لا ظاق صدري ................ يا الغاليه

المصحح الكبير أشكرك على نقدك وعلى توجيهاتك التي لم افهم شخصيا منها شيئا، وطلبك مجاب،

فانا - والحمد لله - املك صدرا قد لا أكون مبالغا اذا قلت أنه أوسع من (الربع الخالي)،

فنحن قوم نقدم رأيا ونقبل بل ونحترم الرأي الآخر، ولكن في المقابل على هذا الرأي - الذي اعني -

ان يكون صحيحا أو قريبا من الصحة اذا اعتبرنا ان القضية نسبية.

عندما اكتب كلمات جادت بها قريحتي وأرسلها عبر رياح الحب الى أناس نتشرف ونستأنس بقراءتهم،

فانا لا ادعي بلاغة وفصاحة سيبويه وتشرتشل، ولم ادعي قط في حياتي أني من فحول الشعراء،

أو ان سلالتي تنحدر من سوق عكاظ، فانا إنسان اقرأ واكتب وأحاول كباقي البشر.

لا أريد ان استرسل في الحديث فالمشاغل كثيرة.

عزيزي يبدو لي انك لم تسمع بمقولة: (يحق للشاعر ما لا يحق لغيره) ولم تسمع في المنادى في اللغة العربية،

أنا في بيتي الأول الذي انتقدته أنادي نوره، ونوره اذا لم تكن تعرف اسم امرأة أي (انثى) فلا أرى مسوغا هنا للانتقاد.

واعني ان نوره هي ربيع القلب ولا أريد ان اجمع بين النور والربيع بقلبي في ان واحد، فلعله لا يحتمل ذلك.

وفي البيت الثامن ما زال كلامي في سياقه ولا مبرر لان أعيد ذكر المحبوب بصفاته في كل بيت وهذا معروف

ومن ابسط أبجديات الشعر واللغة. واعلم ان كثرة التكرار تضفي على العمل الأدبي ركاكة يملها القارىء.

ثم يذهب أخونا بانتقاده في البيت التاسع الى عالم الغيب مخاطبا الروح،

فالشاعر قد يشطح أحيانا في خياله ويهيم في كل واد ولكن عليه قدر المستطاع ان يبقى في دائرة المعقول،

فإذا كانت الغالية موجودة مثلا وتقرأ كلامي فلا داعي لان اذهب بعيدا الى ما وراء البرزخ.

أما في البيت العاشر فلن أكلف نفسي عناء الرد لان بلاغة القران هي الفيصل في ذلك

وأنصحك ان ترجع الى كتاب الله وتقرأ قوله تعالى:" مطاع ثم أمين"،

واعلم ان إضافة (ومن) خطأ شنيع لا ينطلي على تلاميذ المدارس.

وفي البيت الثاني عشر حذفت مناجاة رب العالمين وهي أجمل ما في القصيدة،

فلم تميز بفكرك المتواضع عزيزي بين نداء المحبوب ومناجاة رب العزة عز وجل،

وعليك ان ترجع الى فنون الشعر لترى كيفية الانتقال من موضوع الى آخر في نفس القصيدة،

ثم ختمت نقدك البناء!!!!!!!!! عندما حذفت الأجل الذي بمجيئه تنقطع علاقة الإنسان بالدنيا

وجعلت بكل براعة ان سبب الوفاة هو تسكير الوريد.


ختاما أريد ان استفسر منك عن بيت شعر أنهك ترسانتي الفكرية والثقافية

وأنا أحاول معه ولم أجد له جوابا شافيا،

ورجعت الى كثير من أساتذة اللغة ومع ذلك لم أنل مرادي،

وأنا من خلال نقدك أتوسم فيك خيرا،

فقامة تقدم هذا النقد لن يعجزها بيان الخطأ الذي يعتبره بعض أهل اللغة مقصودا فيما ذهب آخرون الى انه غير مقصود بل وقع فيه الشاعر من حيث لا يعلم وهو:

يقول المتنبي مادحا سيف الدولة:

فإن يكُ بعضُ الناسِ سيفًا لِدَوْلةٍ ففي الناسِ بُوقاتٌ لها وطُبولُ

فالشاعر جمع بوق على بوقات، وبوقات جمع مؤنث سالم فمن نظر الى البيت بسطحية،

قال ان المتنبي وقع في خطأ وكان عليه ان يجمع الكلمة على أبواق أي جمع تكسير، ومن نظر بعمق رأى غير ذلك فما رأيكم دام فضلكم.

ملاحظة: الرجاء عدم الرجوع الى النت واخذ رأي العم (غوغل) في ذلك أو إنابة إنسان غيرك بالكتابة عنك، فنحن نميز لأنه ترسخت لدينا الصورة الكاملة عن طريقة الكتابة والتفكير التي تحملون.


محمود الرعود

إبن الطفيلة الهاشمية
وشكرا