[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لقطة ارشيفية من مباراة هولندا والمانيا في نهائي المونديال 1974
أصبحت نسخة كأس العالم لعام 2010 المقامة حاليا في جنوب إفريقيا قريبة للغاية من التتويج بلقب " مونديال الأخذ بالثأر" بعدما تمكنت حتى الآن بعض الفرق
من تصفية حساباتها القديمة مع فرق منافسة لها، ولكن يتبقى بعض
السيناريوهات حتى المباراة النهائية والتي لو تمت لحصلت البطولة علي هذا اللقب بجدارة.
مباريات ثأرية في دور المجموعات اسبانيا وسويسرا البداية الثأرية كانت مع مباراة اسبانيا وسويسرا في افتتاح مباريات المجموعة الثامنة والتي فجرت فيها سويسرا مفاجأة من العيار الثقيل بإلحاق الهزيمة بالماتادور الاسباني بهدف نظيف في أولي مبارياته بالمونديال.
وثأرت سويسرا بهذه النتيجة لهزيمتها الكبيرة أمام اسبانيا بنتيجة 0-3 في دور الـ16 لمونديال 1994 والذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، اي ان الفريق السويسري انتظر 16 سنة لكي يرد هذه الهزيمة الثقيلة.
اليونان ونيجيريا نفس الأمر تماما ينطبق علي لقاء اليونان ونيجيريا والذي جاء في الجولة الثانية للمجموعة الثانية حيث تمكن المنتخب اليوناني من الفوز بنتيجة 2-1.
وجاء هذا الانتصار لتثأر اليونان لهزيمتها في دور المجموعات لنسخة 1994 أيضا أمام المنتخب النيجيري والذي فاز حينها بهدفين نظيفين.
فرنسا وجنوب إفريقيا الجولة الأخيرة للمجموعة الأولي شهدت كذلك لقاءا ثأريا بين فرنسا وجنوب إفريقيا البلد المضيف للنسخة الحالية، وعلي الرغم
من توديع الفريقين معا للبطولة من هذا الدور إلا أن منتخب جنوب إفريقيا استطاع الفوز بنتيجة 2-1 ليتمكن علي الأقل من اخذ "ثأره" القديم
مع المنتخب الفرنسي والذي يعود إلي نسخة 1998 والذي أقيم علي الأراضي الفرنسية.
ففي الجولة الأولي لدور المجموعات حينها، تمكن فرنسا من سحق "الأولاد" بثلاثية نظيفة كانت شرارة الانطلاق لحصد اللقب المونديالي فيما بعد.
ام المعارك في دور الـ16 ألمانيا وانجلترا بالوصول إلي دور الـ16، تعالت نغمة "النتائج الثأرية" كثيرا ولما لا فعندما تخاطب الألمان وتسألهم عن أكثر شيء متعلق بكرة القدم يؤلمهم في حياتهم
لن تفاجئ عند تجد بعضهم يقول لك " هزيمتنا غير العادلة أمام انجلترا في نهائي المونديال عام 1966.
ففي تلك النسخة جمع نهائي البطولة المنتخبين الغريمين، وبعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2-2، احتكم الفريقين لشوطين إضافيين تمكن المنتخب الانجليزي خلال
الشوط الأول عن طريق لاعبه الشهير جيوف هورست من إحراز هدف " غير صحيح" علي الإطلاق حيث لم تتخطى الكرة حينها خط المرمي ولكن الحكم السويسري جوتفيرت دينست
وحكم الراية الروسي توفيك باخراموف قررا احتساب الهدف ليمهدا الانجليزي للفوز بالمونديال بنتيجة 4-2.
وبعدد 44 سنة من هذا التاريخ، أذاق القدر المنتخب الانجليزي من نفس الكأس، فبعد أن وصلت النتيجة بين الفريقين في الشوط الأول لمباراتهما معا في دور الـ16 للنسخة الحالية إلي
2-1 "للمانشافت"، سدد فرانك لامبارد كرة "لوب" اصطدمت بالعارضة الانجليزية وتخطت خط المرمي بمسافة كبيرة وواضحة الا ان حكم اللقاء الاوروجواياني خورخي لاريوندا ومساعده
ماوريسيو ايسبينوزا رفضا احتساب الهدف الذي كان من شانه ان يعيد انجلترا إلي التعادل مرة أخرى.
ثأر متضاعف في دور الـ8 هولندا والبرازيل وما يمكن قوله علي مواجهات ألمانيا وانجلترا يمكن قوله ايضا بشكل كبير علي مواجهات هولندا والبرازيل حيث تملك الأولي ثأرا لا حدود له مع السليساو.
ففي اخر لقاءين مباشرين بين المنتخبين في كأس العالم وبالتحديد في نسختي 1994 و1998، نجح المنتخب البرازيلي في عبور الطواحين الهولندية علي
الرغم من انه لم يكن الطرف الافضل في كلتا المباراتين.
