسان يلتمسون منه أن يبعث إليهم من يفقههم في الدين الإسلامي، ويقال إنه أرسل إليهم (سليط بن عبد الله الحنفي) لذلك الغرض.
كما كانت هناك صلات طيبة بين الخليفة المهدي العباسي وملك التبت، وقيل أيضًا: إن أحد ملوك التبت أسلم في عهد الخليفة المأمون العباسي.
وكانت تلك جهود بذلها المسلمون لبثِّ الدعوة الإسلامية في بلاد التبت عن طريق وسط آسيا، وكان ذلك كله هو المحور الأول لوصول الإسلام إلى التبت.
وأما المحور الثاني في نقل الإسلام إلى أهل التبت، فتمثل في وصول الإسلام عن طريق جارتها الغربية كشمير، بعد أن خضع شمال الهند للنفوذ الإسلامي.
فقد غزا الحكام المسلمون بلاد التبت أكثر من مرة بداية من عام 930هـ/ 1523م، ولكن الأمر لم يقتصر على الغزو، فلقد وصل الدعاة المسلمون إلى التبت من بلاد كشمير وبلاد خراسان ووسط آسيا، وظلَّ الإسلام يحرز تقدمًا في بلاد التبت حتى النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.
ويوجد في ولاية (لداخ) بالتبت عدد من المولدين يطلق عليهم اسم (الأرغونيين) من أمهات تبتيات وآباء مسلمين من التجار الذين قدموا إلى هذه الولاية، وتزوجوا من نساء التبت بعد إقناعهن بالإسلام، وهؤلاء جميعًا مسلمون، ولقد فعل الجيل المولَّد كما فعل آباؤهم فتزوجوا من نساء التبت وكونوا أسرًا مسلمة، وعملوا في سبيل نشر الإسلام، ثم شق الإسلام طريقه من بلاد التبت إلى الولايات الصينية المجاورة.
وكل هذا يعكس اندفاع المسلمين الأوائل لنشر الإسلام في كل مكان، ورغبتهم الحميمة في هداية البشر، ويعكس أيضًا أخلاقهم الحميدة في كل شئون حياتهم؛ مما جذب غير المسلمين من التبت وغيرها للدخول في دين الله U.
وإضافةً إلى ذلك يعكس رغبة المسلمين في التعايش مع الأمم الأخرى؛ مصداقًا لقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13).
وعندما استولى الشيوعيون على حكم الصين ضموا التبت إليهم، وقد كان للمسلمين في التبت دور وطني عظيم في مقاومة الاحتلال الصيني سنة 1924م، ولكن الصين كانت تتصف بالقوة العاتية في مواجهة العدد القليل، والأسلحة الضعيفة لأهل التبت؛ فمات الآلاف من المسلمين نتيجة بطش الشيوعيين الصينيين.
وكان أول شيء فعله الصينيون إبان فترة الحكم الشيوعي السابق، هو سلب المسلمين حريتهم في ممارسة عقيدتهم الدينية، وسلبهم جميع الامتيازات والتسهيلات التجارية الحرة، فأغلقت مؤسساتهم مثل المدارس والمساجد، وحتى لم يسمحوا لهم بأبسط الحقوق كدفن الموتى وفقًا للتقاليد الإسلامية، وفُرض عليهم حظر السفر في البلاد، وتم تجميد ما امتلكوه من سلع، واستمر موقف الصين من المسلمين في التبت عدائيًّا، كما اشترطت السلطات الصينية على المسلمين التبت أن يتخلّوا عن ممتلكاتهم الشخصية مقابل الهجرة إلى أية بلاد إسلامية. كما فرضت عليهم قيودًا ومقاطعات جماعية، إلى جانب منع الناس من بيع أي شيء للمسلمين، فلاقى الكثير منهم حتفهم كهولاً كانوا أو أطفالاً بسبب المجاعة.
وفي أواخر 1959م استطاع مئات من المسلمين الهجرة إلى الهند في بلدانها الحدودية مثل: (دار جلينغ) و(كاليم بونغ) و(نمانتوغ)، ومنها صاروا يتجهون إلى كشمير بين الفترة من 1961 إلى 1964م. واستطاعوا فيما بعد أن يكوِّنوا جمعية لرعاية مسلمي التبت المهاجرين، والتي تكونت بالفعل بمساعدة العالم الإسلامي، وتم بناء 144 مسكنًا ومسجدًا واحدًا تم الانتهاء منه عام 1985م، وهذه المساكن لم تكفِ حاجة المسلمين.
