[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مرت أيامٌ سبعة منذ رحلت
لم أسمع فيها صوتك
ولم أستشعر ذلك الجمال الذي يُغلِّف كل همسة من همساتك
وتسبح في حنانه روحك
لم أُصافح نفسي في تلك الأيام السبعة مرة واحدة
ولم أصفُ للزمن
سبعة أيام
عشت فيها مرارة كل ثانية بعذاب آلاف السنين
كلما تصورت أني لن أراك
أو أستمع إليكِ لأيام أخرى طويلة
تكاد الحياة أن تختنق بداخلي
ويتوقف انسياب الزمن بعمري
لقد وجدت نفسي عاجزا عن تقدير هذه الأيام
وحصرها
هل أقدِّرها بزمني الخاص؟
زمني الذي أعيشه معك ؟
زمن شوقي الذي يحرق كل ما بداخلي في محاولة للوصول إليك ؟
أيامٌ طويلة
أيامٌ طويلة لا تعني في عمر الدنيا شيئاً
ولكنها تعني في عمر حبي ولهفتي إليك أشياءً وأشياء
إن عقارب ساعتي تدور
وتدور
تحمل معها الساعات والأيام
وأنا أحملق فيها مذهولة بين الحين والآخر
إن الزمن لم يعد يعني لي شيئاً
فما هو إلا وسيلة اتصال بيني وبين الناس
لغة لأتفاهم بها معهم
ولكن !!!
في أعماقي أرى عقارب ساعةٍ أخرى
تدور بطريقةٍ مختلفة
مضبوطةٌ على نبضات قلبي
ومن قبل كانت مضبوطةٌ على همساتك
وعلى ابتسامتك
إنني أعيش زمني الخاص بعيداً عنك
زمنٌ الثانية فيه تساوي الكثير
واليوم أصبح كالأبد
لقد كانت نفسي تتركني دائماً
تنشغل في حوار لا ينقطع معك
ولكنها الآن تقبعُ داخلي متَّشحةً بالسواد
وأتساءل ؟؟؟
كيف أصب لك كل هذا التأثير على الوجود من حولي؟
كيف جعلتني أعيش حالة انعدام الوزن هذه بين الأرض والسماء؟
معلقٌ بحبلٍ واحدٍ هو الذي يتحكم في ارتفاعي واتزاني ككل
وهو شعورك نحوي
أتلمس الأشياء من حولي
فأجدُ عالماً من البرودة والظلام والملل
نعم الملل الذي يزحف لعمري
ويحيل الأوراق في الشجرة بجوار نافذتي إلى أوراقٍ صفراء ميتة
الملل الذي يزحف إلى ابتسامتي فيحرقها وهي ما زالت على أطراف شفاهي
الملل الذي يتخلل خيوط ذلك النسيج الذي يلف حياتي كلها
الملل الذي يتسلل كاللص إلى الأحداث التي مرٌّت بي
فلا تترك على نفسيتي أي إنفعال
وكأنني أشاهد بفتورٍ أحد الأفلام التافهة
عالمٌ غريب
غريبٌ عليَّ بروتينه
وبتفاهة الأحداث فيه
عالمٌ كنت أجد نفسي أعلى منه بمراحل
كنت أُطلُّ عليه من فوق
لم أكن أشعر بأنني أحيا فيه
وإنما كنت كمن يتفرج
ونسيت أن هذا العالم هو حياتي ودنياي
لأنني انشغلت بعالمٍ آخر
عالمي معك
لقد أصبحت حياتي تدور حولك
وأصبحت هي المعنى الحقيقي لها
أصبحت بالنسبة لي كل الآمال التي أسعى لها
أصبحت دافعاً للنجاح
كنت أسعى للنجاح
ليس من أجلي فقط
ولكن من أجل أن أشعر برنَّة الفرح في صوتك
تحملني بعيداً عن روتينية عالمي
كنت الهدف
والغاية
وفرحة الوصول
إنني يوماً بيوم
أعترف
باستحالة حياتي من دونك
فلقد سمحت لك بأن تنزع من أفكاري
من عقلي
من مشاعري
من قلبي
( أشياء غالية جداً)
وتضع ما تشاء
ولكن عندما نزعت تلك الأشياء التي زرعتها بداخلي
هل فكرت؟؟؟
بأنه من الممكن أن أعيش الفراغ ؟؟؟
هل فكرت؟؟؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كانت الذكريات بألوانها القاتمة
وأحداثها السوداء
قد أوشكت أن تمطر وجهك
وتدفعه بعيداً عن مرمى التذكر
كادت الأيام أن تنزلق
وتغير من خريطة التواريخ
وتعيد خلط الأحداث
فلا يبقى أمامي سوى الحدث الآني
ما عداه يضمحل ويتلاشى
وأنسى
أنساك
أنسى من أنتَ
أنسى صوتك
وجهك
وملامح الحنان التي كانت تتدفق من وجهك
لتلفني بالأمان
في عمرٍ كان يتناقض ومعنى الأمان
والشوق إليه
والدفء الذي ينهمر منه
فجأة
تسوق إليَّ الأحداث أسمك
تنقله مزيناً بالحزن
وإشارات الرحيل
فينفض عن ذاكرتي غبار الأحداث كلها
ويعدو بي إلى الوراء
لحظاتٌ بعيدة
إلى الظل الذي كنيته
وإلى النبتة اليانعة التي كانت أسماً أطلقته عليك
فأضحك بدلال
وأنمو في ظلك بهناء
وأرتشف من كأس حنانك
والفرح الغامر غزيرٌ على مدى العمر !!!
أنت ترحل
والخوف الذي كان يسكنني
يبقى
أنت ترحل
وتبقى لي في الذاكرة
قلقاً
أقتات منها
وأحذر وأحذر وأحذر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]