ففي نسخة امريكا 1994، تقابل المنتخبين في دور الـ8 وتمكن حينها المنتخب البرازيلي من انهاء الشوط الاول وهو متقدم بنتيجة 2-0، ولكن المنتخب الهولندي حينها قدم
اداء بطوليا في الشوط الثاني تمكن خلاله من إحراز هدفين متتاليين أدرك بهما التعادل ولكن لسوء حظه جاءت تسديدة برانكو الشهيرة في الدقيقة 81 لتقضي علي أماله في تخطي البرازيل.
وعاد المنتخبان مرة أخرى في نسخة فرنسا 1998 ليلتقيا في الدور قبل النهائي للبطولة، وتقدمت كالعادة البرازيل حيث أحرز لها حينها رونالدو هدفا في بداية شوط المباراة الثاني
، ولكن بعد هذا الهدف قدم المنتخب الهولندي أداء ولا أروع بفضل لاعبيه التاريخيين باتريك كلويفرت ودينس بيركامب واوفر مارس وادجار دافيدز وكلارنس سيدورف وتمكنوا من
التلاعب بالمنتخب البرازيلي كما شاءوا حتى أدركوا التعادل في الدقائق الأخيرة للقاء الأمر الذي اجبر حكم اللقاء علي تمديد وقت المباراة الي الأشواط الإضافية والتي بقت النتيجة
خلالها علي حالها ليقتنص المنتخب القادم من أمريكا الجنوبية بطاقة الترشح للنهاية من خلال ضربات الجزاء الترجيحية.
ولكن بعد 12 سنة، جاء المنتخب الهولندي لينتقم من البرازيليين عندما تمكن من تخطيهم في دور الثمانية للنسخة الحالية بنتيجة 2-1في مباراة تقدمت فيها البرازيل كالمعتاد بالهدف
الأول قبل أن ينتفض المنتخب الأوروبي في الشوط الثاني ويحرز هدفين متتاليين صعد بهما إلي الدور قبل النهائي.
خطفت المانيا الاضواء تماما وحققت "الثورة" والمفاجأ خطفت المانيا الاضواء تماما وحققت "الثورة" والمفاجأة، مخالفة التوقعات التي اعتبرت ان الـ"مانشافت" سيعاني خصوصا في ظل غياب قائده ميكايل بالاك، لكن رهان
المدرب يواكيم لوف على تشكيلة شابة لا يتجاوز معدل اعمارها 24 عاما كان في مكانه تماما.
لعبت الظروف والاصابات دورها في ان يخوض المنتخب الالماني مونديال جنوب افريقيا 2010 بأصغر تشكيلة له في النهائيات منذ نسخة 1934، الا أن ذلك لعب
في مصحلته نظرا الى المستوى الذي ظهر به لاعبوه الشبان في النسخة التاسعة عشرة حيث تعملقوا وقدموا كرة رائعة سمحت لهم في إلحاق هزيمة نكراء في كل من
العملاقين الانجليزي (4-1) والارجنتيني (4-0) في الدورين الثاني وربع النهائي.
دخل وصيف بطل اوروبا 2008 وثالث مونديال 2006 العرس الكروي الاول على الأراضي الافريقية بمعنويات مرتفعة بفضل العروض التي قدمها خلال تحضيرات
ه بقيادة جيل من اللاعبين الشبان الذين شقوا طريقهم الى التشكيلة في فترة زمنية قصيرة لم يكن يتوقعها الكثيرون.
اجبر لوف على اتخاذ خيار الاعتماد على الشبان نتيجة قراره استبعاد بعض المخضرمين مثل تورستن فرينغز وكريستوف ميتسلدر والحارس ينز ليمان وتوماس
هيتسلسبرغر الذين كانوا من العناصر الاساسية خلال كأس اوروبا 2008.
ثم مني المنتخب ببعض الإصابات ابرزها للقائد بالاك ما دفع لوف الى البحث عن بديل تمثل بصانع العاب فيردر بريمن مسعود اوجيل (21 عاما)،
فيما تراجع باستيان شفاينشتايغر ليلعب امام المدافعين.
وتسلم فيليب لام الذي لا يتجاوز السادسة والعشرين من عمره مهام القائد الذي يحث زملاءه الشبان مثل المتألق توماس مولر (20 عاما) على الاندفاع والتألق،
والمفارقة ان جيل المخضرمين في تشكيلة المانيا الأساسية يضم لام (26 عاما) وشفاينشتايغر (25) وبير ميرتيساكر (25) ولوكاس بودولسكي (25 ايضا).
وهناك ثلاثة لاعبين فقط يتجاوزون حاجز الـ 26 عاما، وهم ميروسلاف كلوزه (31 عاما) وكاكاو (29 عاما) وارنيه فريدريتش (31 عاما)،
اضافة الى الحارس الثالث هانز-يورغ بوت (36 عاما).
وبتسجيله 13 هدفا في خمس مباريات فقط، لم يعد الـ"مانشافت" ذلك المنتخب الذي يلعب بواقعية قتالية دون ان يمتع، بل تحول اداؤه الى سلسلة من التحركات
السلسة والسريعة والحيوية التي تمتع الجماهير بفنيات لاعبين مثل شفاينشتايغر واوجيل ومولر وبودولسكي وبفعالية كلوزه وكفاحية خضيرة.