تشهد التبت صحوة إسلامية قوية
ولولا تلك الظروف القاسية لكان عدد المسلمين في الازدياد بين سكان بلاد التبت، ومع ذلك يقيم في مدينة (لاسا) العاصمة وحدها نحو أربعة آلاف أسرة مسلمة.
ويشهد الإقليم صحوة إسلامية ملحوظة، إلى حد إعلان أكثر من (200) ألف شخص إسلامهم بعد العثور على وثائق تاريخية تشير إلى أصولهم العربية.
وقد تعرَّض الحي الصيني في إقليم التبت الذي تسكنه أقلية "الهوي" المسلمة إلى اعتداءات جسيمة؛ تم فيها إحراق المسجد الكبير بالعاصمة لاسا، وكذلك إحراق سبع مدارس وخمسة مستشفيات و 120 منزلاً، تقع جميعها ضمن أملاك المسلمين. كما تم إحراق حوالي 84 سيارة، ونهب 908 متاجر. وقدرت الخسائر بأكثر من 244 مليون يوان (حوالي 34.59 مليون دولار أمريكي).
تعرض مسلمو التبت لاضطهاد البوذيين
وذلك كله خلال أعمال الشغب التي وقعت بين الرهبان البوذيين ومؤيديهم من المتظاهرين التبتيين البوذيين وقوات الأمن الصينية؛ وذلك للمطالبة بإنهاء السيطرة الصينية على الإقليم والتي تعود لعقود خلت، ولكن المتظاهرين استغلوا المظاهرات ودعوات الاستقلال في تصفية أحقاد دينية ضد المسلمين، وهو ما تجاهلته وسائل الإعلام الغربية أثناء وقوع تلك الأحداث، حيث ركزت فقط على متابعة تظاهرات أتباع الدلاي لاما من البوذييين؛ وهذا ما يبرز تعدد المكاييل الخاصة بحقوق الإنسان لدى الغرب، ومنظمات حقوق الإنسان.
وقد حاولت الشرطة الصينية إنقاذ ممتلكات المسلمين في الإقليم، بإغلاق الأحياء الإسلامية في (لاسا)، وحظرت دخول الأحياء إلا للمصلين أو لسكان المنطقة، من أقلية (الهوي) الصينية المسلمة التي يجيد أفرادها إدارة التجارة في الإقليم، حيث يديرون محلات الجزارة ويعملون ببيع الهواتف النقالة وشبابيك الصرف الآلي وتجارة مواد غذائية وإدارة المطاعم.
وربما كان موقف الشرطة الصينية نتيجة قوة المسلمين الاقتصادية؛ مما ينصب على حجم الضرائب الذي يصل لأيدي الإدارة الصينية، أو لرغبتها في عدم توسيع نطاق المواجهة مع العالم بتحييد العالم الإسلامي في المواجهة بين الصين والغرب.
إننا لا نستطيع توجيه اللوم للغرب في إهماله لما أصاب المسلمين في التبت؛ فهذا عهدنا به، وهذا هو مقتضى العداوة والحرب الصليبية الدائرة منذ مئات السنين، ولكننا نوجه اللوم إلينا - نحن المسلمين - حكامًا ومحكومين؛ لأننا أهملنا إخواننا في العقيدة رغم كل ما يواجهونه.
إن المسلمين في التبت وفي كوسوفا والبوسنة، بل وفي العراق وفلسطين ضحية لتخلِّي أغلب المسلمين عن أداء ما افترضه الله عليهم من واجب الأخوة.
لقد كانت وجود الإسلام والمسلمين في التبت مفاجأة لكثير من المسلمين؛ فكيف ينصر هؤلاء إخوانهم إن لم يكونوا يعلمون بوجودهم، وقد أجرينا على موقعنا استبيانًا حول متابعة المسلمين لأخبار التبت أثناء اشتعال الأزمة؛ فكانت النتيجة أن نسبة من يتابعون أخبار التبت بقوة تبلغ 1.8%، ونسبة من يتابعونها قليلاً 8.5%، بينما كانت النسبة الغالبة لمن لا يعلمون عن التبت والمسلمين فيها شيئًا؛ إذ بلغت نسبتهم 89.7%.
إن هذه النتيجة تعبر بلا شك عن تقصير بالغ من المسلمين نحو إخوانهم، وهو ما يقتضي تغيير أسلوب حياتنا كلها، وإعادة ترتيب أولوياتنا؛ لنضع نصرة الإسلام والمسلمين، والدفاع عن قضاياهم في مرتبته الواجبة. نسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمي