تربية الذات وتقوية الارادة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تربية الإنسان لنفسه

المنهج التربوي في الإسلام منهج متكامل، يبدأ قبل زواج الرجل بزوجته حيث يقوم على حسن الإختيار، ثم يمر بالحالة التربوية والرعاية في الأسرة منذ الطفولة وإلى السبع سنين الأولى ثم السبع الثانية والثالثة، وبعد مرحلة النضج يمر الإنسان على العامل الثقافي الذي يؤثر عليه تأثيراً كبيراً فيمكنه من صياغة شخصيته وقد نسميها بأنه يربي نفسه، أي أنه يصقلها ويصيغها صياغة جديدة وفقاً لما يأمله.

في هذه المرحلة لابد له أن يكون مطلعاً بشكل صحيح على الأسس الهامة التي تكون الشخصية من حيث المبدأ، مثل (الإيمان) في الجانب العقيدي، ثم العمل الصالح، في الجانب الشرعي، ثم الجانب السلوكي وهو هنا المظهر للحالة التربوية، فإن سلوك الإنسان وكيفية تعامله مع (مقدساته) مع (نفسه) مع (الآخرين) مع (الأشياء) هي التي تعبر عن شخصيته. فإذا اهتم الإنسان بالجانب السلوكي المبني على الأسس الصحيحة المنبثقة من العقيدة، فإنه يكون قد نجح في صياغة نفسه.

وهذا السلوك إنما يحتاج إلى تمرين وتعويد، كما يقول الإمام علي (ع) : (إنما هي نفسي أروضها) فالنفس بحاجة إلى ترويض لتصل إلى درجة السجية، وكل العناوين السلوكية مثل (التواضع) و (التقدير) و (الحلم) و (الصبر) وغيرها بحاجة إلى ممارسة لكي تكون سجية وطبيعة للنفس ويؤديها بعد ذلك دون تكلّف.

وقد قال الإمام علي (ع): (إن لم تكن حليما فتحلم فانه قل من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم).

فيمكننا أن نضع اتجاهين في تربية الإنسان لنفسه:
الأول: موضوع التربية: وهي المضامين والقيم التي تصيغ شخصية الإنسان، فبالتالي ينبغي ان يرتبط بمعدن العلم وهم الرسول وأهل بيته ويرتبط برواياتهم وتوجيهاتهم وتاريخهم، وكذلك عليه أن يرتبط بالقرآن وبصائر الوحي لينهل من آياته لبناء وتربية شخصيته.

الثاني: أداة التربية، أو الأسلوب الذي يمارسه في تربية نفسه، وهذا يعتمد على:

1/ الممارسة الفعلية وعدم الإكتفاء بالقول دون العمل.
2/ التعويد والترويض لتكون الأفعال سجية لنفسه.
3/ محاسبة النفس على الدوام، ومراجعة الأفعال والمواقف، والعمل على استصلاحها.
4/ طلب الزيادة في الخير والصلاح بشكل مستمر، فلا يكتفي بالحال الذي هو عليه.

تقوية الإرادة

إن الإرادة القوية هي حقيقة الصبر، وقوة التحمل والإستقامة على الطريق الصحيح، سواء كان في أمر الآخرة أو أمر الدنيا، فمن تمكّن من الصبر فإن العزيمة أصبحت صفته، قال تعالى : (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ).

فبمقدار صبر الإنسان تكون إرادته، صبره على ما يكره وصبره على مايحب وصبره على الطاعة، وصبره عن المعصية، كل هذه أنواع الصبر، وهي المواضيع التي تحتاج من الإنسان إرادة وقوة تحمل لكي يتعايش معها، فهو بحاجة إلى الصبر عندما تحل به المصيبة لكي يتخطاها، وهو بحاجة إلى الصبر عندما يضع نصب عينه هدفاً دراسياً لكي يتعلم ويتفوق وينجح، وهو بحاجة إلى الصبر على مزاولة الطاعات واكتساب الصفات الحميدة لكي تكون سجية له وطبيعة يزاولها، وهكذا فكثير من الأشياء بحاجة إلى الصبر والإرادة لكي يتفوق عليها الإنسان.

أما السبل التي تمكننا من تقوية إرادتنا فيمكن أن نذكر منها:

1/ تذكر النهايات: فعندما يضع الإنسان حساب النهايات في تفكيره وهو مقبل على أمر، فإن هذا يساعده على التحمّل، سواء النهاية في الدنيا ونتائج الفعل فيها، كأن ينظر لنفسه كرجل أعمال كبير، أو عالم عميق في علمه، أو رجل أعمال خيرية يرفع الضيم عن المستضعفين أو رجل حقوق وسياسة يرفع الظلم عن المحرومين وما شابه ذلك، فهو بهذا يحصل على الدافع والمحفّز لتحمل الصعاب في سبيل الوصول إلى أهدافه والمكتسبات التي تنتظره.

وكذلك عندما نتذكر الثواب في الآخرة فإن أي عمل يتطلب إرادة قوية سنتمكن من العمل والصبر على أدائه، فإن الله أعد للصابرين أجراً عظيماً.. فمن صفات المؤمنين أنهم يصبرون في البأساء والضراء كما يقول تعالى: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ). أي يصبرون في حال الفقر والعوز وفي حال المرض.

وننقل هنا رواية عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الارض ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الارض إلى العرش ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الارض إلى منتهى العرش. ـ الكافي ج2/92

2/ تدرّج في خطواتك: فقوة الإرادة تحتاج إلى تعويد وممارسة خطوة خطوة، فإن الله تعالى أودع في الإنسان قوى عظيمة، ومقدرة على التحمّل قد لا يعيها، فيمكنه أن يخرجها بالتدريج ، فالعمل الذي يحتاج إلى مشقة عالية يمكنك أن تؤديه بتقسيمه وهكذا يتعود الإنسان وقواه على التحمل شيئاً فشيئاً، كل شيء يحتاج إلى التدرج والرفق، حتى بلوغ درجات عالية في الدين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق). الكافي ج2/ ص86

3/ النظر للجوانب المشرقة من الحياة لكي تكون مغذية للتحمل والصبر، خصوصا فيما يتعلق بتحمل المصائب أو المشاق الحياتية، فالبعض قد يتسرب إلى قلبه اليأس والضعف والإستسلام للظروف، بينما لو تذكَر نعم الله عليه في الجوانب الأخرى، ولو تذكّر نعم الله على الناس، فإن باب الأمل سينفتح إليه، ولن يعتقد أن تجاوز المحنة من المستحيلات، لذلك أصبحت علاقة وثيقة بين الشكر والصبر، فمن يشكر يكون أقرب للصبر، لأنه يتذكر النعم، ولذلك فإن (بالشكر تزيد النعم) كما في الحديث، وزيادة النعم هي نعمة أخرى من الله وتوفيق منه تعالى، وهي أيضاً توفيق للتجاوز وتوفيق لحصول نعمة أخرى.

قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ).
وقال عز وجل: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) [الأعراف : 58]

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أنعم على قوم، فلم يشكروا، فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا، فصارت عليهم نعمة. الكافي ج2/93

يسلموا دياتك همووووووووووسة

قرئت كل حرف من موضوعك

رائع ما جلبته لنا

ومعلومات قيمه

لك كل ودي و وردي

مايا

[/quote]

HELEN
موضوع جميل ومميز ورائع
سلمت اناملك ايتها الرائعه
على المعلومات والابداع المتواصل
تجعلننا في شوق دائم لجديدك

مايا العمري كتب:

يسلموا دياتك همووووووووووسة

قرئت كل حرف من موضوعك

رائع ما جلبته لنا

ومعلومات قيمه

لك كل ودي و وردي

مايا

[/quote]

همس

دائما تجلبين المفيد

ماشاء الله عليك

سلمت يداك

موضوع متكامل بكل ماذكرتية

يسلموووووووووووووووووووو HELEN

عامر العطيات كتب:: HELEN
موضوع جميل ومميز ورائع
سلمت اناملك ايتها الرائعه
على المعلومات والابداع المتواصل
تجعلننا في شوق دائم لجديدك

مشكوووووووووووووووووووووور

فرهود كتب:: همس

دائما تجلبين المفيد

ماشاء الله عليك

سلمت يداك

موضوع متكامل بكل ماذكرتية

تحياتي

الامبراطور رونالدو كتب:: يسلموووووووووووووووووووو HELEN

مشكووووووووووووووور

معلومات مهمه

ادعو الكل يستفيد منها

يسلموو

تقبلي مروري

تربية الذات وتقوية الارادة Qatarw.com_2106992752

الملاك الحزين كتب:: معلومات مهمه

ادعو الكل يستفيد منها

يسلموو

تقبلي مروري

سلمت الانامل
على المعلومات مشكوره

» تربية الذات ......لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» هل المراة العربية مظلومة فعلا ومسلوبة الارادة والاختيار ؟
» الكاكاو مفيد لتطوير قدرات الدماغ وتقوية الذاكرة
» الإشفاق على الذات كذب على الذات
» تربية البنات